قالت وكالة شحن إن عدد ناقلات النفط المنتظرة في البحر الأسود لعبور مضيق البسفور صوب البحر المتوسط ارتفع بواقع خمس ناقلات إلى 16 ناقلة، الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2022، وسط محادثات بين الغرب ومسؤولين أتراك بشأن إجراءات لحل مشكلة اصطفاف الناقلات في المنطقة.
وعن تلك المحادثات، أشار مسؤول في وزارة الخزانة البريطانية إلى أنها تنعقد بعد أن طبقت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي قيوداً جديدة على صادرات النفط الروسية عبر تحديد سقف أسعار لها.
والجمعة 2 ديسمبر/كانون الأول، اتفقت دول مجموعة السبع على تطبيق سعر أقصى يبلغ 60 دولاراً لبرميل النفط المنقول بحراً من روسيا، كما اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً مماثلاً، وبدأ تطبيق سقف السعر الإثنين 5 من الشهر ذاته، فيما وُصف بأنه أحدث إجراء غربي لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا.
كما اتفقت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا على منع مقدمي خدمات الشحن، مثل شركات التأمين، التعامل مع صادرات الخام الروسية ما لم تبع وفقاً لسقف سعر حددوه للخام الروسي بهدف حرمان موسكو من إيرادات النفط في وقت الحرب.
إجراءات تركية
لكن إجراء منفصلاً تطبقه تركيا منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري تسبب في تكدس الناقلات المنتظرة، إذ يُلزم السفن بتقديم دليل على التغطية التأمينية خلال مدة الانتقال في مضيق البسفور لدى التوقف في الموانئ التركية.
بدورها، قالت وكالة تريبيكا للشحن إن خمس ناقلات أخرى يزيد طولها عن 200 متر تنتظر شمالي البسفور للعبور جنوباً صوب البحر المتوسط إضافة إلى 11 ناقلة منذ اليوم السابق. وأضافت أنه ليس من المقرر عبور أيها بعد.
وأشارت الوكالة إلى أن 9 ناقلات تنتظر العبور من مضيق الدردنيل إلى الجنوب. ومن المقرر عبور ثلاث ناقلات عبر المضيق اليوم الخميس، اثنتان في الطريق من توابسي في روسيا إلى الفجيرة في الإمارات، وواحدة في الطريق من توزلا في تركيا إلى سيدي كرير في مصر.
وقال والي أديو نائب وزير الخزانة الأمريكية لنائب وزير الخارجية التركي سادات أونال في مكالمة هاتفية، الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول، إن سقف السعر ينطبق فقط على النفط الروسي ولا يستتبع بالضرورة عمليات فحص وتفتيش إضافية على السفن التي تمر عبر المياه الإقليمية التركية، وفقاً لما ذكرته وزارة الخزانة الأمريكية.
تكدّس ناقلات النفط
وذكرت تقارير عدة منذ تطبيق القرار الغربي على صادرات النفط الروسي الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول، أن ناقلات النفط بدأت تتكدس قبالة سواحل تركيا، بعدما طالبت أنقرة بإثبات جديد على وجود تغطية تأمينية كاملة لأي سفن تبحر بمضايقها.
من جانبه، أعلن الكرملين، السبت 3 ديسمبر/كانون الأول، أن روسيا "لن تقبل" السقف السعري الذي فرضه الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع على صادراتها النفطية.
حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحفيين في موسكو: "نقوم حالياً بتحليل الوضع. طبعاً تم التحضير والاستعداد لمواجهة هذا السقف". وأضاف: "لن نقبل هذا السقف، وبعد تحليل سريع سيكون هناك قرار بشأن كيفية تنظيم العمل لاحقاً".
ويسمح الاتفاق الغربي بشحن النفط الروسي إلى دول أخرى باستخدام ناقلات من دول مجموعة السبع والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وشركات التأمين والمؤسسات الائتمانية، إن كانت الشحنة مشتراة عند السقف المحدد لسعر البرميل وهو 60 دولاراً أو أقل.
في حين تهدف خطوة تحديد سقف السعر للنفط الروسي إلى إلحاق الضرر بعائدات موسكو من صادرات ومبيعات النفط الخام مع اقتراب دخول الحرب الروسية ضد أوكرانيا عاماً جديداً.
بموجب الاتفاق، يُحدد سقف سعر النفط الروسي عند مستوى أقل بـ5% على الأقل من سعر السوق للنفط الخام، وستحظر دول مجموعة السبع شركات الشحن الخاصة بها من تسهيل شحنات النفط الروسية إذا تم بيعها بأكثر من 60 دولاراً للبرميل.