في حادثة هزَّت الرأي العام السعودي، توفي اللواء عبدالعزيز الفغم، الحارس الشخصي للملك سلمان بن عبدالعزيز، بعدما أطلق عليه النار أحد أصدقائه بسبب خلاف شخصي بمنزله في مدينة جدة، مساء السبت 28 سبتمبر/أيلول 2019، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء الرسمية السعودية.
وقالت صحيفة "سبق" السعودية إن عدداً من أقارب وأصدقاء اللواء، ومشاهير ومسؤولين نعوا "الفغم"، الذي قالت الصحيفة عنه إنه حصل على جائزة "أفضل حارس شخصي على مستوى العالم" من منظمة الأكاديمية العالمية. فمن هو اللواء الفغم؟
حارس الملِكَيْن.. عبدالله وسلمان
بحسب ما نشرت وسائل إعلام سعودية فقد لازم "الفغم" الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ثم عمل حارساً للملك سلمان، وظلَّ مرافقاً خاصاً له، وكان مسؤولاً عن تأمين موكب الملك وتحركاته.
وبالرغم من ارتباطه بمهام الحماية الشخصية للملك سلمان، وقبله الملك عبدالله، فإن الفغم يوصف بأنه كان صاحب شخصية غامضة، وهو قليل الظهور إعلامياً، وكان يبتعد أيضاً عن الحياة الاجتماعية العامة.
لكن صحيفة "سبق" السعودية تقول إنَّ بعض المشاهد التي ظهر فيها الفغم مع الملك سلمان "أظهرت عمق العلاقة الأبوية الكبيرة بين الملك سلمان وحارسه الشخصي الأمين".
وتشير الصحيفة إلى أن تلك اللقطات والمشاهد العفوية التي جمعت الملك و "الفغم"، كانت دائماً محل رصد عدسات الكاميرات، وعكَست "علاقة خاصة" تجمع الملك سلمان واللواء "الفغم"، الذي اشتُهر بتفانيه ويقظته وحرصه على سلامة الملك؛ وهو ما مكَّنه من الحصول على لقب أفضل حارس شخصي في العالم من منظمة الأكاديمية العالمية.
الظهور الإعلامي للفغم
بحسب صحيفة سبق، فقد أظهر مقطع فيديو التُقط أثناء هبوط الطائرة الملكية في مطار موسكو في أواخر عام 2017م، وضع "الفغم" يده أمام الملك سلمان أثناء نزوله من سلم الطائرة، فور وصوله إلى العاصمة الروسية، بعد توقف السلم بشكل مفاجئ، في تصرف سريع أشاد به رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية.
وفي مقطع آخر أوضح؛ كان يحضر الملك سلمان برفقة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد حفلاً ثقافيًاً في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، على هامش زيارة العاهل السعودي لدولة الكويت في نهاية عام 2016م، حاول أحد الأشخاص وضْع يده على كتف الملك أثناء التقاط صورة معه، إلا أن الحارس الفغم سارع لمنع الشخص، وإبعاد يده عن الملك سلمان.
ربط الحذاء يلفت الأنظار
وقبل عامين تقريباً، في مايو/أيار 2017، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة للراحل الفغم، وهو يربط رباط حذاء الملك سلمان، وذلك خلال جلوسه في المقعد المخصص له لاستقبال ضيوف القمة الإسلامية الأمريكية. وتناقل الصورة حينها رواد مواقع التواصل، مشيدين بموقف الحارس.
وتستذكِر صحيفة "سبق" مشهداً آخر للفغم مع مرافق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أثناء لقاء الأخير بالملك في الرياض، وذلك عندما شاهد الفغم حارس السيسي يسحب شيئاً من جيبه، فانطلق نحوه ونزعه؛ خوفاً على سلامة الملك سلمان.
تفاصيل مقتله الأولية
في وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، الأحد 29 سبتمبر/أيلول، بياناً أمنياً لشرطة مكة المكرمة، كشف أن اللواء الفغم كان في زيارة لصديقه تركي السبتي بمحافظة جدة، قبل أن يتطور نقاشه مع صديق لهما يُدعى ممدوح آل علي، ويطلق النار عليه.
وأكد البيان أن "الجهات الأمنية تعاملت مع الجاني، الذي بادرها بإطلاق النار رافضاً الاستسلام، مما أدى إلى مقتل الجاني على يد قوات الأمن". وأوضح أن الفغم توفي بعد نقله للمستشفى، فضلاً عن إصابة صديقه وعامل فلبيني، و5 من رجال الأمن، وتم نقلهم للمستشفى للعلاج.
حصل على ترقيات استثنائية
وصفت صحيفة "عكاظ" السعودية اللواءَ القتيل بـ "حارس الملوك". ووفق ما أوردت الصحيفة كان اللواء عبدالعزيز بن بداح الفغم المطيري حارساً شخصياً للملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبعد وفاته أصبح حارساً شخصياً للملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز، في منتصف العام 2017، أمراً ملكياً بترقية عبدالعزيز الفغم (ترقية استثنائية) إلى رتبة لواء، وفق إعلام سعودي.
ووصفت "عكاظ" الفغم بأنه "أشهر حارس ملكي" في العصر الحديث، ونسبت تلك التسمية إلى إعلام غربي، كما أشارت إلى أنه حصل على لقب "أفضل حارس شخصي على مستوى العالم" من قبل منظمة الأكاديمية العالمية.
كما وصفته بأنه كان "ظلّاً ملازماً للرجل الأول في الدولة؛ الملك سلمان بن عبدالعزيز". الصحيفة السعودية أشارت إلى أن الفغم "قاد مسيرة والده اللواء بداح، الذي عمل مرافقاً شخصياً للملك عبدالله بن عبد العزيز لثلاثة عقود، ليظهر ابنه عبدالعزيز ويكمل مسيرة أبيه في حراسة الملوك".
ولم تورد "عكاظ" تفاصيل عن الحياة الشخصية للواء عبدالعزيز، إلا أن بعض وسائل الإعلام أشارت إلى أنه خريج الكلية العسكرية للملك خالد بالسعودية، وتنقل في العمل من الحرس الوطني السعودي إلى الحرس الملكي، قبل أن يصبح الحارس الشخصي للملك سلمان، وقائد قوة الحرس الخاص.