تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة فيديو مؤثراً لطفل رضيع ينتشله أحد الرجال من الأرض وهو مغطّى بالوحل، وقيل إن هذا الطفل كان أحد ضحايا فيضانات باكستان المدمرة.
أدّت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية في باكستان إلى سقوط أكثر من 1060 قتيلاً، وطالت الفيضانات أكثر من نصف مساحة البلاد، وقد فاضت المواقع والمنصّات بدورها بالصور ومقاطع الفيديو المروّعة القادمة من هناك، إلا أن بعض هذه المقاطع مزيّف. فما حقيقة هذا الفيديو وأين وقع؟
فيديو قديم لا علاقة له بسيول باكستان
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو الطفل الرضيع قائلةً إنه قد تعرض للجرف مع مياه الفيضانات، وزعمت الحسابات أن فيضانات باكستان قد جرفت أمه الحامل وقد وُلد ضمن هذه الحادثة.
وقالت الحسابات إن الطفل لم يكن ليعيش لولا أن أحدهم عثر عليه "بالصدفة حيّاً يرزق"، وأن حبله السري كان ملتصقاً به ولا يزال حين انتشله الرجل الذي وجده.
عند استخراج بعض اللقطات من الفيديو وإجراء البحث العكسي للصور، أمكن إيجاد الفيديو المنتشر على منصات التواصل الباكستانية المختلفة.
وقد تناقلت تلك الحسابات مقطع الفيديو قائلة إن الطفل وُجِد في منطقة ديرا غازي خان في باكستان، وهي واحدة من المناطق الأكثر تضرراً من الفيضانات.
وأحالت بعض الحسابات الباكستانية المقطع إلى حساب الصحفي الباكستاني حامد مير، العامل مع قناة جيو تي في وكاتب عمود مع صحيفة واشنطن بوست، وهذه كانت التغريدة الأقدم التي نشرت مقطع الفيديو الرائج:
وتبيّن من التعليقات على هذه التغريدة، أن الفيديو في الحقيقة قد جرى نشره عام 2020، في أحد الحسابات الباكستانية القديمة، ما ينفي ارتباط الفيديو بفيضانات باكستان الحديثة.
وقد علّق صاحب الفيديو المنشور في 2020 على الصحفي الباكستاني مُرفقاً الفيديو القديم، الذي يقول فيه إن هذا الطفل الرضيع قد تخلّى عنه أبواه، ولذلك وُجِد مدفوناً تحت الأرض، لكن لم يتسنّ لـ"عربي بوست" التحقق من هذا الزعم.