تتربص أوساط بريطانية عديدة ببعض تصرفات ميغان ماركل ويعتبرونها غير لائقة بالأسرة المالكة، ولكن المثير للسخرية أن كثيراً من تصرفات من بعض أفراد الأسرة المالكة البريطانية والمقربين لها هي مثيرة للخجل وأحياناً فضائحية.
صحيفة The Guardian البريطانية عرضت في تقرير مقارنة بين تصرفات ماركل التي اعتبرها البعض غير مناسبة لوضعها الملكي، وبين ممارسات فضائحية ترقى إلى كونها جرائم ارتكبها مقربون للعائلة المالكة البريطانية.
كيف ترتدي ميغان ماركل الجينز في ويمبلدون، ولماذا تحمل طفلها بهذا الشكل؟
تقول الصحيفة: بعد مرور أسابيع ليست بالقليلة على ارتداء ميغان، دوقة ساسكس، للجينز في ويمبلدون، أو حمل طفلها بطريقة خاطئة أو استخدامها شالاً صنعه عمال فقراء، كان مراقبوها في حالة تأهب لرؤية المزيد من الأدلة على أن التدقيق المستمر في تصرفات عضوة العائلة المالكة ليس تنمراً عنصرياً وإنما سلسلة من الفرص التربوية.
إذ لا يرغبون سوى في مساعدتها على التطور، بحسب الصحيفة.
لكن ألد أعدائها، الذين تعجّ بهم الصحافة البريطانية بصورة غريبة، لم يكونوا ليتوقعوا أن تكون هدية ميغان القادمة لهم شيئاً شديد الفخامة، غنياً بالفرص لنقدٍ تفصيليٍّ هدّام، مثل نسخة كاملة من مجلة فوغ، تولت ميغان تحريرها أثناء الفترة التي قضتها في إجازة الأمومة.
وأشار الصحفي بيرس مورغان إلى أن ذلك كان في الوقت نفسه تقريباً الذي لم تقابل فيه صديقه العنصري المتحيز جنسياً دونالد ترامب.
تقول الصحيفة الفكرة التي نتوقف عندها إذاً: انظروا كيف تأنق أفراد العائلة المالكة الآخرون لمقابلة ترامب وأي نفع عاد به ذلك على العلاقات الأمريكية البريطانية؟
معركة ميغان وترامب
ونفى دونالد ترامب وصفه ميغان بـ "السيئة" عند إجراء مقابلة مع صحيفة the Sun البريطانية على الرغم من من وجود تسجيل صوتي نشرته الصحيفة.
وجاء ذلك خلال حديثه إلى الصحيفة الشعبية قبل زيارته الأخيرة إلى المملكة المتحدة، حيث قيل له إن ميغان "لم تكن لطيفةً" بشأنه خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية لعام 2016، فأجاب: "لم أكن أعرف ذلك. ماذا أستطيع قوله؟ لم أكن أعرف أنها كانت سيئة".
وكانت ميغان قد سبق أن وصفت ترامب بأنه "كارهٌ للنساء ومثير للخلاف"، خلال ظهورها في برنامج الكوميديا سنترال مع برنامج ليلي ويلمور.
وقبل زيارة ترامب لبريطانيا، أعلن أن ميغان لن تشارك في الأنشطة الملكية المرتبطة بالزيارة لأنها ترعى طفلها أرشي البالغ من العمر ثلاثة أسابيع.
جدل حول دورها في هذه المجلة النسائية المتكلفة
بالعودة إلى دورها في تحرير عدد من مجلة فوغ النسائية.
فحتى أنصارها ربما يتساءلون عما إذا كان ثمة شيء ملهم قليلاً قد يفضل شخص موهوب شهير فعله أكثر من تحرير نسخة سبتمبر/أيلول من المجلة الربحية التي تصدرها كوندي ناست، ناهيك عن عادة فوغ بتزيين أغلفة إصداراتها بصور الأميرات.
تعلق الغارديان قائلة: من المثير كثيراً اكتشاف أن الإصدار يضم قسم سؤال وجواب مع ميشيل أوباما، ومشروعاً خيرياً، وقصيدة، الأكثر بعداً عن التقاليد الملكية.
وتلمح إلى أن هذا عمل جيد بالنظر إلى أن هذه المجلة لا تزال يشغلها حث النساء على شيئين:
(أ) الاشتراك في ثقافة الشيخوخة التي تسببها اضطرابات الأكل التي تروج لها.
(ب) شراء المزيد من الأشياء عديمة الفائدة.
إذا كان ثمة ما يحققه إصدار سبتمبر/أيلول المسؤول اجتماعياً الذي تولت الدوقة تحريره، فهو انتصاره في تحدي السياسة التحريرية لمجلة فوغ بطريقة لم تحدث من قبل.
إذ ترى الصحيفة أن ميغان نجحت في تخفيف ثقافة الاستهلاك الواضحة بإضافة لمحات من الوعي هنا وهناك دون إثارة خوف المعلنين.
زتقول "في الوقت الحالي، على سبيل المثال، فضلاً عن تحمّس المجلة الشديد لإضافة صور نساء لا يعملن عارضات مثل تشيماماندا نغوزي أديشي، وغريتا ثونبرغ، وجاسيندا أرديرن إلى النساء اللائي ظهرن على غلاف إصدار ميغان من المجلة "Forces For Change"، حرصت المجلة أيضاً على التطرق، في أخبارها التقليدية، إلى إطلالة فيكتوريا بيكهام العلمية الخالصة، إحدى شخصيات المجلة المفضلة، في معطف معملي".
ويمثل ذلك فرصة للمجلة للمساعدة، إلى جانب نسخة تسويقية حرفية، في جذب الاهتمام إلى مجموعتها الجديدة من المنتجات النسائية: "علامة VB Beauty باعتبارها علامة تجارية رقمية أصلية".
إذا لم تتمكن ميغان من التخلص من هذه الوصمات في رؤيتها للمجلة، فقد تناولتها في قسم "قد تقولون إنني حالمة" التقليدي في مقدمتها: إذ قالت: "ستجدون أقساماً إعلانية ضرورية في كل موضوع، ولذا يرجى العلم أن هناك عناصر لا يمكن حذفها، إلا أنني واثقة من أنكم ستشعرون بصمتي في معظم الصفحات".
علاوةً على ذلك، ربما كان عليها أن تضيف أن والد زوجها شارك في تحرير مجلة Country Life مرتين، بغض النظر عن عدم التوافق بين موضوعاتها التي تسرف في عرض الممتلكات الفاخرة ورثائه الرفيع للمادية غير المقيدة.
ما يزعجهم هو تقديمها لنساء ينتمين لأقليات إثنية
لكن تبين أن التصادم بين "خوف ميغان العظيم من الحياة التافهة" وحث فوغ على الاستهلاك النهم (مثل مقالها الذي يحمل عنوان "عودة الخلخال لتصبح الأرجل المكشوفة محط الاهتمام"!)، ليس ما يزعج أبرز منتقدي ميغان.
لكن ما أزعج أرقى منتقدي ميغان في المملكة المتحدة هو تطويرها المذهل لتقليد فوغ السائد: الغلاف الذي يصور النساء، حسب الصحيفة.
إذ إن بعضهن ينتمين لأقليات إثنية، وبعضهن معروفات أكثر من اللازم، ومنهن من لا يتمتعن بشهرة كافية، ومنهن من تتحدث في السياسة أكثر من اللازم، وهن لسن، مثلما يتفق الجميع، الملكة.
يشكو مورغان، أكبر منتقدي ميغان في المملكة المتحدة، من أن خمس نساء فقط منهن بريطانيات من في الصورة التي ينتقدها ولم تضم الصورة أي ذكور.
"لذا فهي ليست شاملة على الإطلاق". وتسبب الممثلة البريطانية جميلة جميل إزعاجاً خاصاً لهذا الموالي لترامب بسبب فظاظتها.
ينبغي لتصرفاتك مراعاة التقاليد الملكية.. هل تقتدي بصداقة الملكة بالشيخ الإماراتي؟
في مقال آخر، تناولت سارة فاين تجربة ميغان الشخصية الخاصة بالديكور الذي مولته الدولة وضرورة تدقيق "العزيزة ميغان"، مثلما تدعو هذه الغريبة، لاختيارها للأصدقاء الذين يمكنها استشارتهم حول"التصرفات الملكية اللائقة". فتنصحها بقولها: "اسألي الملكة".
هذه المرة جاء رد الغارديان حاداً.
إذ قالت: "الفكرة ليست سيئة".
وأردفت قائلة "إن نجاح الملكة إليزابيث في حماية سُمعتها من صداقات أقل إبهاراً، مثل صداقتها مع حاكم دبي المضطرب (حسب وصفها) يتناقض تناقضاً إيجابياً مع الأضرار التي لحقت بسمعة ميغان بسبب أصدقائها المتأنقين الذين لم تظهر أسماؤهم في المحاكم البريطانية على خلفية اتهامات بالخوف من الاختطاف والزواج القسري، على عكس الشيخ الإماراتي".
صديق لنجل الملكة بالسجن لارتكابه جرائم جنسية بحق فتيات صغيرات
قد تفيد ميغان أكثر، في هذه المرحلة المضطربة من مسار تعلمها، من توجيهات شخصية ملكية أخرى رئيسية، وهي الأمير أندرو (نجل الملكة الثاني) وهو صديق سابق مقرب من جيفري إبستاين ونزل ضيفاً عليه.
وجيفري يقبع في السجن حالياً لارتكابه جرائم جنسية ومتهم بالاتجار في الفتيات الصغيرات والاعتداء عليهن جنسياً.
في عام 2015، زعمت إحدى أولئك الفتيات أنها أُكرهت على ممارسة الجنس مع أندرو، وهو ادعاء أنكره.
وفيما يتحدث حشد المعلقين عن التهديد الذي تمثله زميلات ميغان السيئات على السمعة الملكية، لم يظهر اسم أندرو إلا من حين لآخر فيما يتعلق بآخر ما كُشف عن إبستاين، الذي يشمل خطط الأخير لنشر جيناته في العالم وتجميد رأسه وعضوه الحميمي ليظلا صالحين للاستخدام، حسب الصحيفة.
ربما تفسر التصرفات الملكية اللائقة، في مثل هذه الحالات، السبب في أن صاحب السمو الملكي، بصفته على علاقة صداقة غير مبررة بشخص منحرف، لا يزال ينوب عن والدته الملكة إليزابيث، إن لم يكن عن وزارة الخارجية البريطانية، ولا يزعجه كثيراً المتشدقون بالأخلاق في الصحافة أنفسهم الذين يدفعون بأن ميغان لا تفهم الدور التقليدي للملكية.
قرض من الصديق المنحرف
من ناحية أخرى، بالنظر إلى إعرابهم النسبي عن قلقهم، ربما تجاوزت مخالفات ميغان الأخيرة فعلاً مخالفات فيرجي (مطلقة الأمير أندرو).
ففي عام 2011، عندما رحبت بقرض قيمته نحو 18 ألف دولار (نظمه مكتب الأمير أندرو) من إبستاين الذي أُطلق سراحه مؤخراً.
وتتساءل الصحيفة البريطانية، هل تم سداد هذا القرض؟.
رفاق ولي العهد لهم ميول جنسية للأطفال.. وسبب واحد للتربص تصرفات ميغان ماركل
بعد ذلك، في إطار برنامج التدريب التكميلي المقترح الآن على نطاق واسع لمتدربتنا الملكية الخرقاء (في إشارة لميغان)، يمكنها أن تدرس كيف لم تتلطخ سمعة الأمير تشارلز من صداقاته المقربة -حتى الوقت الحاضر- مع ثلاثة من ذوي الميول الجنسية للأطفال: لورينز فان دير بوست، وجيمي سافيل، و بيتر بول، الذي سجن بالفعل بسبب انتهاكاته الجنسية.
أدى حساب ميغان على إنستغرام وحده إلى هجوم عدواني من الصحافة أكثر مما فعلت مع هذه الفضائح.
والغريب أن هذا يأتي في وقت أظهرت فيه النتيجة الأخيرة التي توصل إليها التحقيق المستقل في الاعتداء الجنسي على الأطفال أن دعم الأمير لبول كان "مضلِّلاً".
كيف تفادى أفراد العائلة المالكة المذكورين أعلاه التقريع المستمر على غرار ذلك الذي تتلقاه ميغان بسبب إصدار الأحكام المقيت وذوقها الفاسد، وتأثرها السريع بالثروة أو الإطراء أو كليهما؟
تخلص الصحيفة البريطانية قائلة: لابد أن السبب بالتأكيد أكبر من أنهم من ذوي البشرة البيضاء.