قال مفوض حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2024، إنه "منزعج" إزاء الإجراءات القاسية التي تتخذها قوات الأمن الأمريكية خلال محاولات تفريق احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية.
وقال تورك، في بيان أُرسل إلى الصحفيين، وتحدث فيه عن اعتقال طلاب ومعاقبتهم: "يزعجني أن بعض إجراءات إنفاذ القانون في عدد من الجامعات تبدو غير متناسبة".
أضاف: "يجب أن يكون واضحاً أن الممارسات المشروعة لحرية التعبير لا يمكن الخلط بينها وبين التحريض على العنف والكراهية".
الشرطة تفض اعتصاماً بجامعة فرجينيا
في سياق متصل، فضّت الشرطة الأمريكية بالقوة، الثلاثاء، اعتصاماً تضامنياً مع غزة بجامعة فرجينيا، واعتقلت عدداً من الأشخاص؛ حيث أورد إعلام أمريكي، من بينه صحيفة واشنطن بوست، أن العديد من الأشخاص اعتُقلوا في جامعة فرجينيا كومونولث الواقعة في منطقة ريتشموند، بعد مظاهرة مناصرة لفلسطين.
من جهتها، ادّعت حاكمة فرجينيا وينسوم إيرل سيرز، أنها أُبلغت بأن "المتظاهرين يبدو أنهم يحصلون على تمويل جيد ومجهّزون بشكل جيد بالطعام والقماش والخيام والمنصات النقالة".
وذكرت في منشور عبر منصة "إكس" صباح الثلاثاء: "بمجرد أن يهدأ الوضع، أعتقد أننا سنرى أن هذا لم يكن احتجاجاً سلمياً بالكامل"، وفق زعمها.
وفي منشور سابق لها اليوم أيضاً، قالت سيرز إن "فريق صيانة جامعة فرجينيا كومونولث يفكك مخيم الاعتصام"، وتابعت: "يتم تفريق الحشود، وجرى اعتقال عدد من الطلاب وغير الطلاب".
مخيم بجامعة سان فرانسيسكو
وأمس الإثنين، نصب طلاب بجامعة سان فرانسيسكو الأمريكية، مخيماً في الحرم الجامعي تنديداً بالحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 7 أشهر، ورفعوا شعارات منها "ضرائبنا تقتل أطفال غزة".
حيث أقام الطلاب خياماً في الساحة، لإظهار الدعم لفلسطين وحملوا لافتات كتب عليها "طلاب من أجل فلسطين"، و"ضرائبنا تقتل أطفال غزة"، و"فلسطين حرة". يأتي الاحتجاج في جامعة سان فرانسيسكو مع استمرار المظاهرات في جامعتي ستانفورد وكاليفورنيا في بيركلي.
وتجتاح الاحتجاجات حرم الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة بعد محاولة الشرطة إخلاء مخيم مؤيد للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بنيويورك، والذي اعتقلت خلاله أكثر من 100 طالب.
والإثنين أيضاً، أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، في بيان عبر الموقع الإلكتروني للجامعة، فشل المفاوضات مع المعتصمين لإنهاء حراكهم.
وفرضت إدارة الجامعة "عقوبات تأديبية وإقصاء عن الدراسة" على الطلاب الرافضين لإخلاء المخيم الذي خصص داخل الحرم الجامعي بهدف التضامن مع قطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية.
انتفاضة الجامعات
وفي 18 أبريل/نيسان 2024، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول؛ مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند ولبنان شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.