تتابع إسرائيل عن كثب التطورات في مصر بعد وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي، الإثنين 17 يونيو/حزيران في أثناء جلسة استماع في المحكمة بشأن اتهاماتٍ ضده. وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، من المتوقع أن يبدأ أنصار الرئيس الراحل احتجاجات على وفاته خلال الأيام المقبلة، لكن من المرجح أنَّ السيسي سوف ينشر قوات إضافية لمنع اندلاع ذلك.
تل أبيب تتوقع اندلاع مظاهرات في مصر
بحسب هآرتس، فمن المرجح الآن أن يستعد النظام في القاهرة للمظاهرات الجماهيرية المحتملة بتكثيف وجود قوات الشرطة والجيش في المدن الرئيسية، لا سيما القاهرة والإسكندرية. ومن المنتظر أن تكون اللحظة الحاسمة يوم الجمعة المُقبل، حيث ستكون هناك صلوات في آلاف المساجد، التي ما زال العديد منها مرتبطاً بالإخوان المسلمين، تقول الصحيفة.
بيد أنَّ الانطباع السائد في إسرائيل هو أنَّ السيسي يسيطر على البلاد بقوةٍ وأنه قادر على قمع خصومه. فالأموال التي تلقتها الحكومة المصرية من المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى تساعده في تجنُّب أزمة اقتصادية أشد وتوفر احتياجات المواطنين الحالية. وإذا أسفر موت مرسي عن مظاهرات كبيرة، فإن إسرائيل ستعتبرها تحدياً للقاهرة، لكنَّه تحدٍّ تبدو الحكومة قادرةً على مواجتهه.
إسرائيل تعي نتائج ما فعله السيسي
تقول الصحيفة الإسرائيلية، أنه منذ أن استولى الجيش بقيادة السيسي على السلطة في مصر في الانقلاب العسكري في عام 2013، شن النظام حملةً قمعية شديدة على الحركات الإسلامية، وأولها جماعة الإخوان المسلمين، التي أبعِدت تماماً عن الحكومة. ومنذ ذلك الحين، احتُجِز آلاف الناشطين، من بينهم جميع قادة الجماعة، في السجون ومعسكرات الاعتقال، ولم يُفرَج إلَّا عن عددٍ قليل منهم.
وكذلك أغلقت السلطات محطات الإذاعة والصحف التابعة لجماعة الإخوان المسلمين. فيما اشتكى ناشطون مسجونون من أنهم احتُجزوا في ظروف قاسية وتعرضوا في كثيرٍ من الأحيان للتعذيب. وهناك تقارير مماثلة بشأن وفاة مرسي وحول المعاملة التي تلقاها ومدى سوء علاجه الطبي. ووفقاً لرواية شهود عيانٍ كانوا حاضرين في المحكمة، فقد شعر مرسي بالإعياء وسقط مغشياً عليه في أثناء الجلسة، ثم توفي بعد ذلك بوقتٍ قصير. فيما ذكر التلفزيون المصري الرسمي أنَّه تعرض "لأزمة قلبية".
هل يؤثر موت مرسي على علاقة حماس بالقاهرة؟
لكن الأمر الآخر الذي يثير قلق إسرائيل هو التأثير المحتمل لوفاة لقائد كبير في جماعة الإخوان المسلمين على حركتها الشقيقة، حماس، في قطاع غزة. مع أنَّ قادة حماس في قطاع غزة بذلوا بعض الجهد لفصل أنفسهم عن جماعة الإخوان المسلمين بسبب التوتر بين الجماعة وقادة الجيش في القاهرة.
وتتعاون حماس الآن مع حكومة السيسي، لا سيما في مسألة إبقاء معبر رفح الحدودي مفتوحاً، والسماح لغزة بالوصول إلى بقية العالم. ومن ثمَّ، يمكن توقُّع أنَّ حماس ستُعرِب عن حزنها لوفاة مرسي، لكنَّها لن تتهم السيسي ومعاونيه اتهاماً مباشراً بالتواطؤ في موته.
كيف تعاملت إسرائيل مع فوز مرسي وعزله لاحقاً؟
وكانت إسرائيل قد استقبلت فوز مرسي بالرئاسة عام 2012 بتوجس وحذر كبير، وقال حينها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحترم العملية الديمقراطية في مصر وما أسفرت عنه، كما أتوقع مواصلة التعاون مع مصر على قاعدة اتفاق السلام المشترك".
كما كانت تقارير إعلامية إسرائيلية، أكدت حينها أن المجلس العسكري وعد بعدم المس بالعلاقات المصرية الإسرائيلية، أياً كانت نتائج انتخابات الرئاسة المصرية.
وبعد عزل مرسي عام 2013 عن الحكم من قبل السيسي، لم تخف إسرائيل فرحتها بذلك، وسعادتها لاحقا بوصول السيسي للحكم، كما اتسمت تغطية الإعلام الإسرائيلي للانقلاب العسكري في مصر حينها بالفرح والنشوة والاحتفاء بعزل الرئيس مرسي وإبعاد جماعة الإخوان المسلمين عن الحكم، خصيصاً أن الجماعة كانت حليفة وداعمة لحركة حماس في غزة، التي تحمل نفس أفكارها.