قد يكون أشهرها الأسطول الخامس، ومع ذلك يجهل الكثير من الناس أهمية الأساطيل الأمريكية ودورها، حيث تتخذ عدة مراكز مهمة حول العالم بشكل يجعل أبرز المناطق الدولية ضمن نطاق السيطرة "وقت الحاجة".
تاريخ بداية الأساطيل الأمريكية
في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 2003، أصبحت قيادة المنشآت البحرية الأمريكية (CNIC) مسؤولة عن إدارة منشآت الأساطيل البحرية في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن تاريخ مشروع الأسطول البحري لأمريكا يعود إلى 179 عاماً.
كان مكتب الشواطئ والأحواض البحرية أول مؤسسة ساحلية منظمة للبحرية، وأشرف على المنشآت من 31 أغسطس 1842 إلى 5 مارس 1966. وبغض النظر عن اسمها، فقد تولت تلك المؤسسة مسؤولية إصلاح وصيانة وتحديث المنشآت البحرية، وتقديم الخدمات اللازمة لقوات العمليات البحرية.
تأسست مؤسسة الشواطئ أو "Shore Enterprise" بالتزامن مع تحول البحرية الأمريكية من السفن الخشبية إلى السفن الحربية ذات الهيكل الحديدي والمحركات البخارية، التي تعمل بالفحم في منتصف القرن التاسع عشر.
وقد تطلب الأسطول المتقدم تقنياً بنية تحتية أكثر تعقيداً لإمداد القوات البحرية الأمريكية خلال النزاعات، بدءاً من الحرب الإسبانية الأمريكية عام 1898.
كانت قاعدة كي ويست البحرية، التي تقع على بُعد 105 أميال شمال هافانا في كوبا، من الأصول الاستراتيجية للولايات المتحدة التي أصبحت نقطة انطلاق بدأت منها القوات البحرية ومشاة البحرية للاستيلاء على خليج غوانتانامو، حيث أنشأت البحرية بعد ذلك أسطولاً بحرياً آمناً لتزويد السفن بالفحم والصيانة وإعادة الإمداد.
في بداية القرن العشرين، تولت مؤسسة الشواطئ مسؤولية تخطيط وتدشين الأسطول، إلى أن جاءت الحاجة الملحة لتوسيع ساحلي استثنائي لدعم قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.
خلال الحرب العالمية الأولى وحدها، أنفقت البحرية الأمريكية 347 مليون دولار على مشاريع الأشغال العامة، ومن بين النفقات بناء مرافق طيران في فرنسا وإنجلترا وأيرلندا؛ ومرافق لتخزين النفط وأبراج الاتصالات ومنشآت تدريب ومستشفيات للطوارئ في مشاريع مبدأية لها مهام الأساطيل الأمريكية.
عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية بعد الهجوم الياباني المفاجئ على بيرل هاربور، شرعت البحرية في حملة بناء بقيمة 9 مليارات دولار (150 مليار دولار في عام 2021). بدأ التوسع الساحلي داخل الولايات المتحدة القارية، وانتقل بسرعة حتى أوروبا وإفريقيا وآسيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية والجزر في البحر الكاريبي وشمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
تغيير جذري بعد تدمير برجي التجارة العالميين
بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي تبنتها طالبان، أطلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية الحرية الدائمة Enduring Freedom، مستهدفة تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن وقوات طالبان التي تؤويهم في أفغانستان.
حينها قررت وكالة الأمن القومي المتمركزة في البحرين الإشراف على العمليات البحرية من خلال العمل كمركز قيادة لتطوير الاستراتيجية وتحليل المعلومات الاستخباراتية، مع تطوير ميناء آمن للسفن للتزود بالوقود وإعادة التسليح هناك، فضلاً عن ضمان أمن السفن والطائرات الأمريكية في المنطقة.
ومن خلال الاعتماد على قاعدة بحرية طويلة الأمد لها في عمان وإقليم دييغوغارسيا البريطاني في المحيط الهندي، أصبح الأسطول في تلك المنطقة مركزاً جوياً حيوياً، وميناءً لسفن نقل الإمدادات وقاعدة انطلاق ومركزاً للتزود بالوقود في الأجواء من ناقلات القوات الجوية وسلاح الجو الملكي، والتي كانت بدورها متمركزة خارج عمان، الكويت والإمارات العربية المتحدة.
بعد سنوات من التحليل والتقييم، قرر رئيس العمليات البحرية آنذاك الأدميرال، فيرن كلارك، إعادة تنظيم وظائف وموارد مؤسسة الشواطئ، التي كانت منتشرة سابقاً عبر أوامر متعددة في مختلف أنحاء العالم، تحت اسم Echelon II.
نتيجة لذلك، في 1 أكتوبر/تشرين الأول عام 2003، تم إقرار مفهوم الأساطيل الأمريكية بشكل مستقل في كيان يتكون من 10 أساطيل في مناطق متفرقة، علاوة على 70 مقراً ومنشأة عسكرية، فيما يُشبه قبضة واسعة النطاق على أنحاء العالم.
أما بالنسبة للأساطيل الأمريكية الأبرز ومهامها في وقتنا المعاصر، فهي كالتالي:
الأسطول الأمريكي الخامس في المنامة
تتمثل مهمة وكالة الأمن القومي أو المعروفة بالأسطول الخامس في العاصمة البحرينية المنامة، في توفير الدعم التشغيلي للقوات الأمريكية وقوات التحالف العاملة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، إضافة لمسؤولية القيادة المركزية الأمريكية.
ويُعد الأسطول في البحرين أحد أهم الأساطيل الأمريكية، وهو موطن لنحو 8500 من الأفراد العسكريين والموظفين المدنيين في وزارة الدفاع المعينين، فضلاً عن القوات المشتركة وقوات التحالف.
الأسطول السادس في نابولي الإيطالية
يقع هذا الأسطول الأمريكي في نابولي بجنوب إيطاليا، وهو مسؤول عن
متابعة مناطق في البحر المتوسط وأوروبا وإفريقيا.
علاوة على الأسطول، فإن إيطاليا تضم كذلك قاعدة سيغونيلا الجوية البحرية التي تقع في شرق صقلية، وهي أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط.
تتمثل المهمة الأساسية للقاعدة في توفير الدعم التشغيلي والقيادة والسيطرة الموحدة والإدارية واللوجستية لقوات الولايات المتحدة وقوات الناتو الأخرى.
الأسطول الأمريكي في خليج غوانتانامو
قاعدة المحطة البحرية بخليج غوانتانامو تقع في خليج غوانتانامو البحري جنوب شرق كوبا، ويُعد أحد الخطوط الأمامية للمعركة من أجل ضمان أمريكا للأمن الإقليمي والحماية من تهريب المخدرات والإرهاب وصد الهاربين عبر المياه الإقليمية.
وتُستخدم تلك القاعدة ضمن الأساطيل الأمريكية قدرة سفن البحرية الأمريكية وخفر السواحل على العمل في منطقة عمليات البحر الكاريبي.
الأسطول الأمريكي في جمهورية كوريا
هذا الأسطول تحديداً يُعد قائداً لمراكز أنشطة الأساطيل الأمريكية في منطقة تشينهاي التي تغطي ما يقرب من 90 فداناً في كوريا الجنوبية، وهو يقع بجوار القاعدة البحرية للجمهورية.
تتمثل المهمة الأساسية للأسطول الأمريكي بكوريا الحفاظ على المرافق وتشغيلها، وتوفير الخدمات والمواد لدعم وحدات القوات العاملة التابعة للبحرية الأمريكية.