قال مسؤولون أوكرانيون إن مجموعة من الجنود الروس ماتوا وأصاب الإعياء آخرين منهم بعد أن تناولوا طعاماً وشراباً مسموماً أخذوه من مدنيين أوكرانيين في منطقة خاركيف، بحسب ما نشره موقع Business Insider الأمريكي، السبت 2 أبريل/نيسان 2022.
إذ أكدت المديرية العامة للاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية في منشور على موقع "فيسبوك" أن الجنود الروس ينتمون إلى فرقة المشاة الآلية الثالثة الروسية.
فيما أشار المنشور إلى أن جنديين روسيين قُتِلا ونُقِل 28 جندياً إلى العناية المركزة بعد تناولهم قطع كعك مسمومة في مدينة إزيوم الأوكرانية، مؤكداً أن 500 جندي روسي آخر نُقِلوا إلى المستشفيات بسبب ما وصفه بـ"التسمم الكحولي".
كما أكد المنشور أن المدنيين الأوكرانيين يقاومون القوات الروسية بكل وسيلة متاحة لديهم، دون مزيد من التفاصيل.
"خسائر غير قتالية"
في حين ذكر المسؤولون الأوكرانيون أن الحكومة الروسية لا تحصي هؤلاء الضحايا من هذا النوع بدعوى أنهم "خسائر غير قتالية".
بينما لم يتمكن موقع Insider من التحقق بطرق مستقلة من الأخبار الواردة عن واقعة التسمم.
يشار إلى أن قصصاً مختلفة تواترت عن مقاومة المدنيين الأوكرانيين للقوات الروسية، وحتى قبل بدء الغزو، أخذ مدنيون أوكرانيون عاديون يتدربون على القتال ويتعلمون إعداد زجاجات المولوتوف.
في غضون ذلك، التقطت الكاميرات مقاطع فيديو يظهر فيها أوكرانيون يوقفون تقدم دبابات روسية ويتصدون لها. وقالت سيدة مسنة تعيش في العاصمة كييف الشهر الماضي إنها طردت طائرة مسيَّرة مشبوهة بإلقاء جرة طماطم مخللة عليها.
وتقع إزيوم في منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا، وقد شهدت خاركيف بعضاً من أشد المعارك عنفاً في أوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها ضد جارتها أوكرانيا.
حرب متواصلة
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
شروط موسكو
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أدت حتى الآن إلى نزوح أكثر من ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة، منهم نحو 3.8 مليون فروا إلى الخارج، نصفهم من الأطفال.
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".