قضت محكمة هولندية، الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بالسجن مدى الحياة على 3 أشخاص، اثنان منهم روسيّان والثالث أوكراني، وذلك بعد إدانتهم بإسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق أوكرانيا عام 2014.
المحكمة الهولندية خلصت إلى أن الروسيّين سيرغي دوبينسكي وإيغور غيركين، والأوكراني ليونيد خارشينكو، "مدانون" بالضلوع في الحادث الذي أدى إلى مقتل 298 مدنياً، فيما تمت تبرئة شخص رابع وهو الروسيّ أوليغ بولاتوف، من جميع التهم الموجهة إليه.
في الوقت ذاته، قضت المحكمة بتغريم المدانين الثلاثة بأكثر من 16 مليون يورو (16.5 مليون دولار) تعويضاً لأقارب الضحايا.
الحكم غيابياً
يشار إلى أن الحكم على المدانين الثلاثة تم "غيابياً" بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل والتسبب في تحطم طائرة. إلا أن الثلاثة لا يزالون أحراراً، ورفضوا حضور المحاكمة التي استمرت عامين ونصف العام في هولندا وأعقبت تحقيقاً دولياً، وفق "فرانس 24".
ونقلت عن رئيس المحكمة هندريك ستينهاويس، قوله إن "المحكمة تفرض عقوبة السجن مدى الحياة" على الروسيين إيغور غيركين وسيرغي دوبينسكي والأوكراني ليونيد خارتشينكو، الذين أدينوا بالقتل ولعبوا دوراً في تدمير الطائرة.
كانت الطائرة الماليزية- وهي من طراز بوينغ 777- تحطمت في 17 يوليو/تموز 2014، خلال قيامها برحلة من العاصمة الهولندية، أمستردام، إلى العاصمة الماليزية، كوالالمبور، وعلى متنها (283) راكباً، إضافة إلى طاقمها المؤلف من (15) شخصاً في منطقة كانت تشهد اشتباكات بين الانفصاليين والجيش شرقي أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها.
وتقول الدول الغربية وأوكرانيا إن الطائرة "أسقطها الانفصاليون الموالون لروسيا" شرقي أوكرانيا، فيما ترفض موسكو الادعاءات وتقول إنها "أُسقطت من مناطق خاضعة لسيطرة كييف".
فريق تحقيق دولي
وعقب سقوط الطائرة، تشكَّل فريق تحقيق دولي ضمّ خبراء من هولندا وأستراليا وأوكرانيا وماليزيا وبلجيكا.
وأعلن الفريق الدولي أكثر من مرة، أن الصاروخ الذي تسبب في سقوط الطائرة الماليزية، روسي من طراز "بوك"، ويشبه الصواريخ الروسية التي تمّ نقلها من الداخل الروسي إلى الأراضي الأوكرانية قبل حادثة إسقاط الطائرة الماليزية بشهر.
في السياق، اعتمد الادعاء خلال المحاكمة في هولندا على "كثافة" سجلات المكالمات الهاتفية وبيانات الاتصالات التي يُقال إنها أكدت وجود المشتبه بهم قرب موقع إطلاق الصاروخ أو في مراكز اتخاذ القرار.
كذلك، استخدم الادعاء شهاداتٍ من ضمنها شهادة انفصالي سابق انهار خلال وصفه موقع التحطم، حيث رأى "ألعاباً للأطفال مبعثرة"، إضافة إلى أدلة فيديو وصور عن تحركات الصاروخ.
كما تم الاستشهاد بمواد الطب الشرعي، وضمنها شظايا تم العثور عليها في أجساد ضحايا، لإثبات استخدام صاروخ بوك لإسقاط الطائرة.