جوجل واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، لا تتميز فقط بكونها إحدى الشركات العملاقة، لكن أبرز مميزاتها هي بيئة العمل التي توفر كل مقومات الابتكار والإبداع في كل مظاهرها، الجديد هنا هو ما يتمتع به المتدربون من مزايا خيالية.
شبكة سي إن إن الأمريكية نشرت تقريراً عن أحوال المتدربين في جوجل بعنوان: "قضيناً يوماً في ظل أحد المُتدربين بشركة جوجل. وإليكم كيف كانت التجربة في الحقيقة".
سيدوني فرانسيس
خلال أشهرها الأولى داخل شركة جوجل، تنقَّلت سيدوني فرانسيس بين مكاتب الشركة في نيويورك وماونتن فيو ولوس أنجلوس من أجل حضور اجتماعات التوجيه وسير العمل. وساعدت في تأمين شراكةٍ مع علامةٍ تجارية كُبرى لصالح يوتيوب، وساعدت الفرق التي خطَّطت لفعاليات المُطربين وأسبوع نيويورك للموضة الذي أُقيم برعاية جوجل.
كا هذا ولم تكُن سيدوني قد حصلت على وظيفة أحلامها بعد. بل فعلت كل ذلك أثناء عملها مُتدربةً صيفية بالشركة.
وتشتهر جوجل بأنَّ لديها واحداً من أكثر برامج التدريب المرغوبة في البلاد؛ إذ استقبلت أكثر من 125 ألف طلب هذا العام فقط -بزيادةٍ تُقدَّر بـ17% منذ عام 2018.
وسائل راحة مبهجة
وفي البداية، يسهُل على المُتدربين الانجذاب إلى جوجل، بفضل وسائل الراحة المُبهجة. ولكن بمُجرد أن يجتازوا المباني الجميلة، والطعام المجاني (إذ قالت سيدوني إنَّها لم تُضطر إلى زيارة البقالة طوال الصيف)، وغرف الألعاب؛ يقول المُتدربون إنَّ دورات جوجل التدريبية تمنحهم ما هو أكثر من ذلك بكثير.
وقالت سيدوني، التي كانت تعمل من مقر الشركة في نيويورك: "أرى بالفعل أنَّني أُحدِث فارقاً داخل الشركة، ودوري لا يقتصر على مجرد الجلوس هنا لـ11 أسبوعاً. ومع هذا البرنامج، تصير موظفاً بدوامٍ كامل، ويُنتظر منك إنجاز الأعمال حتى وإن كُنت مُتدرباً".
ولن يُطلب منك جلب القهوة، أو تصوير الأوراق، أو جمع طلبات الغداء؛ بل يُنتظر منك العمل بمواعيد تسليم وتوقُّعات حقيقية. ويجري تشجيع المُتدربين على الحديث خلال الاجتماعات، والدفاع عن عملهم، ليصيروا جزءاً حيوياً من الفريق.
وفي الواقع، يصعب تمييز المُتدربين بين موظفي جوجل بدوامٍ كامل داخل الاجتماعات. إذ يُشاركون بنفس المستوى، ويُقدِّمون أعمالهم بثقة، ولديهم علاقةٌ جيدة مع زملائهم.
المزايا
هُناك شيءٌ آخر يجعل البرنامج أكثر جاذبية للطلاب: وهو أنَّه برنامجٌ مدفوع الأجر، ويأتي مصحوباً بالعديد من المزايا. إذ يتقاضى المتدربون أجرهم كل أسبوعين، ويحصلون على مكافأة توقيع، والتي قالت الشركة إنَّ الهدف منها هو تغطية تكاليف الإقامة لشهرٍ ونصف تقريباً، إلى جانب غالبية التكاليف المرتبطة بالانتقال إلى موقع مكتبهم الصيفي.
كما يحصلون أيضاً على بدل إقامة، وإمكانية استخدام "لوحة بيانات الإسكان" الخاصة بالشركة لمُساعدتهم على إيجاد مكانٍ للعيش والتواصل مع المُتدرِّبين الآخرين الذين يبحثون عن زملاء في السكن.
ويستفيد المُتدربون أيضاً من مزايا، مثل: التأمين الصحي، والتأمين على الأسنان، والتأمين على العين خلال فترة تدريبهم بالشركة.
وبدأت بعض الشركات في تعزيز برامجها التدريبية عام 2007، بحسب إدوين كوك، مدير الأبحاث والسياسة العامة والشؤون القانونية في الرابطة الوطنية للكليات وأصحاب الأعمال. وكان ذلك قبل حدوث الكساد العظيم، حين كانت سوق العمل مُتحمِّسة لتعيين خريجي الكليات. وأضاف أنَّ أكثر من نصف برامج التدريب في تلك الأيام كانت مدفوعة الأجر.
وفي الصيف الجاري، كان لدى جوجل آلاف المُتدربين داخل مكاتبها في الولايات المتحدة، والذين عملوا على مجموعةٍ مُتنوعة من المشاريع، مثل: كيفية جعل "مساعد جوجل – Google Assistant" أفضل للأشخاص الذين يُعانون إعاقات بصرية، وكتابة أكواد واجهة مستخدم الويب والواجهة الخلفية لصالح خدمة الشركة السحابية الجديدة "جوجل ستاديا – Google Stadia"، وتطوير مزايا جديدة في خدمة "جوجل إيرث – Google Earth"، وتصميم أدوات لمساعدة الأهالي في مراقبة استخدام أطفالهم للأجهزة.
ولا يتولَّى جميع المُتدربين أدواراً تقنية
إذ قالت سيدوني، التي تتخصَّص دراستها في العلوم السياسية بجامعة فاندربيلت. وقضت الصيف في التدريب بوصفها فرداً بفريق يوتيوب لتجارب العلامات التجارية: ويجري تشجيع المُتدربين أيضاً على استغلال حلقات جوجل الدراسية وأنشطتها الاجتماعية. وأضافت سيدوني أنَّها حضرت بعض الصفوف لتصير أفضل في التعامل مع خدمة "جوجل سلايدز جوجل Slides"، وتتعلَّم كيفية كتابة رسائل بريد إلكتروني أكثر فاعلية.
ويجري كذلك إرفاق المُتدربين مع مُضيفٍ طوال فترة الصيف، والذي يُؤدِّي وظيفة مُدير المشروع والمُرشد والصديق في كثيرٍ من الأحيان. وخلال أيامهم القليلة الأولى داخل الوظيفة، يحصل المُتدرِّبون على خطةٍ تفصيلية وضعها مُضيفهم حول المتوقَّع منهم تحقيقه خلال الصيف، بأهدافٍ ومواعيد تسليم واضحة.
وقالت سيدوني عن مُرشدها، شون هوربوشوك: "صرنا صديقين نوعاً ما الآن"، ولم يكتفِ هوربوشوك بتقديمها إلى أفراد الفريق، بل عرَّفها أيضاً إلى النساء المُلوَّنات اللاتي يعملن في شركة التكنولوجيا العملاقة لتلتقي بهن. وأضافت: "كان ذلك لطيفاً منه بكل صدق، إنَّه أدرك أنَّ هذا الأمر يُمثِّل مصدر قلقٍ حقيقياً بالنسبة لي".
والكثير من المُضيفين كانوا في الأصل مُتدرِّبين سابقين. وقال كايل إدوينغ، مُدير برامج المواهب والانتشار في قسم عمليات البشر بجوجل: "وظيفتهم هي منح المُتدربين تجربةً رائعة، ودفع عملية تطويرهم، ومنحهم مشروعاً له معالم بارزة وناتج نهائي يُمكن تسليمه بنهاية المشروع".
قدمٌ داخل الباب
يُعَدُّ برنامج جوجل للمتدربين بوابةً إلى وظيفةٍ بدوامٍ كامل داخل واحدةٍ من أكثر الشركات المرغوبة في العالم.
وفي حين تختلف عملية المقابلة الوظيفية بحسب الدور، لكنها تشمل عادةً ملء طلبٍ عبر الإنترنت، وإجراء مقابلةٍ أو اثنتين عبر الهاتف أو تقنية الاتصال بالفيديو. وتتطلَّب بعض الأدوار أيضاً تقييماً تقنياً.
وتبحث جوجل عادةً عن التدريبات السابقة، أو الدراسة المتصلة، أو المشاريع الشخصية، أو المعرفة المرتبطة بالدور، إلى جانب المهارات القيادية.
وأضاف إدوينغ: "هذا لا يعني ضرورة أن تكون قد أدرت أشخاصاً من قبل. ولكن ما هو نوع الانغماس في القيادة الذي أظهرته؟ وما هو نوع المبادرة التي اتَّخذتها داخل الحرم الجامعة؟".
وبالنسبة للمتدرِّبين الذين يتقدَّمون للحصول على التدريبات التقنية، فمن الأفضل أن تكون لهم خبرةٌ في واحدةٍ من لغات البرمجة الأساسية (مثل سي++ أو جافا)، وسيرغب مُجري المُقابلة أيضاً في رؤية كيفية حلِّ المُرشَّح للمشكلات -لكن الشركة لم تَعُد تعتمد على هذه الأسئلة الذهنية المُشينة.
إذ قال إدوينغ: "نحن ننظر إلى القدرة المعرفية العامة. كيف تُفكِّك وتُعالج تلك المشكلات الكبيرة القائمة، وتُحلِّلها لتصل إلى شيءٍ يُمكن الإمساك به؟".
كما يُؤخذ مدى "جوجلية" الشخص بعين الاعتبار. إذ أوضح إدوينغ: "هل لديك فضولٌ فكري؟ هل تعمل جيداً وسط بيئة عملٍ غامضة؟ هل تتحمَّس لمعالجة المشكلات الكبرى؟ فهذه هي نوعية الأشخاص الذين نعلم أنَّهم سيكونون الأنجح هنا".
ويعود بعض من أتموا برنامج تدريب الشركة بنجاح لحضور تدريبٍ آخر من جديد. في حين يُواصل الكثيرون ليصيروا موظفين بدوامٍ كامل.
صامويل فوستر
وحين تلقَّى صامويل فوستر مكالمةً تُفيد بأنَّه مقبولٌ للتدريب الصيفي داخل مكتب جوجل في مانهاتن؛ ظنَّ أنَّها مُجرَّد مزحة، وأضاف فوستر، طالب السنة الثالثة بجامعة ولاية كاليفورنيا المتعددة الفنون في بومونا: "أُصِبت بالهلع. أعتقد أنَّني لم أظن أنَّني سأُقبَل". وكان قد تقدَّم إلى 76 تدريباً خلال الصيف.
وترعرع فوستر بولاية كاليفورنيا، وكان يتلقَّى تعليمه في المنزل قبل دخول الجامعة. وبدراسته لتخصُّص علوم الحاسوب، كان مُعدَّله التراكمي يساوي 3.78 حين تقدَّم للحصول على تدريب في جوجل.
وكان دائماً مُهتماً بالتعرُّف إلى كيفية سير الأمور، لكن الأمر يتعلَّق بالبرامج أكثر من الأجهزة، وأضاف: "حين كُنت صغيراً للغاية، اعتدت قضاء ساعات في [النقر] على كل زر، لاكتشاف سبب تنسيق كل قائمة بهذه الطريقة"، وهذا الفضول خدمه بشكلٍ جيد داخل جوجل.
وعَمِلَ مُهندس برمجيات مُتدرب في خدمة "جوجل كيب Google Keep"، أداة تدوين الملاحظات والقوائم الخاصة بالشركة. وقضى الصيف في البحث عن وسائل تُسهِّل على المستخدمين زيادة إنتاجيتهم أثناء العمل باستخدام سلسلة تطبيقات جوجل، بما فيها "جوجل دوكس Google Docs" و "جي ميل – Gmail".
واعتاد بدء يومه في الـ9:30 صباحاً؛ إذ يستهل بقراءة رسائل البريد الإلكتروني التي فاتته، وكتابة الأكواد لساعتين أو ثلاث، أو يحضر اجتماعات الفريق، ثم يأخذ استراحةً للغداء، ويقضي بعض الوقت داخل واحدةٍ من غرف الألعاب من أجل الاسترخاء واستعادة التركيز. ثم يقضي فترات بعد الظهيرة في العمل على مشروعه، وغيره من الأعمال. واعتاد إنهاء عمله اليومي قرابة الساعة الخامسة مساءً، ولكنه ينتظر في كثيرٍ من الأحيان حتى السادسة مساءً من أجل الحصول على العشاء المجاني.
وأضاف: "شركة جوجل مرنةٌ للغاية في ما يتعلَّق بالجدولة، ويُفضلون تشجيعك على تحديد الجدول الأنسب لك".
وحين كان يرغب في الاسترخاء والتركيز، كان يتوجَّه إلى ما يُعرف بحديقة الستائر: وهي عبارةٌ عن حجيرات صغيرة حيث يُمكنك سحب ستارةٍ حولك لحجب أي مؤثرات من شأنها تشتيتك. وقال فوستر: "يُساعدك هذا على الوصول إلى أقصى درجات الاسترخاء".
بوابةٌ للحياة المهنية
قضى جاسي جوليين كل عطلاته الصيفية خلال الجامعة في التدريب الهندسي بشركة جوجل. وهو الآن طالبٌ في السنة الأخيرة بكلية هارفي مود، ويأمل أن ينضم إلى الشركة بوصفه موظفاً بدوامٍ كامل بعد تخرُّجه.
وفي أولى عطلاته الصيفية، كان جزءاً من فريق أبحاث جوجل في مكتب الشركة بماونتن فيو. وفي الصيف التالي، سافر إلى لوس أنجلوس للعمل مع فريق الدعاية. وهذا الصيف، كان في مانهاتن من أجل العمل مع فريق الهندسة المؤسسية، في مشروع تحسين منصة مؤتمرات الفيديو وغرف الاجتماعات الداخلية الخاصة بجوجل.
وقال: "هذا ما جذبني إلى جوجل أول الأمر، وهو مدى اتساع الفرص والمشاريع المُتاحة أمامي للعمل عليها. والعمل الذي أدَّيته هذا الصيف لا يتعلَّق بمواجهة المستهلكين على غرار عملي في الأبحاث، ولكنَّني تمكَّنت من حل بعض مُشكلات قواعد البيانات المُثيرة للاهتمام بشدة".
وهناك العديد من برامج التدريب المختلفة التي يستطيع الطلاب التقدُّم لشغلها، ويُطلب منهم توضيح تفضيلهم للفريق الذي يرغبون في الانضمام إليه. وهناك برامج مُخصَّصة لطلاب السنتين الأولى والثانية الشغوفين بالتكنولوجيا، وبرامج تدريبٍ قانونية وتجارية للطلاب والخريجين، إلى جانب برنامج ماجستير إدارة الأعمال، والعديد من البرامج الأخرى.
واعتاد جوليين بدء يومه بتناول القهوة المثلجة من إحدى الكافيتريات. قبل أن يُلقي نظرةً على بريده الإلكتروني، ليرُد على الأسئلة والمشكلات التي وصلته من مُديره أو زملائه. ويُخصِّص فترة بعد الظهيرة عادةً لمشروعه؛ إذ قال: "يجلس مُضيفي خلفي لأتمكَّن من طرح الأسئلة في حال شعرت بالارتباك".
ويتوجَّه في أعقاب ذلك إلى صالة الألعاب الرياضية داخل حرم الشركة، ثم يتناول العشاء قبل مُغادرة المكتب في السابعة مساءً.
وإلى جانب الخبرة التي اكتسبها، أقام جوليين أيضاً صداقات دائمة؛ إذ صار شريكه المُتدرِّب من صيفه الأول واحداً من أصدقائه المقربين، ولا يزال مُتواصلاً مع المُتدربين الآخرين الذين قابلهم على مرِّ السنين، وأوضح: "الجانب الاجتماعي هو أحد أفضل أركان هذا البرنامج التدريبي".
بناء شبكة أوسع
في المدرسة الثانوية، كان جوليين من بين أوائل التلاميذ الذين شاركوا في All Star Code، منظمة غير ربحية لتعليم علوم الحاسوب تُركِّز على الشباب السود واللاتينيين. وكانت هذه التجربة هي التي أشعلت فتيل شغفه بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وقال جوليين: "والداي هم طلابٌ جامعيون من الجيل الأول، لذا فهم على درايةٍ بما يعنيه التنقُّل في أوساط التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات -خاصةً أبي- بصفتهم أشخاصاً مُلوَّنين"، ويقول إنَّ الأقليات لا تحصل دائماً على فرصتها الكاملة في مجال التقنية.
وأضاف: "هناك مواهب لا يتم الوصول إليها بكل بساطة. وهندسة البرمجيات هي واحدةٌ من تلك الصناعات حيث يكون من المُهم للغاية اسم المدرسة التي ذهبت إليها، ونوعية الصفوف التي حضرتها، والأساتذة الذين شرحوا لك المواد.. وهناك الكثير من الموارد التي لا يصل إليها التلاميذ والأشخاص من الجماعات منقوصة التمثيل بقدر الرجال البيض".
لكن شركة جوجل تسعى جاهدةً لإصلاح هذه المشكلة
إذ بدأ برنامج جوجل التدريبي عام 1999، وتضمَّن أربعة مُتدربين فقط، وثلاثةٌ منهم كانوا طلاباً بجامعة ستانفورد. وفي الصيف الجاري مثلاً، كان لدى جوجل مُتدرِّبون من قرابة الـ350 جامعة.
وتقول الشركة إنَّها تستهدف أن تكون "أكثر تفكُّراً" إبان بناء قوتها العاملة، وتنظر إلى أبعد من الجامعات العليا بحثاً عن المواهب، بحسب إدوينغ. لكن بناء شبكةٍ أوسع تأتي معه بعض التحدِّيات.
وأضاف إدوينغ: "نحن نرغب في ضمان أنَّ أيّ شخصٍ يأتي إلى هنا تكون لديه فرصةٌ للنجاح". وجزءٌ كبيرٌ من ذلك ينطوي على التأكُّد من حصول كل الأشخاص على الدورات الصحيحة، خاصةً حين يتعلَّق الأمر بالأدوار التقنية.
وفي عام 2015، صمَّمت الشركة فريق توسعة برامج الجامعات، للمساعدة في تنمية وجود جوجل في مجال التوظيف الهندسي بمجموعةٍ واسعة من الكليات والجامعات. وأقامت شراكات مع كليات تُعرَف تاريخياً بأنَّها مُخصَّصةٌ للسود على مدار أكثر من عقد، من أجل المساعدة في تنويع مجموعتها من المُتقدِّمين للحصول على التدريب، وتنويع قوتها العاملة كما هو مأمول.
وأوضح إدوينغ: "بمجرد أن تصير علاقتنا قوية، يسأل [الزملاء]: ما هي أفضل طريقةٍ لإعداد طلَّابنا؟ وسنستطيع إخبارهم بنوعية المناهج الدراسية الأفضل بالنسبة لهم، ونوعية اللغات التي يحتاج الطلاب لتعلُّمها".
ويبدو أنَّ تلك الجهود بدأت تُؤتي ثمارها
ففي عام 2016، كانت نسبة 13.3% من مُتدرِّبي جوجل من السود و/أو اللاتينيين، و30% منهم كانوا إناثاً. وفي عام 2019، وصلت نسبة السود و/أو اللاتينيين إلى 24%، وارتفعت نسبة الإناث إلى 37%، بحسب جوجل.
وقال جوليين إنَّه شهد بعض التحسينات على مدى تنوُّع فصول المُتدرِّبين خلال سنواته الثلاث في جوجل، لكنَّه أضاف أنَّ المجال لا يزال مفتوحاً أمام المزيد من التقدُّم.
وتابع: "في لوس أنجلوس، الذي يُعَدُّ مكتباً نائياً، تستطيع أن ترى بوضوح قلة تنوُّع الأعراق في قسم الهندسة، على غرار بقية أرجاء هذه الصناعة. وأنا أُقدِّر حقاً الجهود التي تبذلها جوجل حتى الآن لوضع التنوُّع العرقي على رأس أولوياتها، لكنَّني أعتقد أنَّ هناك مساحةً أكبر لفعل المزيد".
تدريبٌ يتحوَّل إلى وظيفة العمر
والهدف الأسمى دائماً هو تحويل المُتدرِّبين إلى موظفين بدوامٍ كامل، بحسب ميلوني باركر، رئيسة قسم التنوُّع في جوجل.
وكانت جين فيتزباتريك واحدةً من أول أربعة مُتدرِّبين في الشركة عام 1999 – ولا تزال تعمل لصالح الشركة.
وهي الآن أعلى المهندسات الإناث رتبةً داخل جوجل، وهي المسؤول عن قسم Geo -الذي يشمل خدمات "جوجل مابس – Google Maps"، والبحث المحلي، "جوجل إيرث – Google Earth"- حيث تُشرف على بضعة آلاف موظف حول العالم. كما شاركت في تأسيس فريق تجربة المستخدم بجوجل، وهو الفريق المسؤول عن تقييم قابلية منتجات الشركة للاستخدام ومدى عمليتها.
وكانت جين بصدد الحصول على درجة الماجستير في علوم الحاسوب من جامعة ستانفورد، في ذروة فقاعة الإنترنت، حين صارت مهندسة برمجيات متدربة لدى جوجل. وانبهرت بمُحرِّك البحث، وكانت ترغب في وضع تدريبها محل الاختبار وسط بيئةٍ عملية، "على الفور تقريباً، ومنذ اليوم الأول، انبهرت بحجم فرصة التعلُّم المُتاحة"، وعزَت نجاح البرنامج إلى التأثير الحقيقي الذي يُتاح للمُتدرِّبين إحداثه.
وأضافت: "إنَّه عملٌ حقيقي، ومشروعاتٌ حقيقية. هذه ليست مشاريع تجريبية نُعِدُّها مُقدَّماً، وهم لا يعملون في عُزلة؛ إذ يصيرون جزءاً من الفرق، ويُساهمون بأساليب هادفة، ويشعرون فعلياً بأنَّهم يفعلون أشياء ذات قيمة".