أثارت زيارة مسؤول روسي يشغل منصبَ كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب بمنظَّمة الأمم المتحدة، إلى إقليم شينجيانغ الصيني، سخطاً شديداً من جانب مدافعي حقوق الإنسان، وبعض الحكومات الغربية، الذين يخشون أن تستخدم بكين الزيارة لأغراض الدعاية.
ستكون زيارة فلاديمير فورونكوف أوَّل زيارةٍ لمسؤولٍ رفيع المستوى بمنظمة الأمم المتحدة إلى الإقليم ذي الأغلبية المسلمة، منذ أن بدأت بكين في إرسال ما يُقدَّر بمليون شخصٍ من أقلية الإيغور قسراً إلى معسكرات احتجاز، بحسب عدة دبلوماسيين يعملون بالأمم المتحدة، بحسب مجلة Foreign Policy الأمريكية.
سوف يصطحب فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، في زيارته، وزير الأمن العام الصيني.
الزيارة ستأتي بنتائج سلبية على ما تمارسه الصين بحق المسلمين
يقول منتقدو الزيارة إنَّها ستعزّز المزاعم الصينية بأنَّ الإجراءات المتَّخذة ضد شعب الإيغور تمَّت نتيجة تهديداتٍ إرهابية، وليس حملة قمعٍ وحشية تستهدف أقلية سكانية.
وقال لويس شاربونو، وهو مدير قسم الأمم المتحدة بمنظمة هيومان رايتس ووتش: "إنَّ هذا كما لو أنَّك تُسلِّم الصين نصراً دعائياً. وفيه مخاطرةٌ بالتصديق على الرواية الصينية الزائفة، أنَّ ما يحدث في الإقليم هي مسألة مكافحةٍ للإرهاب، وليس إساءاتٍ لحقوق الإنسان على مستوى مهول".
وأكَّد المتحدِّث باسم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، صحَّة الأنباء بأنَّ فورونكوف في زيارةٍ رسمية إلى الصين، وهي العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الذي لم يزُره بعد، لكنَّه رفض أن يُفصِح عمَّا إذا كان المسؤول سوف يزور شينجيانغ بالفعل أم لا.
يقول النقاد إنَّ الزيارة المقرَّرة تهدِّد بالتغطية على خطة المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، بالسفر إلى شينجيانغ لجذب الانتباه إلى الظروف الإنسانية في معسكرات الإيغور الصينية، التي تُسمَّى معسكرات إعادة التأهيل.
جولةٌ بسيطة تتحكم فيها الحكومة الصينية
وأخبر مبعوث الصين للأمم المتحدة، تشين شو، المراسلين في موتمرٍ صحفي عُقِد في جنيف أنَّ الصين متحمِّسة لاستضافة المفوَّضة ميشيل في شينجيانغ، إلَّا أنَّهم لم يستقروا على موعدٍ للزيارة بعد.
سوف تكون ميشيل أوَّل مفوضةٍ سامية لحقوق الإنسان تزور الصين منذ عام 2005، عندما قامت لويز أربور بزيارةٍ رسمية إلى الدولة.
ونقلت وكالة رويترز عن الدبلوماسي الصيني قوله عن الزيارة المقترَحة للمفوَّضة ميشيل: "نأمل أن تأتي المفوَّضة السامية في زيارةٍ للصين، متضمنةً رحلة إلى إقليم شينجيانغ، حتى تشاهد ما يحدث بنفسها. دعوة المفوَّضة السامية إلى الصين حاضرةٌ في أي وقت، نأمل أن نحدِّد موعداً يناسب كلا الطرفين".
وعبَّر الأمير الأردني زيد بن رعد الحسين، المفوَّض السامي الأسبق لحقوق الإنسان، عن مخاوف ألَّا تقدِّم جولةٌ بسيطة تتحكم فيها الحكومة الصينية نظرةً وافية إلى الظروف الحقيقية في المعسكرات، خاصةً أنَّ مسؤولي الأمم المتحدة لا يملكون صلاحية توجيه أسئلة إلى المحتجزين.
وأخبر الأمير مجلة Foreign Policy الأمريكية في رسالةٍ إلكترونية: "أنَّ دخول هذه الأماكن دون إجراء تحقيقٍ لائق (أي بشكلٍ حر بلا قيود) فيما يحدث داخل المعسكرات هوَ أمرٌ غير ذي فائدة، ويرفع احتمال أن تتحوَّل لتمثيلية غرضها تبرئة الصين دون حق".
لم يستطع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية التأكُّد من الوضع النهائي لزيارة فورونكوف المقرَّرة إلى الصين، لكنَّه انتقد مثل هذه الزيارات المصرَّح بها رسمياً باعتبارها نصراً دعائياً في مصلحة الصين.
وقال المتحدث: "نحثُّ المجتمع الدولي للتفكير ملياً قبل قبول أية دعواتٍ لزيارة شينجيانغ. قد ثبُت أنَّ الجولات المُعدَّة بتخطيطٍ وحضورٍ وثيق من الصينيين وبقيادة الحكومة الصينية لا تسفر سوى عن نشرٍ للأكاذيب، وتعتيمٍ على وقائع انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في الصين".