أثار الحزب الحاكم في أوغندا جدلاً بعد سعيه الحثيث لترشيح الرئيس يوري موسيفيني، رجل الدولة القوي منذ عام 1986 للانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك من أجل قطع الطريق على نجله الجنرال "غريب الأطوار" موهوزي كاينيروغابا، بحسب ما أفادت صحيفة The Times البريطانية.
وظهر مجموعة من الأطباء وهم يتوسلون للرئيس موسيفيني (78 عاماً) من أجل الترشح للانتخابات المقبلة في 2026، لإعادة انتخابه رئيساً؛ حيث يصر الموالون للحزب الحاكم على أنه لا يزال لديه خطط طموحة للدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
في السياق، يرى محللون أن إعلان ترشيح موسيفيني قبل 3 سنوات من الموعد المقرر للانتخابات، يهدف إلى إفشال الطموحات الرئاسية لابنه الجنرال كاينيروغابا، بحسب التايمز.
عادة ما تختار حركة المقاومة الوطنية الحاكمة مرشحها قبل ستة أشهر من الانتخابات التالية. ومع ذلك، من المرجح أنَّ مسؤولي الحزب الذين أعربوا عن مخاوف حذرة بشأن نجل موسيفيني في الأشهر الأخيرة يأملون في أنَّ إطلاق هذا الإعلان الآن سوف يحسم المناقشات الوطنية المشحونة حول الخلافة.
"جنرال تويتر"
من جانبه، ألمح كاينيروغابا، الشهير باسم "جنرال تويتر" لاستخدامه الشبكة الاجتماعية، إلى أنه يخطط لاستبدال والده، مثيراً قلق الجماعات الحقوقية.
وأشرف كاينيروغابا على حملة دموية شنّتها القوات البرية في البلاد بعد انتخابات 2020، وقارن البعض نهجه غير المحظور بنهج عيدي أمين، المستبد الأوغندي السابق.
وفي الأشهر الأخيرة، تعهد كينيروغابا "بسحق" الصحفيين الذين "يسيئون إليه"، وهدد مازحاً بغزو كينيا والاستيلاء على نيروبي العاصمة؛ مما تسبب في صداع دبلوماسي لوالده.
إذ غرّد كينيروغابا: "أنا أحب أقاربي الكينيين. دستور؟ قواعد القانون؟ لابد أنك تمزح! بالنسبة لنا هناك الثورة فقط وسوف تسمعون عنها قريباً!". أصدر موسيفيني اعتذاراً علنياً نادراً، وأقال ابنه من منصب قائد المشاة قبل ترقيته مباشرة إلى رتبة جنرال أربع نجوم.
وفي ديسمبر/كانون الأول الجاري، استهدف كينيروغابا الحزب الحاكم في أوغندا، قائلاً إنه "لا يؤمن بحركة المقاومة الوطنية" الحاكمة، التي وصفها بأنها "ربما المنظمة الأكثر رجعية في البلاد".
أضاف أنَّ شعب أوغندا يصرخ "من أجل التغيير". وأجرى هذا العام جولة في البلاد لحضور التجمعات وتنظيم الحفلات المتنوعة.
الرئيس وأولاده يحكمون البلد
يشار إلى أن زوجة موسيفيني، جانيت (74 عاماً)، تحتل منصب وزيرة التعليم الأوغندي، بينما شقيقه سليم صالح (62 عاماً)، يعمل رئيساً للأركان، وابنة موسيفيني، ناتاشا (46 عاماً)، هي سكرتيرة رئاسية خاصة.
وفي مقابلة أُجرِيَت معه مؤخراً، قال الرئيس إنَّ تصريحات نجله الجنرال المثيرة للجدل كانت "مسائل صغيرة وليست كل مسألة تحتاج إلى رد أو عقاب".
ومع ذلك، وسط شائعات بشأن الخلافة والخلاف بين أنصار موسيفيني وكينيروغابا، بدأ كبار أعضاء حركة المقاومة الوطنية في الرد علناً.
من جانبه، علّق ديفيد مافابي، أحد كبار مستشاري موسيفيني: "يجب على منشئي هذا الأذى كبح جماح هذه البلطجة التي لا معنى لها وعدم الانضباط. ما يحدث لا يفيد أي أحد. وهو بالتأكيد غير ذي صلة بالنضال الثوري من أجل تحرير شعب أوغندا".
ويشتهر الحزب بالتعامل بلا رحمة مع أي عصيان مدني، وقد غيّر الدستور مرتين للسماح لموسيفيني بالاحتفاظ بالرئاسة. ولم تشهد أوغندا انتقالاً سلمياً للسلطة منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1962.