مَن يحارب مَن في إدلب؟
يخضع الشمال الغربي المؤلَّف من محافظة إدلب وحزام الأراضي المحيطة بها في أغلبه لسيطرة هيئة تحرير الشام التي خرجت من رحم جبهة النصرة السابقة، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة حتى عام 2016.
وفي وقت سابق من العام الجاري شددت هيئة تحرير الشام قبضتها على جماعات المعارضة الأخرى، ولا يزال لبعض هذه الجماعات وجود من خلال "الجبهة الوطنية للتحرير"، كما أن المقاتلين الأجانب يتواجدون بشكل ملحوظ وكثيرون منهم أعضاء في جماعة حراس الدين.
من ناحية أخرى، أقام الجيش التركي نحو 12 موقعاً عسكرياً في المنطقة بموجب اتفاقاته مع الجانب الروسي لإيجاد منطقة منزوعة السلاح تخلو من أي جماعات مسلحة.
الاتفاق الروسي – التركي
من السبب وراء اندلاع العنف من جديد؟
ما هي أهداف القصف وأين يتركز؟
تركز أغلب القصف في الجزء الجنوبي من أراضي المعارضة بما في ذلك المنطقة منزوعة السلاح، ورغم أن حجم الهجوم ليس واضحاً بشكل كامل حتى الآن، إلا أن بوتين كان قد قال مؤخراً إن هجوماً شاملاً في إدلب ليس بالأمر العملي في الوقت الراهن.
وتعتقد مصادر في المعارضة أن هدف الحكومة هو السيطرة على طريقين رئيسيين يؤديان إلى حلب يمتدان جنوباً من مدينة إدلب عبر مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة. وسبق أن اتفقت روسيا وتركيا ضمن اتفاق سوخوي على أن يظل هذان الطريقان مفتوحين. ومن دوافع روسيا في الشمال الغربي تأمين قاعدتها الجوية في اللاذقية من هجمات المعارضة.
روسيا من ناحيتها تتهم القوات المعارضة للنظام بمحاولات استهداف قاعدتها الموجودة في حميميم القريبة من مناطق وجود المعارضة، وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً قالت فيه إن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم صاروخي استهدف القاعدة يوم السبت 18 مايو/أذار.
ما هو الوضع القتالي على الأرض؟
يمكن للجيش السوري أن يستفيد من قوة النيران الهائلة التي يوفرها سلاح الجو الروسي والفصائل المدعومة من إيران والتي مكّنته من هزيمة المعارضة في مختلف أنحاء غرب سوريا، في حين لا تملك المعارضة دفاعات تذكر للتصدي للطائرات.
من جانبها قالت هيئة تحرير الشام إنها ستتصدى لأي هجوم بري من جانب "المحتلين الروس بالنار والحديد".
وتضم ترسانة المعارضة صواريخ موجهة مضادة للدروع وصواريخ أرض/أرض ومنفذي العمليات الانتحارية. وفي خطاب مسجل بالصوت والصورة هذا الأسبوع قال المتحدث باسم هيئة تحرير الشام إن مقاتلي المعارضة الذين أُخرجوا من مناطق أخرى في سوريا في الغوطة ودرعا وحمص يقفون على استعداد للدفاع عن المنطقة.
أين المدنيون في هذا الصراع؟
القصة إذاً هي سعي النظام السوري لإنهاء المعقل الأخير للمعارضين على مختلف أطيافهم، وكالعادة منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 سيأتي ذلك الانتصار على جثث المدنيين، بحسب تقرير نيويورك تايمز الإثنين 20 مايو/أيار.
وفي هذا السياق، حذرت الأمم المتحدة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الجمعة 17 مايو/أيار من خطر حصول "كارثة إنسانية" في إدلب في حال تواصلت أعمال العنف، وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة روزميري ديكارلو: "ندعو كل الأطراف إلى وقف إطلاق النار"، مضيفة: "نخشى وقوع كارثة إنسانية". وكان هذا الاجتماع الثاني لمجلس الأمن خلال أسبوع تلبية لطلب من بلجيكا وألمانيا والكويت.
كما قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 152 ألفاً فرُّوا من بيوتهم بين 29 أبريل/نيسان والخامس من مايو/أيار الأمر الذي رفع عدد النازحين في الشمال الغربي إلى مثليه منذ فبراير/شباط.
وقال المكتب إن الضربات الجوية أصابت 12 منشأة صحية وقتلت أكثر من 80 مدنياً وجرحت أكثر من 300 آخرين، وأدى القصف والغارات الجوية والاشتباكات في أكثر من 50 قرية إلى تدمير 10 مدارس على الأقل وتوقف العملية التعليمية.
من جانبه قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية إن القصف بالبراميل المتفجرة بلغ أسوأ مستوياته منذ 15 شهراً على الأقل. والبراميل المتفجرة عبارة عن حاويات ممتلئة بالمتفجرات تسقطها طائرات الهليكوبتر، بحسب رويترز.