أصبحت الطائرات الجوية بدون طيار من أكثر المعدات العسكرية المستخدمة في الحروب، إذ يتم التحكم بها عن بُعد بهدف الاستطلاع والهجوم عند الضرورة، كما توجد العديد من الأنواع منها.
تنقسم الطائرات بدون طيار إلى قسمين؛ طائرة لها خطة طيران محددة مسبقاً "يمكن التحكم بها عن بُعد"، وأخرى لها رحلة تلقائية. تستخدم أنواع الطائرات بدون طيار لمحاربة التنظيمات المسلحة بشكل فعَّال خاصة في حالة الحرب المحتملة.
بدأت الضجة على وسائل التواصل التركية على طائرات IHA و SIHA خلال مهرجان تيكنوفيست لتكنولوجيا الطيران والفضاء الذي استضافته إسطنبول بين 27 و30 أبريل/نيسان 2023، بعد ما وجَّه زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كليجدار أوغلو سهام الانتقاد للصناعات الدفاعية خلال حملته في الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها تركيا في 14 مايو/أيار 2023.
إذ قال كليجدار في إحدى المقابلات التلفزيونية يوم السبت 29 أبريل/نيسان الماضي: "لا يمكن أن يعملوا بمبدأ أنا أستطيع أن أنتج، أما غيري فلا"، ليرد عليه خلوق بيرقدار -رئيس شركة تصنيع المسيَّرات الرئيسية- في تغريدة على حسابه على تويتر: "في تركيا 7 شركات تعمل على إنتاج طائرات بدون طيار، كما قامت حتى الآن بكل استثماراتها في البحث والتطوير بأموالها الخاصة، ولم تحصل على بنس واحد من المنح الحكومية أو القروض المصرفية".
فما هي طائرات IHA وSIHA التركية؟ وما الفرق بينهما؟ ومتى بدأت تركيا في إنتاج هذا النوع من الطائرات وضمها إلى قواتها المسلحة.
تاريخ صناعة الطائرات بدون طيار
تم تطوير الطائرات بدون طيار سنة 1924 وذلك بعد تجارب علمية جرت في إنجلترا منذ سنة 1917، كان الهدف منها أن تكون أرجاء متحركة يمكن التحكم بها من المدفعية، بدأت فكرتها منذ أن سقطت طائرة التجسس الأمريكية "يو تو" في أراضي الاتحاد السوفييتي سابقاً عام 1960.
كان أول استخدام عملي لهذه الطائرات في حرب فيتنام، ثم في حرب أكتوبر 1973 من الجانب الإسرائيلي، ولكنها لم تحقق النتائج المطلوبة في ظل وجود ما سُمي بحائط الصواريخ المصري. وقد طوّرت إسرائيل تكنولوجيا الطائرات المسيرة في السنوات اللاحقة، حتّى باتت من الأشهر عالمياً في صناعتها.
IHA التركية.. تستخدم للمراقبة والتجسس
كلمة IHA هي اختصار لجملة "İnsansız Hava Aracı" بالتركية، وتعني طائرة بدون طيار المستخدمة للدفاع والهجوم. ويمكن إعادة استخدام هذه الطائرات لعدة مرات. ونظرًا لعدم وجود طاقم فنِّي في هذا النوع من الطائرات فيمكنها الطيران على ارتفاع قريب دون التوقف عن طريق توفير التحكم عن بعد.
وحسب موقع صحيفة "yeni safak" التركي يلعب المحرك النفاث والمحرك الفرعي دوراً مهماً في تشغيل مركبات "IHA"، كما تم تطوير أنظمة تحكم مستقلة لاستخدام المركبات الجوية بدون طيار.
تستخدم هذه الطائرات بشكل عام في مهام الاستطلاع والهجوم، وفي الحروب الحالية فتلعب الطائرات بدون طيار دوراً مهماً في الهجمات ضد المسلحين. كما تستخدم هذه المركبات بشكل عام في المناطق التي من الصعب استخدام الطائرات الحربية التقليدية فيها.
غالباً ما تستخدم الطائرات للاستكشاف؛ إذ يتم تزويدها بكاميرات مراقبة وأجهزة كشف بالليزر وغيرها من المعدات إذ تزيد هذه الطائرات من فرص النجاح خاصة في مكافحة الإرهاب.
تم تطوير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في تركيا بما يتماشى مع الأغراض العسكرية، إذ بدأت تركيا في محاولة إنتاج الطائرات بدون طيار "IHA" منذ سنة 1989 إلا أنها لم تكتمل بسبب مشاكل في الميزانية، حسب موقع "bbc" التركي.
بهدف إنتاج أنظمة الطائرات بدون طيار محلياً، استأجرت تركيا طائرة بدون طيار واحدة من إسرائيل سنة 2005 بما يتماشى مع الاحتياجات، ثم ثلاث طائرات سنة 2007 إلا أنها لم تكن تسد الاحتياج الداخلي.
بدأت تركيا في اللجوء إلى الموارد المحلية والوطنية لصناعة الطائرات بدون طيار. فيما تستمر العلاقات مع إسرائيل بشأن استيراد وتطوير الطائرات المسيرة، لهذا دخلت طائرة "Bayraktar Mini"، التي أنتجتها Baykar في عام 2007، في مجال صناعة الطائرات المسيرة لتقوم تركيا بتصدير أول طائرة من صناعتها سنة 2012 إلى قطر.
حسب موقع "turk hava kurumu" ثم تجهيز طائرة "Bayraktar TB2s" سنة 2015 واستخدمت بشكل فعال في عمليات درع الفرات "Fırat Kalkanı" وغصن الزيتون "Zeytin Dalı" ونبع السلام "Barış Pınarı" ودرع الربيع "Barış Pınarı" في تركيا.
الطائرات بدون طيار SIHA في الأهداف الحربية
أمّا طائرات SIHA فتعتبر أول طائرة بدون طيار حاملة للأسلحة في تركيا كما تسمى أيضاً بالمركبات حاملة الصواريخ غير المسيرة. ويبلغ طولها 6.6 متر فيما يصل طول جناحيها إلى 12 متراً، فيما تصل سرعتها إلى 250 كيلومتراً في الساعة، وارتفاع يصل إلى 27 ألف قدم، قد تصل المدة الإجمالية لطيرانها إلى 25 ساعة، حسب موقع "yeni safak" التركي.
تختلف طائرات SIHA عن طائرات IHA بأنها يمكنها التحرك تلقائياً وفقاً لخطة طيران مسبقة دون الحاجة إلى التحكم بها عن بُعد، في تركيا تعمل طائرة Bayraktar TB2 UAV لصالح القوات المسلحة التركية والقيادة العامة لقوات الدرك والمديرية العامة للأمن منذ 5 سنوات.
تم تطوير هذه المركبات بالكامل في تركيا كما تقدم مساهمات جادة لمضاعفات القوة العسكرية داخل البلاد وخارجها؛ إذ يمكن استخدامها في العديد من المجالات، من أهمها المهمات الهجومية، وخاصة الخطرة منها على المركبات الحربية.
تلعب الطائرات بدون طيار IHA وSİHA التي تنتجها تركيا من قبل Bayraktar وRoketsan دوراً رئيسياً في القضاء على العناصر الإرهابية التي تهدد أمان الجمهورية التركية، كما لا تزال الشركة المصنّعة تعمل على تطويرها؛ لتصبح قادرة على الهجوم بشكل أفضل.