دعا مجلس الشؤون الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، هيئة التدريس وقيادة جامعة كولومبيا إلى "معارضة التهديد بنشر الحرس الوطني" من أجل قمع الاحتجاج الطلابي المستمر منذ أيام للتضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية منذ أكثر من 6 أشهر.
ووصف بيان للمجلس ما وصفه بـ"عسكرة مؤسساتنا التعليمية ونشر الشرطة ضد طلاب يحتجون سلمياً" بأنه تطور "مثير لقلق عميق".
أضاف كذلك أن حملة جامعة كولومبيا ضد الطلاب "بقوة عسكرية" يعتبر "سابقة خطيرة لإدارة الجامعات".
انتفاضة الجامعات
يشار إلى أنه في 18 أبريل/نيسان الجاري، بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و"الإبادة الجماعية" في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
وفي وقت لاحق، امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة نورث كارولينا، وجامعة تكساس.
والأربعاء، دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، إلى استقالة رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، في حال لم تتمكن من إنهاء الاحتجاج الطلابي المستمر منذ أيام للتضامن مع غزة وإنهاء الحرب في القطاع.
حيث زار جونسون المكان الذي أجج شرارة المظاهرات الطلابية بجامعة كولومبيا على مستوى البلاد، بينما استقبله طلاب في الجامعة بصيحات استهجان وانتقاد بسبب الحملة القمعية التي تشنها الشرطة ضد المحتجين.
وقال جونسون إن هدف زيارته هو "دعم الطلاب اليهود الذين يتعرضون للترهيب من قبل بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل" على حد زعمه، في وقت مددت فيه الجامعة الموعد النهائي للتوصل لاتفاق بشأن إزالة مخيم الاحتجاج من صباح الأربعاء إلى صباح الجمعة 26 أبريل/نيسان.
ولم تمنع صيحات الاستهجان جونسون من الحديث، لكن كان من الصعب سماعه لأنه كان يتحدث إلى ميكروفونات وسائل الإعلام وليس عبر مكبرات الصوت.
دعوة لاستقالة رئيسة جامعة كولومبيا
وقال جونسون من فوق درج مكتبة الجامعة: "بما أن جامعة كولومبيا سمحت لهؤلاء المتطرفين والمحرضين الخارجين عن القانون بالسيطرة على الوضع، فقد انتشر فيروس معاداة السامية إلى جامعات أخرى".
ودعا إلى اعتقال المتظاهرين الذين يمارسون العنف، وهدد بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات التي تفشل في فرض النظام، كما دعا رئيسة الجامعة نعمت شفيق للاستقالة في حال لم تتمكن من إنهاء الاحتجاج الطلابي.
أضاف: "أنا هنا اليوم أنضم إلى زملائي وأدعو الرئيسة شفيق إلى الاستقالة إذا لم تتمكن من إحلال النظام على الفور وسط هذه الفوضى"، في حين ردد طلاب هتافات: "لا نسمعك.. أنت مقرف يا مايك".
وأصبح المخيم رمزاً للاحتجاجات التي تشهدها جامعات أمريكية، وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد.
ويطالب الطلاب المحتجون الجامعات بإنهاء التعاون مع إسرائيل، ويسعون إلى الضغط على الإدارة الأمريكية لوقف الضربات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين.
ويتناقض حديث جونسون الذي يصف المتظاهرين بـ"الغوغاء" والحرم الجامعي بأنه يعج بـ"الفوضى" مع الوضع في جامعة كولومبيا، حيث حضر الطلاب محاضراتهم وكانوا يتناولون الطعام ويفحصون هواتفهم المحمولة، الأربعاء.
والتقى جونسون أيضاً بطلاب يهود قالوا إنهم يخشون الدخول إلى الحرم الجامعي، قبل مؤتمره الصحفي، كما التقى جونسون بحوالي 40 طالباً يهودياً في الحرم الجامعي، وفقاً لطلاب هناك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".