من يمتلك هذا السلاح الخطير في الشرق الأوسط؟ كل ما تريد معرفته عن الطائرات بدون طيار

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/20 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/20 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
طائرات بدون طيار/ رويترز

أثارت الهجمات الأخيرة التي وقعت على منشآتٍ نفطية سعودية تكهناتٍ باستخدام طائراتٍ بدون طيار في تنفيذها.

وتقول الولايات المتحدة والسلطات السعودية إنَّ هذا الأمر صحيحٌ بنسبةٍ كبيرة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ استخدام الطائرات بدون طيار في أغراض عدوانية شهد زيادةً ملحوظة في السنوات الأخيرة، لا سيما في الشرق الأوسط الذي كان صاحب النصيب الأكبر من هذه الحوادث.

فمن لديه هذه النوعية من الطائرات ومن يستخدمها في أعمال عدائية، بحسب تقرير لشبكة BBC البريطانية.

سلاحٌ جديد

جاء أول استخدام قتالي للطائرات بدون طيار في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2001 في الليلة الأولى من حرب أفغانستان ضد قافلةٍ تابعة لحركة طالبان.

وفي البداية، لم يكن هناك سوى بضع دول متقدمة تكنولوجياً تمتلك طائراتٍ مسلحة بدون طيار، وكانت إسرائيل والولايات المتحدة في مقدمة هذه الدول.

وسرعان ما شهدت الساحة دخول مورِّد جديد لهذه الطائرات: وهو الصين، التي كانت متحمسةً لبيع أسلحتها في جميع أنحاء العالم.

وقد عزَّز الصينيون انتشار الطائرات المسلحة بدون طيار في الشرق الأوسط، حيث باعوها إلى ما لا يقل عن 6 حكومات.

وكذلك أصبحت سوق الطائرات بدون طيار التي تُستخدم في أغراض مدنية أكثر تطوراً، وقد جرى تحويل بعض هذه الطائرات إلى طائراتٍ مقاتلة بدون طيار.

ونظراً إلى أنَّ تكنولوجيا الطائرات بدون طيار قد لا تكون متطورةً للغاية،  يُمكن لأي بلدٍ لديه قاعدةٌ صناعية معقولة أن يصنع طائرات بدون طيار ذات قدراتٍ عالية، ولعل أبرز مثالٍ على ذلك هو إيران.

إذ تؤدي إيران دوراً رئيسياً في نقل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المتقدمة نسبياً إلى العديد من الجماعات المسلحة غير الحكومية، مثل المتمردين الحوثيين في اليمن.

ما الدول التي لديها طائراتٌ بدون طيار؟

يعد الشرق الأوسط إحدى بؤر الحرب على الإرهاب. وقد اجتذبت ساحته أطرافاً فاعلة تتسم بالتقدم التكنولوجي مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا.

وتشهد المنطقة مجموعة من المنافسات الإقليمية، ولعل أوضحها هو التنافس بين إسرائيل ودول الخليج العربية من ناحية وإيران وحلفائها ووكلائها مثل حزب الله والحوثيين من ناحيةٍ أخرى.

الولايات المتحدة الأمريكية

تستخدم الولايات المتحدة طائراتٍ مسلحة بدون طيار على نطاقٍ واسع في الشرق الأوسط في إطار حملاتها ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

إذ تستخدم طائراتٍ بدون طيار من طراز Predator وReaper ضد أهدافٍ في سوريا والعراق وليبيا واليمن.

وتعد طائرة MQ-9 Reaper أكبر وأثقل وأعلى قدرة من طائرة Predator، وتستطيع حمل حمولة أسلحة أكبر بكثير والطيران مسافاتٍ أطول بكثير.

ونظراً إلى أنَّ بريطانيا تعد أحد أقرب حلفاء واشنطن العسكريين، اشترت عدداً من طائرات Reaper من الولايات المتحدة، واستخدمتها على نطاقٍ واسع ضد أهداف في العراق وسوريا.

إسرائيل

تعد إسرائيل، التي يُعترَف منذ فترة طويلة بأنَّها أحد رواد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، أحد المصدرين الرئيسيين للطائرات بدون طيار غير المسلحة، إذ تُمثِّل حوالي 60% من السوق العالمية لهذه النوعية من الطائرات، وفقاً لدراسة أجريت في العام الماضي 2018.

وقد باعت طائراتٍ استطلاعية بدون طيار لعدة دول، من بينها روسيا، ويُذكَر أنَّها أسقطت طائرةً روسية بدون طيار حين اخترقت الأراضي الإسرائيلية من سوريا.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ إسرائيل تستخدم أسطولاً متنوعاً من الطائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والهجمات.

وتشمل طُرُز طائراتها المسلحة بدون طيار Heron TP وHermes 450 وHermes 900.

لكنَّ إسرائيل تُمانع تصدير هذه الطائرات المسلحة بدون طيار.

إيران

على الرغم من تعرُّضها لحظر مفروض على توريد الأسلحة إليها وعقوباتٍ أخرى، طوَّرت إيران قدرة على صناعة طائرات مسلحة بدون طيار متطورة إلى حدٍّ معقول.

إذ كشفت النقاب عن طائرتها بدون طيار من طراز Shah-129 في عام 2012، وقد استخدمتها لضرب أهدافٍ تابعة لتنظيم داعش في سوريا والعراق. بينما ما زال طراز Mohajer 6 قيد الإنتاج منذ العام الماضي.

لكنَّ الجانب الآخر من برنامج الطائرات بدون طيار في إيران هو استعدادها لبيعها أو نقلها إلى حلفائها ووكلائها في المنطقة.

بلدان أخرى

تمتلك الإمارات العربية المتحدة أسطولاً من الطائرات بدون طيار من طراز Wing Loong 1 حصلت عليها من الصين، وتستخدمها ضد أهدافٍ في اليمن وفي الحرب الأهلية في ليبيا.

إذ تدعم الإمارات القوات التي يقودها المشير حفتر هناك، فيما استُخدِمَت طائراتٌ تركية بدون طيار لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية.

وكذلك تصنع تركيا طائراتٍ محلية بدون طيار، نظراً إلى عدم قدرتها على شراء الطائرات الأمريكية، وتستخدمها في ضرباتٍ ضد أهداف كردية داخل تركيا وسوريا.

بينما اشترت العراق والأردن والسعودية ومصر والجزائر طائراتٍ بدون طيار من الصين.

جماعاتٌ مسلحة

يعد المتمردون الحوثيون من بين أكثر مستخدمي الطائرات بدون طيار خبرةً بين الجماعات المسلحة غير الحكومية. ويستخدمون عدداً من الأنظمة التي يقول مسؤولو الأمم المتحدة وخبراء آخرون إنَّها تعتمد اعتماداً كبيراً على التكنولوجيا الإيرانية. ومن بين الطائرات بدون طيار التي يستخدمونها طائراتٌ من طراز Qasef-1، الذي ذكرت لجنةٌ من خبراء الأمم المتحدة أنَّه شبه متطابق مع أحد النماذج الإيرانية.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه النوعية من الطائرات انتحارية، وتتعمَّد الاصطدام بأهدافها. وقد سلَّط تقريرٌ أصدرته الأمم المتحدة الضوء على استخدام الحوثيين طائرات بدون طيار أكثر تطوراً من طراز UAV-X، يشار إليها أحياناً باسم Samad-2/3، ويُعتقد أنَّ لها رأساً حربياً صغيراً متفجراً.

وكذلك تستخدم جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المسلحة عدداً صغيراً من طائراتٍ بدون طيار تبدو إيرانية.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الحرب في سوريا شهدت أول استخدام كبير للطائرات بدون طيار في هجومٍ يستهدف التغلب على الدفاعات الجوية. إذ وجَّهت قوات المعارضة عدة طائرات بدون طيار إلى قواعد عسكرية روسية رئيسية في سوريا.

ما عواقب ذلك على المنطقة؟

من الواضح أن تكنولوجيا الطائرات المسلحة بدون طيار قد انتشرت على نطاق واسع.

ومن المفارقات أنَّ امتناع الولايات المتحدة عن بيع الطائرات المتطورة بدون طيار لحلفائها لم يمنع انتشارها، لأنَّ الصين تدخلَّت لتسويق طائراتها التي تشبه الطائرات الأمريكية بدرجةٍ كبيرة على نطاقٍ واسع.

وقد ساعد استخدام الطائرات بدون طيار في ضرب الأهداف على فتح نوع جديد من القتال، مؤدياً بذلك إلى تشويش وضوح الخط الفاصل بين الحرب والسلام.

وكذلك أتاح استخدام الطائرات بدون طيار القدرة على ضرب أهدافٍ محددة بآثارٍ جانبية محدودة (على الأقل إذا كانت المعلومات الاستخباراتية التي توجه هذه الضربات صحيحة).

وصحيحٌ أنَّ الطائرات المسلحة بدون طيار تبدو مصمَّمة خصيصاً للاستخدام في الحرب المزعومة على الإرهاب، ولكن يُمكن القول إنَّها مصممة كذلك للاستخدام في الصراعات غير المتكافئة في المنطقة بين الأطراف المتقدمة تكنولوجياً والأطراف الأفل تقدماً منها بكثير.

علامات:
تحميل المزيد