بعدما مدد الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الطفل المصاب محمود عليوات، مساء السبت، على خلفية ضلوعه في العملية التي باتت تُعرف بعملية وادي حلوة في سلوان، أسفرت العملية بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، عن إصابة مستوطنَين إسرائيليَّين، أحدهما ضابط في لواء المظليين بجيش الاحتلال، وهو في حالة خطيرة.
العملية استقطبت وسائل الإعلام المحلية والعربية، خاصة مع وقوعها بعد يوم واحد من عملية خيري علقم، يوم الجمعة، والتي قُتل فيها 8 مستوطنين إسرائيليين على الأقل، بالقرب من كنيس يهودي على أطراف القدس، وذلك بعد 24 ساعة على اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، ما أسفر عن 9 شهداء، بينهم مُسنة.
ولكن من هو هذا الطفل الذي استغل الزخم والارتباك في شارع الاحتلال الإسرائيلي لينفذ عملية خاطفة لأول مرة في سلوان منذ عقود؟
عملية وادي حلوة
يبلغ الطفل المقدسي محمود عليوات 13 عاماً فقط، وبحسب شرطة الاحتلال فإن الطفل هو منفذ عملية إطلاق النار التي وقعت صباح السبت، في منتصف شارع وادي حلوة المتاخم للمستوطنات الإسرائيلية، أو ما يُسمى بشارع "معلوت" قرب بؤرة "عير دافيد".
وقد أعلنت شرطة الاحتلال عن إصابة ضابط في جيش الاحتلال يبلغ 22 عاماً بجراح خطيرة، ووالده 47 عاماً بجراح متوسطة.
وبحسب موقع الجزيرة.نت، صرّح محامي مركز معلومات وادي حلوة في سلوان، فراس الجبريني، بأن الطفل تم نقله تحت حراسة مشددة إلى مستشفى "هداسا العيساوية" حيث خضع لعملية جراحية هناك.
وبحسب وكالة صفا، أوضح الجبريني أنه تمكن من زيارة الطفل الجريح، بعد الحصول على قرار من المحكمة، وعند زيارته أبلغه الأطباء في مستشفى "هداسا" العيسوية أنه أجريت له عملية جراحية بسبب إصابته عند إلقاء القبض عليه.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم اعتقال والديه وشقيقه وخاله والتحقيق معهم، وتمديد اعتقال والديه وشقيقه، بعد جلسة محاكمة غيابية عقدت لهم مساء السبت، وفقاً لـوكالة صفا الفلسطينية للأنباء.
وكان الاحتلال قد سارع إلى اتهام الطفل بتنفيذ العملية باستخدام مسدس، غير أن عائلة الطفل نفت ذلك، مؤكدةً أنه كان عابر سبيل في المكان أثناء وقوع إطلاق النار، وأنه من الاستحالة أن يحصل طفل في عمره على مسدس، بحسب موقع العربي.
من هو محمود عليوات؟
والطفل محمود عليوات هو شاب لم يتجاوز الـ13 عاماً من عمره، فهو من مواليد القدس المحتلة عام 2010، ويدرس في مدرسة الفرقان الإسلامية للبنين ببلدة شعفاط.
وبحسب بعض المنشورات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، تمتد عائلة الطفل إلى الأردن، وليس له أو لوالديه أي وجود على مواقع التواصل، ما تسبب بالخطأ في تداول صورة غير دقيقة له على نطاق واسع، اتضح لاحقاً أنها لطفل مغربي يحمل الاسم نفسه، بحسب موقع تحقق لدقة الأخبار والمعلومات.
ويعد هجوم يوم الجمعة من أكبر الهجمات منذ سنوات، ويأتي وسط تصاعد التوترات ردا على عملية عسكرية إسرائيلية في جنين بالضفّة الغربية المحتلّة، الخميس، أسفرت عن مقتل 9 فلسطينيين.