تباهى مسؤولون روس بأنَّ الأثاث الذي يصنعه المعتقلون داخل السجون سيحل محل متاجر "أيكيا"، التي علَّقت عمل فروعها في روسيا، ضمن موجة عقوبات غربية استهدفت موسكو منذ الهجوم على أوكرانيا، بحسب ما قالته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 28 يوليو/تموز 2022.
كانت أيكيا قد وظَّفت حوالي 15000 شخص في روسيا- التي تمثل عاشر أكبر سوق لها- قبل الحرب في أوكرانيا، لكنها الآن تعمل على تقليص عملياتها وبيع مخزونها المتبقي، بعد تعليق العمل في مارس/آذار 2022.
ووقّع نحو 30 سجناً من سبع مناطق عقوداً لتصنيع الأثاث، بقيمة 3.5 مليون روبل (57.5 ألف دولار أمريكي)، في معرض عمل للسجون مؤخراً، وفقاً لصحيفة Oblastnaya Gazeta في مدينة يكاترينبورغ في منطقة جبال الأورال.
جودة أفضل وتكاليف أقل
منذ بداية العام، وقّعت مستعمرات السجون في منطقة الأورال وحدها عقوداً على مستوى البلديات والولاية، بقيمة 600 مليون روبل (9.8 مليون دولار أمريكي). ويزعم مسؤولو السجون أنَّ هذه المنتجات تتفوق على أيكيا من حيث التكلفة والجودة.
حيث قال إيفان شاركوف، رئيس العمل في سجن منطقة سفيردلوفسك في جبال الأورال، لصحيفة Oblastnaya Gazeta: "مستعمرات السجون لدينا أكثر من قادرة على استبدال أيكيا، إذا قارنتهما فستجد أنَّ جودة أثاثنا أعلى، وأسعارها أقل".
ووفقاً لخدمة السجون الإقليمية، يُورَّد معظم الأثاث المُنتَج في مستعمرات السجون هذه إلى عملاء الحكومة والشركات المملوكة للدولة، وليس من الواضح كم يُدفَع للسجناء مقابل عملهم.
تكثف روسيا جهودها لاستبدال البضائع من الخارج منذ حربها في أوكرانيا، بعدما انسحبت مئات العلامات التجارية الغربية الكبرى من البلاد، وانخفضت الواردات إلى أدنى مستوى لها في عقدين، وآخرها أيكيا.
في فبراير/شباط، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بناء مراكز عمل إصلاحية جديدة لاستيعاب 100 ألف محكوم بحلول عام 2024.
ويشتهر نظام السجون في روسيا بالانتهاكات والظروف القاسية، وقد أعرب نشطاء حقوقيون عن قلقهم من أنَّ اعتماد روسيا المتزايد على العمل في السجون يحمل بقايا الماضي السوفييتي.
في العام الماضي، قال ألكسندر كلاشنيكوف، الذي كان آنذاك رئيس السجون: "لن يكون هذا معسكراً للغولاج (معسكرات الاعتقال السوفييتية)، بل ستكون هذه ظروفاً جديدة تماماً ولائقة؛ لأنَّ الشخص سيبقى في عنبر للعمال أو يستأجر شقة… ويتلقى راتباً لائقاً".