دعت الملكة إليزابيث الثانية الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب فقط، بشكل رسمي، للسفر إلى لندن، لحضور مأدبة غداء رسمية في قصر باكنغهام.
فحول طاولة طعام كبيرة في قاعة الرقص بقصر باكنغهام، والتي فُرشت بالسجادة الحمراء، اختلطت الملكة إليزابيث، وبعض الأمراء والنبلاء البريطانيين، مع عائلة ترامب: الرئيس وزوجته وأربعة من أولاده، بالإضافة إلى زوجتي اثنين منهما.
الابنة الكبرى لترامب، إيفانكا، كانت بالأصل على قائمة الضيوف بصفتها مستشاراً رسمياً للرئيس وعضواً بارزاً في إدارته، أما زوجها غاريد كوشنر، فقد كان أيضاً عضواً في وفد الولايات المتحدة الذي يحضر هذا النوع من الفعاليات.
ما الذي أراده ترامب من مرافقة أبنائه له؟
بالنسبة لترامب كان القصد من إحضار أفراد أسرته البالغين استعراض نسخته من الملكية، ففي مقابلة سابقة للزيارة مع صحيفة The Sun البريطانية، قال ترامب إنه يريد أن تقوم إيفانكا، ودونالد جونيور، وإيريك وتيفاني بعقد لقاءات "الجيل التالي" مع الأمير ويليام وزوجته كيت والأمير هاري.
وقال ترامب: "أعتقد أن أطفالي سيلتقونهم. سيكون هذا لطيفاً".
ورغم أن أطفاله تحدثوا مع الأمراء البريطانيين خلال المأدبة، فإنه لم تكن ثمة خططٌ للجلوس معاً في لقاءات خاصة، حسبما قال مصدر لمراسل CNN، ماكس فوستر.
لكنهم انضموا إلى والدهم في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وقاموا فيما بعد بجولةٍ في "غرفة الحرب الخاصة بونستون تشرشل"، حسب صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ترامب جعل من كل شيء في حياته خاصاً بعائلته
لطالما كان عمل ترامب شأناً عائلياً، فقد أصبح قطباً من أقطاب العقارات في نيويورك حين ساعده والده، فريد ترامب، في الحصول على قرضٍ من البنك.
أما زوجته ميلانيا ترامب، فقد عملت معه حين كانا متزوجين؟ أما ابنه دونالد جونيور وابنته إيفانكا وابنه إيريك فقد انضموا جميعاً إلى "منظمة ترامب" حين وصلوا إلى السن المناسبة.
لكن عائلة ترامب لا تشبه أياً من العائلات السياسية الأمريكية السابقة كعائلة كينيدي وعائلة بوش.
علاوةً على ذلك، فإن رؤية الرئيس لسلالته على أنها المقابل الأمريكي للعائلة الملكية لا تتوافق مع كل شيء، وهو أمر يُظهر ترامب كشذوذٍ عن الحالة الأمريكية التقليدية.
ترشح ترامب في عام 2016 للسباق الرئاسي، واعداً ب ـ"تجفيف المستنقع" السياسي بواشنطن ومنتقداً المؤسسة السياسية في كل مناسبة، خاصةً مُنافِسه الأساسي بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، جيب بوش، وهو أخو رئيسٍ أمريكي سابق وابن رئيسٍ آخر.
لكنه منذ وصوله إلى الرئاسة، رقَّى ابنته وزوجها لأعلى المناصب في الجناح الغربي من البيت الأبيض، حتى إنه اقترح أنها بإمكانها الترشح للرئاسة بعد أن يغادر منصبه.
فقد قال الرئيس خلال العام الحالي، إأنها "إن أرادت الترشح للرئاسة، فأعتقد أنه سيكون من الصعب جداً هزيمتها".
لكنها لم تُظهر أي رغبةٍ في الترشح، وهي تستمر الآن في عملها بالجناح الغربي بطريقةٍ غير مثيرة للجدل بشكل عام، وهي تقدم نفسها على المسرح الدولي على أنها دبلوماسية.
ويوم الثلاثاء الماضي، ظهرت إيفانكا بجانب والدها في اللقاءات الثنائية واجتماعات الطاولة المستديرة مع تيريزا ماي باعتبارها عضواً في الوفد الرسمي الأمريكي.
لكن الحضور الكامل لكل عائلة ترامب لا يظهر إلا نادراً في البيت الأبيض
فابناه دونالد جونيور وإيريك يعيشان في نيويورك، حيث يديران أعمالاً عائلية في مجال العقارات، رغم أن دونالد جونيور يقضي كثيراً من الوقت مرتحلاً عبر البلاد لحضور الفعاليات وجمع الأموال لحملة والده الرئاسية خلال العام القادم، وذلك بصحبة عشيقته ورئيسة مستشاري حملته، كيمبرلي غيلفويل.
أما تيفاني ترامب، ابنته الوحيدة من زواجه بزوجته الثانية، مارلا ميبلز، فهي على وشك بدء عامها الدراسي الثالث في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون في واشنطن، حيث تعيش خارج السكن الجامعي بشقةٍ وسط المدينة.
قضت تيفاني جزءاً من عطلتها الصيفية بأوروبا، حيث شاركت في فعالياتٍ فاخرة بمدينة "كان" الفرنسية خلال مهرجان "كان" السينمائي، ناشرةً صورها على يختٍ راسٍ في البحر المتوسط، ثم نشرت صورها بلندن، حيث يقال إن عشيقها يقيم.
إيفانكا كانت أيضاً في لندن قبل وصول والدها، فقد نشرت صورها عبر حسابها على إنستغرام، وهي تزور معرض Albert & Victoria، لترى عرض كريستيان ديور.
وباعتبارها عضواً في الوفد الأمريكي، فقد انضمت إلى أعضاء بارزين آخرين بالإدارة في شرفة قصر باكنغهام، لمشاهدة الاستقبال الرسمي لوالدها، الذي كان يستعرض الحرس البريطاني.