حثَّ ما يقرب من 70 مسؤولاً ودبلوماسياً وعسكرياً أمريكياً سابقاً الرئيس جو بايدن، الأربعاء 20 مارس/آذار 2024، على تحذير إسرائيل من عواقب وخيمة إذا حرمت الفلسطينيين من الحقوق المدنية والاحتياجات الأساسية ووسعت النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
حيث قالت المجموعة في رسالة مفتوحة إلى بايدن "يجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لاتخاذ إجراءات ملموسة لمناهضة" مثل هذه الممارسات "بما في ذلك فرض قيود على تقديم المساعدة (الأمريكية) (لإسرائيل)، بما يتوافق مع القانون والسياسة الأمريكية".
من بين الموقعين أكثر من عشرة سفراء سابقين، بالإضافة إلى مسؤولين متقاعدين وسابقين من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع "البنتاغون" والاستخبارات والبيت الأبيض، بما في ذلك أنتوني ليك، مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق بيل كلينتون.
استياء متزايد من موقف إدارة بايدن
وعكست الرسالة الاستياء المتزايد في الولايات المتحدة إزاء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير مناطق شاسعة من غزة، واستشهاد نحو 32 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع.
وتقول الأمم المتحدة إن سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعانون وسط شح الغذاء والماء والمأوى، كما أن نقص الغذاء في بعض المناطق يتجاوز مستويات المجاعة.
وقالت المجموعة في رسالتها إن "العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس ضرورية ومبررة"، لكنها "اتسمت بانتهاكات متكررة" للقانون الدولي، الذي يحظر القتل العشوائي واستخدام الأسلحة التي لا تسمح بالتمييز بين المسلحين والمدنيين.
وتابعت أن "عشرات الآلاف من المدنيين في غزة قتلوا، أغلبهم من النساء والأطفال… ولا يمكن تبرير عمليات قتل المدنيين بهذا الشكل وهذا الحجم".
وقالت المجموعة إنها تدعم بقوة دعوة بايدن لهدنة فورية لمدة ستة أسابيع على الأقل، وإنشاء نظام موثوق لتوصيل المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، كما دعا الموقعون جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تطبيق قواعد اشتباك تتوافق مع القانون الدولي.
"دعم إسرائيل يساعد ترامب على الفوز"
والثلاثاء 19 مارس/آذار، حذَّر أكثر من 100 مانح وناشط ديمقراطي، الرئيسَ الأمريكي جو بايدن من أن دعمه لإسرائيل "يزيد من فرص فوز الرئيس السابق دونالد ترامب"، وذلك ضمن خطاب "تحذير" عبّر عن الغضب المتنامي داخل الحزب الديمقراطي بشأن موقف الإدارة الأمريكية من الحرب على غزة.
ووقَّع على الخطاب بعض المانحين الذين قدموا مبالغ من ستة أرقام للحزب، وسط حالة من الانقسامات الشديدة بين الديمقراطيين، حيث طالب التقدميون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لحكومة بنيامين نتنياهو، بينما تجاهل بايدن حتى الآن المطالبات بتغيير سياسته، وفق ما نقلت صحيفة The Telegraph البريطانية.
وأثار الغضب المتنامي من إدارة بايدن قلق بعض الديمقراطيين، حيث حذر الموقّعون على الخطاب، الرئيسَ الأمريكي من أن الوقت يداهمه لوقف "كارثة" عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ومن بين الموقعين على الخطاب بول إيغرمان، الذي عمل في حملة إليزابيث وارن الرئاسية لعام 2020، وديفيد وإليزابيث ستينغلاس، اللذان قدما 1.4 مليون دولار لمرشحين ديمقراطيين عام 2020، منها 100 ألف دولار لحملة بايدن.
ويحذر الموقّعون بأن "هناك خطراً داهماً بأن يُهزم الرئيس بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وبسبب استياء جزء مهم من الائتلاف الديمقراطي تزيد حرب غزة من فرص فوز ترامب".