دعا رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، الأربعاء 24 أبريل/نيسان 2024، إلى استقالة رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، في حال لم تتمكن من إنهاء الاحتجاج الطلابي المستمر منذ أيام للتضامن مع غزة وإنهاء الحرب في القطاع.
حيث زار جونسون المكان الذي أجج شرارة المظاهرات الطلابية بجامعة كولومبيا على مستوى البلاد، بينما استقبله طلاب في الجامعة بصيحات استهجان وانتقاد بسبب الحملة القمعية التي تشنها الشرطة ضد المحتجين.
وقال جونسون إن هدف زيارته هو "دعم الطلاب اليهود الذين يتعرضون للترهيب من قبل بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل" على حد زعمه، في وقت مددت فيه الجامعة الموعد النهائي للتوصل لاتفاق بشأن إزالة مخيم الاحتجاج من صباح الأربعاء إلى صباح الجمعة 26 أبريل/نيسان.
ولم تمنع صيحات الاستهجان جونسون من الحديث، لكن كان من الصعب سماعه لأنه كان يتحدث إلى ميكروفونات وسائل الإعلام وليس عبر مكبرات الصوت.
دعوة لاستقالة رئيسة جامعة كولومبيا
وقال جونسون من فوق درج مكتبة الجامعة "بما أن جامعة كولومبيا سمحت لهؤلاء المتطرفين والمحرضين الخارجين عن القانون بالسيطرة على الوضع، فقد انتشر فيروس معاداة السامية إلى جامعات أخرى".
ودعا إلى اعتقال المتظاهرين الذين يمارسون العنف، وهدد بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات التي تفشل في فرض النظام، كما دعا رئيسة الجامعة نعمت شفيق للاستقالة في حال لم تتمكن من إنهاء الاحتجاج الطلابي.
أضاف: "أنا هنا اليوم أنضم إلى زملائي وأدعو الرئيسة شفيق إلى الاستقالة إذا لم تتمكن من إحلال النظام على الفور وسط هذه الفوضى"، في حين ردد طلاب هتافات: "لا نسمعك.. أنت مقرف يا مايك".
وأصبح المخيم رمزاً للاحتجاجات التي تشهدها جامعات أمريكية، وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد.
ويطالب الطلاب المحتجون الجامعات بإنهاء التعاون مع إسرائيل، ويسعون إلى الضغط على الإدارة الأمريكية لوقف الضربات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين.
ويتناقض حديث جونسون الذي يصف المتظاهرين بـ"الغوغاء" والحرم الجامعي بأنه يعج بـ"الفوضى" مع الوضع في جامعة كولومبيا، حيث حضر الطلاب محاضراتهم وكانوا يتناولون الطعام ويفحصون هواتفهم المحمولة، الأربعاء.
والتقى جونسون أيضاً بطلاب يهود قالوا إنهم يخشون الدخول إلى الحرم الجامعي، قبل مؤتمره الصحفي، كما التقى جونسون بحوالي 40 طالباً يهودياً في الحرم الجامعي، وفقاً لطلاب هناك.
يهود يحتجون بعيد الفصح ضد الحرب
في سياق متصل، تجمع آلاف المتظاهرين حول لافتة كتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل"، لينضموا إلى جماعتين مدافعتين عن السلام بقيادة يهود في بروكلين بنيويورك للمشاركة في الاحتجاج تزامناً مع عيد الفصح.
وقال المنظمون إنهم استلهموا المظاهرة التي نظمت مساء الثلاثاء 23 أبريل/نيسان، من العلاقات التي أقيمت بين المنظمين اليهود ونشطاء الحقوق المدنية الأمريكيين من أصل أفريقي لعقد "عشاء الحرية" الذي جمع أصحاب الديانات متعددة الأعراق في الذكرى الأولى لاغتيال مارتن لوثر كينج عام 1968 مع احتدام حرب فيتنام.
أقامت هذا الحدث منظمة (أصوات يهودية من أجل السلام) ذات الميول اليسارية وحركة (إن لم يكن الآن).
بدورها، قالت ستيفاني فوكس المديرة التنفيذية لمنظمة أصوات يهودية من أجل السلام: "إن عيد الفصح هو قصة تحررنا، وقد أُمرنا أن نرويها كل عام. نأخذ صلواتنا وطقوسنا ومشاعرنا إلى الشوارع".
وجاءت فوكس من سياتل لتنظيم الحدث في غراند أرمي بلازا، وأضافت أن عيد الفصح يحث على التفكير في "قضايا الحرية في يومنا هذا، وليس هناك ما هو أبرز مما يحدث للفلسطينيين الآن".
وحثّ المتظاهرون في هذا الحدث زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، العضو اليهودي الأعلى منصباً في الكونجرس، على رفض دعم المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وشهد الحدث مشاركة نشطاء شبان وآخرين من كبار السن، كما انضم إليهم يهود سوريون ومغاربة تحدثوا عن ذكريات مشاركة أعيادهم مع جيرانهم المسلمين في الماضي.
وخاطبت الكاتبة البارزة ناعومي كلاين الحشد وعبّرت عن تأييدها للموجة الأخيرة من احتجاجات الجامعات الأمريكية المطالبة بإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف فلسطيني.
وقالت كلاين إن الهجوم يعد إبادة جماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل، فيما وردت تقارير عن اعتقال مئات المتظاهرين الذين أغلقوا شوارع غراند أرمي بلازا في بروكلين.