أقرّ رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة يفغيني بريغوزين، والمشهور بلقب "طباخ" الرئيس فلاديمير بوتين، بأن مجموعته تجنّد سجناء روساً مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" والتهاب الكبد الوبائي، وفق بيان عبر البريد الإلكتروني أرسله لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، حسبما نقلت الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
طباخ بوتين قال إنه يفحص بعناية كل من أرسله للقتال إلى جبهات المعارك في أوكرانيا، وفقاً للمعايير الحالية، مشيراً إلى عدم وجود نص في التشريعات الروسية بشأن مرضى التهاب الكبد الوبائي (سي) أو فيروس نقص المناعة البشرية.
عصابات معصم ملونة تميز المرضى
كانت الاستخبارات الأوكرانية نشرت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، صورة تُظهر ذراع رجل مع عصابات معصم ملونة مختلفة تدل على الأمراض التي كان يعاني منها. حسب "سي إن إن".
وذكر بريغوزين، في رسالته عبر البريد الإلكتروني: "لا أرى أي شيء غير أخلاقي إذا كان الجنود المصابون بالتهاب الكبد الوبائي (سي) والإيدز سيقتلون جنوداً آخرين دون معرفة ما إذا كانوا حاملين لأي فيروسات خلال حياتهم".
في الوقت ذاته، نقلت الشبكة عن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، نك روبرتسون، قوله إن الروس "وضعوا عليهم بعض الأساور باللون الأزرق أو الأبيض أو الأحمر.. كل لون يدل على مرض السل أو التهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشرية".
كما أشار إلى أن "الأمر يحدث على نطاق واسع.. معظم الذين تم أسرهم أو جثثهم التي تم العثور عليها في ساحة المعركة كانت لديهم عصابات المعصم هذه".
اعتراف بريغوجين
يشار إلى أن بريغوجين، وهو رجل أعمال مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعترف في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، بأنه أسس "مجموعة فاغنز" شبه العسكرية للقتال في أوكرانيا، قائلاً إنها منتشرة أيضاً في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
كان ذلك أول إقرار من بريغوجين المُلقب بـ"طباخ بوتين"، بأنه وراء تأسيس مجموعة المرتزقة التي قاتلت في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك بلدان عربية.
جاء ذلك في منشور كتبه بريغوجين على حسابات شركته "كونكورد" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأكد أنه أسس هذه المجموعة لإرسال مقاتلين مؤهلين إلى منطقة دونباس الأوكرانية في 2014.
أضاف بريغوجين في بيان: "منذ تلك اللحظة في الأول من مايو/أيار 2014 ولدت مجموعة وطنيين اتخذت اسم مجموعة كتيبة فاغنر التكتيكية"، وتابع: "الآن إليكم اعترافاً.. هؤلاء الرجال الأبطال دافعوا عن الشعب السوري وشعوب عربية أخرى والأفارقة والأمريكيين اللاتينيين المعدومين، لقد أصبحوا إحدى ركائز أمتنا".
مرتزقة فاغنر
كان مرتزقة فاغنر قد قاتلوا في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد ضد معارضيه، إضافة إلى مساندتهم للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، وتواجه "فاغنر" اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة في البلدين العربيين.
محققون في الأمم المتحدة قالوا في أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن "فاغنر" أطلقت النار على سجناء، كما زرعت ألغاماً قرب مبان مدنية في مناطق انسحبت منها ميليشيا حفتر.
أيضاً في مارس/آذار 2021، أعلنت ثلاث منظمات غير حكومية، أنها قدمت شكوى في روسيا ضد مرتزقة "فاغنر"، في قضية قتل سوري في عام 2017 بوحشية كبيرة.
تُشير تقديرات إلى أن "فاغنر" لديها ما يصل إلى 2000 من المرتزقة في ليبيا، ونشرت كذلك مرتزقة بسوريا وفنزويلا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى. من جانبها، تنفي موسكو باستمرار أن يكون لـ"فاغنر" أي صلة بالدولة.