وجّهت بريطانيا دعوات خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائت لحضور مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية؛ حيث من المتوقع أن يحضرها حوالي 500 شخصية عالمية، ما بين رئيس دولة ومسؤولين كبار.
ووفق موقع BBC، فقد طُلب من غالبية القادة المدعوين الحضور على متن رحلاتٍ تجارية، وليس طائراتٍ خاصة، وقيل لهم إنهم سيُنقلون بالحافلات -بشكلٍ جماعي- من أحد المواقع في غرب لندن.
كما أشارت بعض المصادر إلى أن لندن طلبت اختصار البعثات التي ستحضر جنازة الملكة إليزابيث قدر الإمكان، ما يعني حضور "رئيس الدولة مع ضيفٍ واحد، بالنسبة لمعظم البلدان".
3 دولٍ غير مدعوّة إلى جنازة الملكة إليزابيث!
الجنازة، التي ستُقام مراسمها في كنيسة دير وستمنستر الإثنين المقبل 19 سبتمبر/أيلول 2022، لن يُشارك فيها قادة 3 دولٍ، رفضت لندن دعوتهم.
فقد كشف موقع Yahoo News أنه "لم يتم إرسال الدعوات إلى قادة روسيا، التي تواصل هجومها على أوكرانيا". وكذلك، فإن بيلاروسيا، التي دعمت جارتها في الغزو، ليست مدعوة هي الأخرى؛ إضافةً إلى ميانمار؛ "حيث استولى الجيش على السلطة في انقلاب العام الماضي".
متحدثٌ باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الأسبوع الماضي، مُستبقاً عدم دعوته، إن "بوتين لا يفكر" في حضور جنازة الملكة إليزابيث.
كانت العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا وروسيا انهارت تقريباً منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا. كما تأثرت علاقة بريطانيا ببيلاروسيا، حين انطلق الهجوم الروسي في فبراير/شباط 2022 من أراضي بيلاروسيا، التي يُعدّ رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، حليفاً وثيقاً للرئيس بوتين.
وكانت بريطانيا قد قلّصت وجودها الدبلوماسي بشكلٍ كبير في ميانمار، منذ الانقلاب العسكري في البلاد في فبراير/شباط 2021.
من هم القادة الذين سيحضرون جنازة الملكة إليزابيث؟
تمّت دعوة رؤساء الدول، ورؤساء الوزراء، وأفراد العائلة المالكة الأوروبيين، إضافةً إلى الشخصيات الرئيسية من الحياة العامة للتجمّع داخل كنيسة وستمنستر، خلال إجراءات دفن الملكة، في الحدث الذي يُمكن أن يستضيف أكثر من 2000 شخص.
ويمثل هذا الحدث تحدياً لوجستياً ودبلوماسياً وأمنياً ضخماً للعائلة المالكة والحكومة البريطانية. فقد قال مصدرٌ في الحكومة إن "هذا أكبر حدثٍ دولي استضفناه منذ عقود".
لم تُنشر حتى الساعة قائمة الضيوف المشاركين في الجنازة، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان من بين أول الذين أعلنوا الحضور مع زوجته جيل.
ومن المتوقع أن يتواجد قادة معظم دول الكومنولث أيضاً، على رأسها نيوزلندا؛ حيث أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن أنها ستقوم بالرحلة -التي تستغرق 24 ساعة تقريباً- مع وفدٍ من 5 آخرين. وقد أكد نظيراها الكندي والأسترالي، جاستن ترودو وأنتوني ألبانيز، حضورهما.
ومن بين الرؤساء الحاضرين: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والألماني فرانك والتر شتاينماير، والإيطالي سيرغيو ماتاريلا، والتركي رجب طيب إردوغان، والبرازيلي جاير بولسونارو، إلى جانب أورسولا فون دير لاين من المفوضية الأوروبية.
ومن المقرر أن يحضر الملك فيليب، ملك إسبانيا، وزوجته الملكة ليتيزيا. كما سيسافر إمبراطور اليابان ناروهيتو إلى لندن، في أول رحلةٍ خارجية له منذ توليه العرش في العام 2019.
من غير المعروف حتى الآن ما إذا تم توجيه دعوة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهل سيقبلها أم لا؛ في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الصيني هذا الأسبوع بزيارة إلى كازاخستان وأوزبكستان، وهي المرة الأولى التي يغادر فيها الصين منذ بداية جائحة كوفيد-19.
لكن الأكيد أن لندن وجّهت دعوةً إلى الهند، لكن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لم يؤكد حتى اللحظة قبول الدعوة وحضور جنازة الملكة.
وتتوقع لندن استقطاب حشودٍ غفيرة خلال جنازة الملكة إليزابيث الثانية؛ مما أدى إلى حجز جميع الغرف في الفنادق تقريباً، بينما حذّر المسؤولون في وسائل النقل من توقع ازدحامٍ قوي.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن الإثنين المقبل سيكون يوم عطلة رسمية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وهو قرار حكومي وافق عليه الملك تشارلز الثالث، بعد وفاة والدته الأسبوع الماضي عن 96 عاماً.