ألقت السلطات الأمريكية، مساء الثلاثاء 16 أبريل/نيسان 2024، على عدد من موظفي شركة جوجل من داخل مكاتب الشركة في مدينة نيويورك، وسانيفيل بولاية كاليفورنيا، بعد تنظيم اعتصام للاحتجاج على تعاون عملاق التكنولوجيا مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
السلطات داهمت مكتبي جوجل حيث اعتصم المحتجون، واعتقلت 9 منهم، وفقاً لجين تشونغ المتحدثة باسم المحتجين، فيما أظهر مقطع فيديو عناصر الشرطة وهم يطلبون منهم أن يستديروا ويضعوا أيديهم خلف ظهورهم بعدما رفضوا إنهاء الاحتجاج، بحسب ما نقلت "واشنطن بوست".
وأدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر إلى تصعيد الخلافات داخل شركات التكنولوجيا بشأن بيع تلك الشركات الأمريكية التكنولوجيا الخاصة بها إلى إسرائيل.
جوجل تعاقب الموظفين المحتجين
بدوره، صرح المتحدث باسم جوجل بأن الشركة تعتزم التحقيق مع المحتجين واتخاذ "الإجراءات اللازمة" بحقهم، مشيراً إلى أن الشركة قررت فرض إجازة "إدارية" (قسرية) وقطع وصولهم إلى أنظمتها.
وفق "واشنطن بوست"، فقد دخل المتظاهرون المكاتب في نيويورك وكاليفورنيا، وتعهدوا بالبقاء معتصمين هناك حتى تلبي الشركة طلبهم بأن تنسحب جوجل من عقد بقيمة 1.2 مليار دولار تتقاسمه مع أمازون لتوفير الخدمات السحابية ومراكز البيانات للحكومة الإسرائيلية.
حيث عارض موظفون العرضَ المعروف باسم "نيمبوس" (Nimbus)، منذ توقيعه في عام 2021، لكن الاحتجاجات تصاعدت خلال الأشهر السبعة الماضية مع استمرار القوات الإسرائيلية في قصف قطاع غزة.
ووزع الموظفون رسائل بريد إلكتروني داخلية، كما احتجوا خارج مكاتب الشركة، ونظموا احتجاجاً خارج أحد مباني شركة جوجل في سان فرانسيسكو في ديسمبر/كانون الأول 2023، مما أدى إلى عرقلة حركة المرور في شارع مزدحم بوسط المدينة، بهدف لفت الأنظار للحرب التي يشنها الاحتلال على غزة.
وفي أوائل مارس/آذار الماضي، قامت شركة جوجل بطرد أحد العاملين بعدما وقف واحتج خلال خطاب ألقاه المدير التنفيذي لشركة جوجل في إسرائيل خلال مؤتمر في نيويورك.
احتجاج ضد تعاون جوجل مع الاحتلال
وتوقعت زيلدا مونتيس، مهندسة البرمجيات في موقع يوتيوب المملوك لشركة جوجل، والتي كانت واحدة من الموظفين المشاركين في الاعتصام، في مقابلة قبل الاحتجاج، بأنه قد يتم فصلهم أيضاً.
وقالت مونتيس: "غالباً ما يكون لدينا شرف النظر في الاتجاه الآخر وعدم الاضطرار إلى التفكير في تأثير ما نقوم به على عملنا"، مضيفة: "كنت أنتظر منذ أشهر حتى يصبح الناس في نفس وضعي ويكونوا مستعدين لوضع وظائفهم على المحك".
وقالت مونتيس، في إشارة إلى تقرير مجلة تايم: "من المؤسف أن تبيع جوجل هذه التكنولوجيا للحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وتكذب على موظفيها بشأنها".
وقال الموظفون الذين اعتصموا داخل شركة جوجل إن موظفي أمازون المشاركين كذلك في التنظيم المناهض لـ"نيمبوس" حضروا أيضاً احتجاج الثلاثاء.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، في وقت سابق، أن الموظفين الذين يعارضون العقد مع إسرائيل في حالة خلاف مع زملائهم في تل أبيب منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.