قال مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه لا يمكن أن يُتوقع من الموقع إدارة الأزمة المتعلقة بحملات المعلومات الانتخابية المضللة وحده.
زوكربيرغ تحدَّث في مهرجان أسبن للأفكار، أمس الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2019، قائلاً إنه رغم تركيز الشركة على مسائل أمن الانتخابات والتدخل فيها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، فإنَّ "هذه أسئلة يصعب حقاً الإجابة عنها"، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
وأضاف: "لا أعتقد أننا كمجتمع نريد أن تكون للشركات الخاصة الكلمة الأخيرة في اتخاذ هذه القرارات".
قلق من الفضيحة
ويجاهد الموقع لمعالجة المخاوف المتعلقة بانتشار المعلومات المضللة عليه، قبل توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع. ومن المحتمل أن يتلقَّى غرامة قدرها 5 مليارات دولار من لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، التي فتحت تحقيقاً، استجابةً لما كُشف بشأن فضيحة كامبريدج أناليتيكا التي كانت صحيفتا The Guardian وObserver أول من كشف عنها.
ناقش زوكربيرغ بعضاً من الفضائح العديدة التي تواجه فيسبوك خلال فعالية مع أستاذ القانون بجامعة Harvard، ومستشار فيسبوك كاس سونشتاين.
وقبل ساعات من حديث زوكربيرغ في المنتدى، كثَّف البيت الأبيض انتقاداته للشركة بسبب تحيُّزها المزعوم ضدَّ الجمهوريين، ودعا إلى "محادثات قوية" حول الرقابة على المنصات الرقمية في قمة ستعقد في 11 يوليو/تموز المقبل.
وقال زوكربيرغ إنَّه شجع الحكومات على سَنِّ لوائح لحماية الخصوصية ومنع التأثيرات الأجنبية في الانتخابات، مشيراً إلى دعمه لقانون الإعلانات الصادقة الذي قدَّمه عضوا الكونغرس إيمي كلوبوشار وجون ماكين في مجلس الشيوخ عام 2017.
وقال إن هذا الإجراء، الذي يحظر على الأجانب شراءَ بثٍّ إذاعي أو تلفزيوني أو إعلانات رقمية تروّج لمرشحين سياسيين معينين، يعدُّ "أرضية جيدة لما يجب تمريره".
وأضاف: "سنكون في وضع أفضل إذا كانت لدينا عملية ديمقراطية قوية، تضع قواعد حول الطريقة التي نرغب بها في الحكم على الإجراءات لحماية القيم التي نعتز بها، لكن في غياب القرارات سنبذل قصارى جهدنا لبناء أنظمة متطورة لمعالجة هذه القضايا".
معايير فيسبوك الجديدة
في سبتمبر/أيلول عام 2018، قدَّم فيسبوك معايير جديدة، تهدف إلى كبح التأثير الأجنبي على الانتخابات، بما في ذلك تحديد وإزالة الحسابات المزيّفة، ومنع الحسابات التي تقع خارج الولايات المتحدة من شراء الإعلانات على المنصة.
وعلى الرغم من إعلانه مراراً وتكراراً عن دعمه لتشريعات تخص أمن المستهلك والانتخابات على فيسبوك، ردَّ زوكربيرغ بحدة على دعوات من سياسيين مثل إليزابيث وارن لتفكيك الشركة، قائلاً إنها تستثمر مليارات الدولارات في "أنظمة أكثر تطوراً مما تملكه الحكومات" لمعالجة الخصوصية والقضايا الاجتماعية الأخرى.
وقال: "ليس الأمر أنك إذا قسمت فيسبوك إلى مجموعة من الفروع الصغيرة، فلن تواجهك هذه المشكلات، ستظل تواجهك لكنك ستكون أقل استعداداً للتعامل معها".
من المتوقع أن يواجه فيسبوك مزيداً من التدقيق الحكومي مع اقتراب موعد الانتخابات، وقد واجه بالفعل ردَّ فعل عنيفاً من جانب المشرعين الدوليين وأعضاء الكونغرس الأمريكي بشأن عملة ليبرا المشفرة، والمتوقع إطلاقها في عام 2020.