دأبت روسيا في الشهور القليلة الماضية، على تخفيض أسعار النفط بالهند ليصبح أرخص من أسعار نظيره السعودي، وذلك في معركة شرسة في واحدة من أكبر مستوردي النفط الخام بالعالم، حسب وكالة Bloomberg الأمريكية.
وتمهد الخطوة لموسكو أن توسع حصتها في السوق الهندي الذي يشتري ما يصل إلى 85% من حاجته النفطية، في وقت تعاني فيه من العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حربها على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
ثاني أكبر مورد نفطي للهند
خلال الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران الماضيين؛ كانت البراميل الروسية أرخص من الخام السعودي، مع اتساع الخَصم إلى ما يقرب من 19 دولاراً للبرميل في مايو/أيار، وفقاً لحسابات بلومبرغ المستندة إلى بيانات الحكومة الهندية.
من الملاحظ أن روسيا تجاوزت المملكة لتحل في المرتبة الثانية ضمن أكبر مورد نفطي للهند خلال يونيو/حزيران الماضي، بينما حل العراق في المرتبة الأولى.
في الوقت الذي تجنبت فيه الغالبية شراء النفط من روسيا بعد هجومها أوكرانيا، أصبحت الهند والصين مستهلكَين راغبين للخام الروسي.
وبما أن الهند تستورد 85% من احتياجاتها النفطية؛ فإن الإمدادات الرخيصة توفر لها بعض الراحة الاقتصادية بينما تواجه البلاد ارتفاعاً في معدلات التضخم وفجوة تجارية قياسية.
وتضخمت فاتورة واردات النفط الخام في الهند إلى 47.5 مليار دولار في الربع الثاني من العام الجاري، وذلك بعد ارتفاع الأسعار العالمية الذي تزامن مع انتعاش الطلب على الوقود، وفقاً لبيانات حكومية.
النفط الروسي لا يزال أرخص
وقالت فاندانا هاري، مؤسسة Vanda Insights لمعلومات أسواق الطاقة في سنغافورة: "ستحاول المصافي الهندية الحصول على أرخص أنواع النفط الخام الممكنة التي تعمل مع مصافيها وتكوينات المنتجات".
وأضافت: "والنفط الخام الروسي يناسب هذه الفاتورة في الوقت الحالي. والسعوديون والعراقيون لا يخسرون بالكامل، لأنهم يوجهون مزيداً من الإمدادات إلى أوروبا".
بينما تقلّص هامش الخَصم بين النفط الروسي والخام السعودي في يونيو/حزيران، كانت البراميل لا تزال أرخص بنحو 13 دولاراً، بمتوسط 102 دولار.
ويُقارَن ذلك بفرق سعر يزيد قليلاً على 13 دولاراً في مارس/آذار الماضي، على الرغم من أنَّ معظم المعروض الشهري للهند كان ثابتاً عند مستوى ما قبل الحرب الروسية في أواخر فبراير/شباط. وكانت المملكة ثاني أكبر مورد للهند في عام 2021، وروسيا تاسع أكبر مورد.
كان العراق أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند وحافظ على هذه المكانة هذا العام حتى يونيو/حزيران. بينما كان النفط من الدولة العضو في "أوبك" أعلى بنحو 9 دولارات للبرميل من النفط الروسي في مايو/أيار، لكن انخفض سعره في جميع الأشهر الأخرى. وزادت واردات الهند من روسيا عشرة أضعاف منذ مارس/آذار.