“عربي بوست” يتتبع التاريخ الحقيقي لظهور “المجد أوروبا”.. تفاصيل رحلاتها الجوية السرية وطريقة عملها الخفي لإخراج مدنيين من غزة

عربي بوست
تم النشر: 2025/11/19 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2025/11/19 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
تعمل منظمة "المجد أوروبا" على إخراج مدنيين من غزة عبر رحلات سرّية - عربي بوست

تتكشّف المزيد من الخيوط التي تقود إلى منظمة غامضة تسمى "المجد أوروبا"، والتي تحوّلت خلال أشهر قليلة إلى أحد أهم الوسطاء السريين في عمليات إخراج مدنيين من غزة، عبر مسارات لوجستية محكمة وتسهيلات إسرائيلية مباشرة، ويُظهر تتبّع البنية الرقمية للمنظمة، ومراجعة خطوط التواصل والمسارات الجوية لنقل الغزيين، شبكة مترابطة من الفاعلين والشركات تمتد بين إسرائيل ورومانيا وكينيا.

قاد الاستقصاء الذي أجراه "عربي بوست" إلى تحديد التاريخ الحقيقي لظهور "المجد أوروبا"، والذي يتنافى تماماً مع التاريخ الذي ادعته المنظمة حول بدء نشاطها، كما يحدد الشخصيات التي تساهم في عمليات الإجلاء، والشركات التي تولت النقل، والمبالغ المالية التي يدفعها الخارجون من غزة للمنظمة.

وتضيف شهادة أحد الركاب، الذين غادروا غزة إلى إندونيسيا عن طريق المنظمة، تفاصيل أخرى، عن طبيعة عمل "المجد أوروبا"، ومسار الخروج بدءاً من الخطوات الأولى وصولاً إلى الوجهة الأخيرة.

وترسم الأدلة التي جرى جمعها، ملامح الدور الذي تؤديه منظمة "المجد أوروبا" في إخراج مدنيين من غزة، في سياق يتقاطع زمنياً مع مشروع "الهجرة الطوعية" الذي أعلنت إسرائيل المضي في تنفيذه.

وتمنع إسرائيل خروج المدنيين من غزة بطرق قانونية واضحة، بعدما أغلقت كافة المعابر الحدودية، لتضطرهم إلى التعامل مع منظمة لا تتوفر حولها معلومات واضحة، لا سيما أن عشرات الفلسطينيين واجهوا مشكلات أثناء رحلتهم الأخيرة إلى جنوب إفريقيا التي كانت على وشك رفض استقبالهم بالكامل.

وكان قد وصل بالفعل مئات المدنيين في غزة إلى إندونيسيا وماليزيا وجنوب إفريقيا عبر رحلات جوية نُظمت تحت إشراف المنظمة، بينما واجه كثيرون منهم مشكلات في الدخول إلى جنوب إفريقيا، لتظهر لاحقاً تحذيرات بشأن نشاط "المجد أوروبا"، التي ما زالت تلتزم الصمت تجاه طبيعة عملها.

بداية ظهور المنظمة.. توقيت مثير للريبة

تحيط منظمة "المجد أوروبا" عملها بالكثير من السرية، وتكتفي بعرض معلومات لا تدعمها أدلة، من بينها ادعاء المنظمة بأنها تأسست عام 2010 في ألمانيا، وأنها تعمل في مجال الإغاثة بمناطق الصراع، وأن لها مقراً في الشيخ جراح بمدينة القدس.

رغم توجيه أسئلة مباشرة من "عربي بوست" للمنظمة حول سجلاتها القانونية وتاريخها، فإنها امتنعت عن تقديم ما يثبت وجودها في ألمانيا أو القدس، في وقت لم يظهر أي أثر لاسمها في قواعد البيانات الألمانية الخاصة بالكيانات والمنظمات غير الربحية.

لمعرفة تاريخ ظهورها الفعلي، أجرينا تحليلاً تقنياً للموقع الرسمي للمنظمة، وأظهرت نتائجه أن الموقع أُنشئ في 2 فبراير/ شباط 2025، في ذات الشهر الذي أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن تشكيل وكالة خاصة لتسهيل ما وصفه بـ"المغادرة الطوعية" لسكان غزة.

جاء هذا الظهور الرقمي لمنظمة "المجد أوروبا" أيضاً، بعد سلسلة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، أبرزهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، دعوا فيها إلى تسهيل "الهجرة الطوعية" من القطاع.

المجد أوروبا غزة
البيانات الخاصة بإنشاء موقع منظمة "المجد أوروبا" – عربي بوست

تُظهر بيانات التسجيل الخاصة بالموقع أن القائمين عليه أخفوا المعلومات التي تكشف هوية المسؤولين عن الموقع، فيما يكشف تحليل البنية التقنية للموقع أن الخادم الذي تستضيف عليه المنظمة موقعها مشترك مع أكثر من 374 موقعاً آخر، بعضها مُصنَّف على أنه يرسل رسائل مزعجة أو يستضيف محتوى ضاراً.

نتيجة لهذه البيئة التقنية غير الموثوقة، أُدرج عنوان الـIP الخاص بالموقع ضمن قوائم الحظر (DNS Blacklists) التي تستخدمها أنظمة الأمن الإلكتروني لرصد الأنشطة المشبوهة.

ولا يعني وجود الموقع على خادم مُدرج في "القائمة السوداء" أن الموقع نفسه ضار، لكنه يشير إلى اختيار بيئة استضافة غير آمنة وغير مهنية، وهو أمر غير مألوف في عمل المنظمات الإنسانية التي تعتمد عادة على خوادم مستقرة لحماية بيانات المستفيدين والمتبرعين وضمان استمرارية خدماتها.

المجد أوروبا غزة

لا أدلة على صحة مشاريع "المجد أوروبا"

تثير بقية المحتوى المنشور على موقع المنظمة العديد من التساؤلات حول صحة عمل المنظمة، فمثلاً زعمت المنظمة أنه خلال العام الماضي عملت على مساعدة الجرحى والمصابين في غزة، بما في ذلك تسهيل حصول المرضى على الرعاية الطبية الحرجة، وتأمين سفرهم إلى الخارج للعلاج، وضمان مرافقة عائلاتهم لهم طوال فترة العلاج.

لكن المصادر التي تحدثت معها "عربي بوست" من غزة أكدت أن الذين خرجوا من القطاع على متن الرحلات التي تشرف عليها المنظمة ليسوا جميعهم من المرضى.

يعتمد الموقع الإلكتروني على محتوى بصري مولّد بالذكاء الاصطناعي، مع ادعاءات بالمشاركة في مشاريع إغاثية في غزة وتركيا وسوريا، لكن التحقق من الصور المنشورة يكشف أنها لا ترتبط بأي من هذه المشاريع.

من بين الأمثلة صورة لفتاة سورية قالت المنظمة إن اسمها منى، وإنها فرت من حلب إلى لبنان قبل أن تساعدها المنظمة على مغادرة طرابلس عام 2014، بينما تُظهر نتائج التحقق أن الصورة تعود لشابة تُدعى عبير كانت تحتفل بسقوط نظام بشار الأسد في طرابلس، وفقاً لتقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" الذي التقط الصورة.

المجد أوروبا غزة
استخدم موقع "المجد أوروبا" صورة منشورة سابقاً في موقع "ميدل إيست آي" وأرفق الصورة بحديث منسوب للشابة التي ظهرت في الصورة، لكنه غير صحيح – عربي بوست

يُظهر الموقع الإلكتروني للمنظمة جانباً لافتاً يتعلق بآلية جمع التبرعات؛ إذ تتيح "المجد أوروبا" التبرع عبر البطاقات البنكية أو العملة الرقمية "بيتكوين"، غير أن خيار التبرع بالبطاقات غير مفعّل، بينما يبقى التبرع بالبتكوين هو الخيار الوحيد المتاح.

بفحص عنوان محفظة البتكوين الذي خصصته المنظمة لاستقبال التبرعات، تبيّن أن نشاطها محدود جداً؛ إذ سجلت المحفظة 7 معاملات فقط، بلغ مجموع ما استلمته 104.49 دولار، وأُرسل منها 103.25 دولار، ولم يتبقَّ فيها سوى 1.24 دولار.

يعكس هذا النشاط المالي الضئيل غياب بنية تمويل واضحة أو مسار مالي مستقر، ولا تكشف المنظمة عن مصادر تمويلها، واكتفت بالقول في منشور لها على موقع "إكس" إنها تجمع تبرعات من جهات خيرية.

المجد أوروبا غزة
نشاط المعاملات على محفظة "بيتكوين" التي شاركها موقع "المجد أوروبا" لجمع التبرعات – عربي بوست

ورغم غياب تفاصيل واضحة عن آلية عمل المنظمة، تظهر على الموقع الإلكتروني أرقام للتواصل، من بينها رقم تؤكد المنظمة أنه مخصص حصراً لإرسال الرسائل الرسمية للمسجلين والمسافرين، وهو الرقم 0506979005.

إلا أن البحث في الرقم كشف عن رقم مطابق تقريباً مرتبط بصفحة على "إنستغرام" لبيع المكياج، ما يثير احتمال استخدام رقم غير حقيقي ضمن بيانات المنظمة المعلنة.

المجد أوروبا غزة

أما الرقم الآخر المسجل على الموقع فقاد إلى شخصية فلسطينية تعمل مع المنظمة تُدعى مؤيد، وهو الاسم ذاته الذي يظهر في صفحة "فريق العمل". وبالبحث توصلنا إلى حساب على "فيسبوك" لشخص يدعى مؤيد صيدم، مدرب لياقة بدنية من غزة، وتُظهر صوره أنه الشخص نفسه الذي تستخدم المنظمة صورته على موقعها.

وفي 16 يونيو/ حزيران 2025 نشر مؤيد صورة أعلن فيها خروجه من غزة، وظهر فيها بجوار طائرة تم استئجارها لنقل مدنيين من غزة، وتتبع الطائرة خطوط Fly lili.

المجد أوروبا غزة

وجّه "عربي بوست" مجموعة من الأسئلة إلى مؤيد، حول طبيعة دور المنظمة ودوره المباشر في تنسيق عمليات الخروج، ولم يرد على الأسئلة، لكنه أرسل لنا رابطاً لمنشور كتبه على حسابه في فيسبوك صباح 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.

أكد مؤيد في منشوره أنه يعمل مع منظمة "المجد أوروبا"، ورفض اعتبار رحلات "الخروج الطوعي" من غزة بمثابة تهجير، وذكر أن المنظمة ظهرت "بسبب غياب البدائل الآمنة للفلسطينيين"، وأنها تتقاضى أموالاً مقابل تسهيل الخروج. كما أوضح أن السفر يتم عبر مطار رامون لأنه "المنفذ الجوي الوحيد الذي لا يختم جواز السفر الفلسطيني"، مشيراً أيضاً إلى وجود دور لشخصية إسرائيلية–أستونية في الإجلاء.

إسرائيلي–أستوني يساهم في إخراج المدنيين من غزة

يبرز في عملية نقل مدنيين من غزة إلى الخارج اسم توم ليند، وهو الشخص الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأستونية، وتوحي منشوراته على "لينكد إن" بدوره في عمليات الإجلاء من غزة، وإن كان لا يشير صراحة إلى ارتباطه بمنظمة "المجد أوروبا".

فبعد خروج أحدث دفعة من المدنيين من غزة يوم 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، كتب ليند منشوراً قال فيه: "فخورون بالأثر الذي نواصل تحقيقه". وفي منشور سابق بـ3 أشهر، أشار إلى عمله مع "جمعية خيرية" لم يذكر اسمها، وروى أن سيدة تواصلت معه وطلبت منه مساعدتها في التواصل مع تلك الجمعية.

حساب توم ليند على "لينكد إن" – لينكد إن

أظهر البحث عن ليند أنه أسس 3 شركات في المملكة المتحدة، لم يتبقَّ منها سوى شركة واحدة مفعلة. واللافت أن أياً من الشركات 3 لا يمتلك موقعاً إلكترونياً أو حضوراً على شبكات التواصل، رغم أن نشاطها مسجّل رسمياً. كما تشير بيانات التسجيل إلى أن ليند يحمل بالفعل كلتا الجنسيتين: الإسرائيلية والأستونية.

المجد أوروبا غزة
الشركات التي أسسها توم ليند في المملكة المتحدة – السجل الرسمي للشركات في المملكة المتحدة

وفي حسابه على "لينكد إن" يربط ليند نفسه بشركة مسجلة في أستونيا تدعى Talent Globus، وتُظهر قواعد بيانات الشركات الأستونية أنها مملوكة له. وعلى نحو مشابه لما ظهر في موقع "المجد أوروبا" يمتلئ موقع الشركة بصور مولّدة بالذكاء الاصطناعي، ويخلو من أي تفاصيل واضحة حول طبيعة عملها.

كيف تمت عملية إخراج الغزيين؟

تتم عملية نقل الغزيين إلى الخارج بشكل سري، إذ تُخفي المؤسسة أصغر التفاصيل المتعلقة بالسفر، ولا يعرف المسافرون وجهة السفر إلا بعد صعودهم إلى الطائرة.

تبدأ العملية من الموقع الإلكتروني للمنظمة، حيث يُطلب من الراغبين في الخروج تعبئة نموذج يتضمن أسماء أفراد العائلة، وأرقام الهوية، وتواريخ الميلاد، وأرقام الهواتف، ونسخاً من جوازات السفر.

تواصل "عربي بوست" مع أحد الخارجين من غزة، وهو شخص استخدم اسماً مستعاراً "يامن"، أكد أنه سجّل عبر الموقع، وبعد 3 أشهر تلقى اتصالاً من رقم يحمل شريحة إسرائيلية عرّف المتصل فيه نفسه باسم "مؤيد" باعتباره مفوض المؤسسة، وهو نفس اسم الشخص المذكور في موقع المنظمة.

طُلب من عائلة يامن الاستعداد للمغادرة خلال 48 ساعة، ودفع 1400 دولار عن كل فرد عبر تحويل بنكي (IBAN) إلى حساب شخصي في بنك أمريكي، ثم طُلب منهم التجمّع في منطقة المواصي بخان يونس، حيث كان بانتظارهم نحو 155 مسافراً آخرين.

من هناك انطلقوا نحو معبر كرم أبو سالم بعد تسليم جوازات السفر، ووصف يامن الطريق بأنه كان خالياً من العوائق، وقال إن "طائرات إسرائيلية مسيّرة من طراز كواد كابتر كانت تحلق فوقنا".

تفاجأ المسافرون عند الوصول بأن الطائرة مخصصة لهم فقط، وأن عدداً كبيراً من المقاعد كان فارغاً، ولم يعرفوا وجهتهم إلا بعد صعودهم، حين أبلغهم طاقم الطائرة بأنها تتجه إلى إندونيسيا.

هبطت الطائرة في جزيرة بالي بإندونيسيا، وقال يامن: "تم منحنا إقامة لمدة 5 سنوات، ثم نقلنا الموظفين إلى فندق محجوز مسبقاً لمدة أسبوعين مع توفير كامل الخدمات، إضافة إلى وجود مرشد سياحي رافقنا طيلة الفترة الأولى لمساعدتهم على الاندماج".

مسار رحلات الطائرات

تتبع "عربي بوست" مسار عدة رحلات خرجت من مطار رامون إلى الدول التي استقبلت مدنيين من غزة، والشيء المشترك فيها أن جميعها تعتمد على شركات طيران خاصة تؤجر طائراتها مع الطواقم لتنفيذ رحلات محددة.

غادرت مجموعة من المدنيين في غزة القطاع يوم 27 مايو/ أيار 2025، وأظهر تتبع هذه الرحلة أنه في ذلك اليوم وصلت طائرة تتبع لشركة Fly Lili الرومانية إلى مطار رامون بحدود الساعة 2:05 مساءً بتوقيت فلسطين، قادمة من تل أبيب، وتحمل رقم التسجيل "YR-LIC".

أقلعت الطائرة مجدداً من رامون عند 3:25 عصراً، وكانت الرحلة الوحيدة المغادرة في ذلك اليوم إلى الخارج من مطار رامون، واتجهت مباشرة إلى بودابست، ومن هناك انتقل المدنيون الذين خرجوا من غزة في رحلة أخرى إلى إندونيسيا.

كانت شركة Fly Lili قد تحولت في نهاية العام 2024 من طريقة العمل بتشغيل الرحلات المجدولة إلى التركيز على تأجير الطائرات مع الطواقم، وكانت الشركة الرومانية قد أعلنت في يونيو/ حزيران 2025 عن عودتها إلى نشاطها الكامل في إسرائيل.

ولعبت الشركة دوراً خلال فترة الحرب التي اندلعت بين إيران وإسرائيل في يونيو/ حزيران 2025 في رحلات إجلاء الإسرائيليين من أوروبا إلى إسرائيل وبالعكس.

وصول الطائرة الرومانية من تل أبيب إلى مطار رامون – Flight Radar 24 – عربي بوست
رحلة الطائرة الرومانية من مطار رامون إلى بودابست – Flight Radar 24 – عربي بوست

تتبع "عربي بوست" الرحلة الثانية التي أقلت مدنيين من غزة إلى جوهانسبورغ، ويعود تاريخ الرحلة إلى يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، ووفقاً لبيانات تتبع الطيران التي حصلنا عليها، فإن الطائرة التي أقلت الغزيين أقلعت على ما يبدو من مطار "قاعدة عوفدا" العسكري، الذي يبعد نحو 24 كيلومتراً عن مطار رامون.

أقلت طائرة تتبع لشركة FLY YO الرومانية الركاب، وحملت الطائرة رقم التسجيل YR-ADD، وهبطت في مطار العاصمة الكينية نيروبي، ومن ثم تم نقل المسافرين إلى طائرة أخرى، ومنها توجهوا إلى جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا.

وتتيح شركة FLY YO إمكانية استئجار طائراتها، وأظهر تتبع نشاط الشركة أنه في فبراير/ شباط 2025 وقعت عقداً لتسيير رحلات مع منظمي رحلات سياحية إسرائيلية، ويتزامن وقت توقيع العقد مع حديث المسؤولين الإسرائيليين عن تسهيلات للهجرة الطوعية لسكان غزة.

مسار الرحلة التي أقلت مدنيين من غزة إلى جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا – Flight Radar 24 – عربي بوست

أما الرحلة الأخيرة حتى الآن التي أقلت مدنيين من غزة إلى جنوب إفريقيا، فتعود إلى يوم 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، وانطلقت الرحلة من مطار رامون إلى نيروبي، ليستقلوا طائرة أخرى نقلتهم إلى جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، وتم نقل الغزيين من خلال نفس الطائرة الرومانية التي تحمل رقم التسجيل YR-ADD.

بعد وصولهم إلى نيروبي تم نقل الركاب إلى جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا من خلال طائرة مستأجرة لصالح شركة "غلوبال إيروايز" الجنوب إفريقية، ولم يُسمح في البداية للركاب بالنزول من الطائرة بسبب عدم وجود أختام خروج على جوازات السفر، لكن في النهاية وافقت السلطات على إدخالهم وفتح تحقيق في الحادثة.

وكان وزير الخارجية الجنوب إفريقي رونالد لامولا قد قال عقب أزمة الطائرة التي وصلت إلى بلاده وتقل فلسطينيين إن "الرحلة كانت جزءاً من "أجندة واضحة لتطهير غزة والضفة الغربية من الفلسطينيين".

مسار أحدث رحلة من مطار رامون إلى نيروبي في كينيا والتي أقلت مدنيين من غزة إلى وجهتهم النهائية في جنوب إفريقيا – Flight Radar 24 – عربي بوست

وفيما تلتزم إسرائيل بالتكتم على الكثير من التفاصيل المتعلقة بسماحها لمغادرة مدنيين من غزة عبر مطار رامون إلى الخارج، فإن "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية أشارت في تصريح أوردته صحيفة "هآرتس" إلى وجود تنسيق بينها وبين منظمة "المجد أوروبا".

نقلت الصحيفة عن الوحدة قولها إن "منظمة المجد زوّدتها مسبقاً بأسماء الفلسطينيين المتجهين إلى جنوب أفريقيا، بما في ذلك التأشيرات وجميع الوثائق المطلوبة".

وبين خروج دفعات من الغزيين إلى دول بعيدة، وصمت المنظمة عن تفسير دورها، يظل ملف "المجد أوروبا" مفتوحاً، ما يحمله من تفاصيل لا تزال بعضها غامضة.

تحميل المزيد