تتراجع المعنويات أكثر فأكثر في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع تراجع مؤشر يقيس ظروف التشغيل بالنسبة للأعمال التجارية في ثاني أكبر اقتصاد خليجي إلى أدنى مستوى له في 8 سنوات.
ما الذي يحدث في الإمارات؟
- في صدى للنزاعات التي كدّرت التجارة العالمية خلال الفترة الأخيرة، سجلت المبيعات للعملاء الأجانب "ضعفاً" كما تقول وكالة Bloomberg الأمريكية، وتراجعت طلبات التصدير الجديدة في الإمارات خلال أغسطس/آب، وفقاً لمؤسسة IHS Markit للأبحاث.
- كما انخفض مؤشر مديري المشتريات (PMI) في الإمارات إلى 51.6 نقطة من 55.1 في يوليو/تموز، متراجعاً للشهر الثالث على التوالي، ليصبح بالقرب من عتبة الـ 50 نقطة التي تفصل الانكماش عن النمو.
- ومؤشر مديري المشتريات هو مؤشر مركب يجرى تعديله موسمياً ليقدم نظرة دقيقة على ظروف التشغيل في اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط، بناءً على متوسط مرجح لمؤشرات مستويات الإنتاج الحالية والمستقبلية والأسعار والمخزونات والتكاليف المرتبطة بها، إضافة إلى الاتجاهات الحالية والمستقبلية في التوظيف وحجم الصادرات.
ضغوط تنافسية تعمّق مخاوف الإمارات
- وبحسب بلومبرغ، تتعمق المخاوف من حدوث حالة ركود عالمي، مع ظهور بوادر التراجع في معدلات التصنيع من أوروبا إلى آسيا. علاوةً على أن الضغوط التنافسية المحلية تزيد من تلك التوقعات بالنسبة إلى الإمارات، التي تتألف من اتحاد يضم 7 إمارات أبرزها أبوظبي الغنية بالنفط، ومحوره دبي التي تمثل المركز السياحي والتجاري.
- استمرت حالة التنافس المتزايدة التي يشهدها السوق في التأثير على النمو، ما أجبر الشركات على خفض الأسعار إلى أقصى حد منذ أبريل/نيسان، وفقاً للاستشاريين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته IHS Markit في الإصدار الشهري. وقال التقرير إن النشاط في الاقتصاد غير النفطي قد زاد "بمعدلٍ أضعف بشكل ملحوظ" مقارنة بشهر يوليو/تموز الماضي، إذ أدى ضعف الطلب إلى كبح التوسع.
- ومع ذلك، فقد ظل مستوى إنفاق العملاء صامداً في الإمارات، وكان الطلب المحلي أقوى أيضاً في المملكة العربية السعودية المجاورة، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخاص بـ IHS Markit قليلاً في أغسطس/آب.
التوظيف في الإمارات يتراجع
- في الوقت نفسه، تراجع معدل التوظيف بين الشركات في الإمارات، مع الركود الذي تشهده إلى حد كبير عملية التوظيف في القطاع غير النفطي. لكن على الأقل في الوقت الحالي، يبدو أن "معرض إكسبو الدولي" الذي يقام في دبي العام المقبل 2020 يساعد في رفع المعنويات، حسب تقرير IHS Markit.
- وقال ديفيد أوين، الخبير الاقتصادي لدى IHS Markit في التقرير: "تراجع النشاط خفَّض معنويات قطاع الأعمال في أغسطس، على الرغم من أن التوقعات الأساسية كانت لا تزال قوية، فمع اقتراب موعد إكسبو 2020 كانت توقعات العديد من الشركات إيجابية في أن السوق سيشهد مستويات قوية من النشاط في العام المقبل".