بايدن يرغب في بيع الـ”إف-35″ للإمارات رغم تهديدها بـ”الانسحاب”.. واشنطن تضع شروطاً “قاسية” للتفاوض

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/16 الساعة 19:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/16 الساعة 19:17 بتوقيت غرينتش
طائرات إف-35 وهي تفتح حاويات أسلحتها الداخلية/ رويترز

كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن إدارة الرئيس جو بايدن ترغب في إتمام صفقة بيع مقاتلات "إف-35" إلى الإمارات.

قالت الوزارة في تصريحات نقلتها قناة "الحرة" الأمريكية (رسمية)، إن واشنطن "منفتحة على الحوار في هذا الشأن". غير أنها في المقابل شددت على أن شروط ومتطلبات واشنطن المتعلقة ببيع الأسلحة لأي جهة خارجية "غير قابلة للتفاوض".

مخاوف أمريكية بسبب صفقة "إف 35"

وزارة الدفاع قالت أيضاً: "لدى واشنطن مخاوف بشأن نقل التكنولوجيا الأمريكية الحديثة إلى دول لا تلتزم بقواعد النظام الدولي".

جاءت تصريحات الوزارة الأمريكية عقب إعلان الإمارات، الثلاثاء، أنها أبلغت الولايات المتحدة تعليق المناقشات المرتبطة بصفقة شراء مقاتلات "إف-35".

أرجع البيان قرار تعليق الصفقة في الوقت الحالي، إلى "إعادة تقييم المتطلبات الاستراتيجية وتكاليف وفوائد هذه المقاتلات".

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكرت، الإثنين، أن الإمارات تهدد بالانسحاب من الصفقة الكبيرة المحتملة مع الولايات المتحدة والتي تشمل طائرات "إف-35".

نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "الحليف الخليجي اشتكى من أن الاشتراطات الأمنية التي وضعتها الولايات المتحدة لحماية الأسلحة عالية التقنية من التجسس الصيني مُرهقة للغاية، والسيادة الوطنية للبلاد ستكون في خطر".

دور الصين في الإمارات

ترفض الولايات المتحدة الإفصاح عما إذا كانت الهواجس الأمريكية بشأن الصفقة تتعلق بدور الصين في الإمارات، لكنه أضاف أن الشروط المتعلقة بكل صفقة عسكرية قد تكون مختلفة وفقاً للظروف.

كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد تعهد بتشديد الرقابة على مبيعات المقاتلات فائقة التطور، بعدما تقررت صفقة الشراء وقيمتها 23 مليار دولار في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في تطور اعتبر بمثابة مكافأة للدول الخليجية لاعترافها بإسرائيل.

في السياق، قال مسؤول إماراتي في تقرير نشرته وكالة فرانس برس، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول، إن "الإمارات العربية المتحدة أبلغت الولايات المتحدة أنها ستعلق محادثات الاستحصال على مقاتلات إف-35″، مشيراً إلى أن "متطلبات تقنية، وقيوداً تشغيلية سيادية وتحليلات جدوى التكاليف أدت إلى قرار إعادة النظر".

جاء الإعلان بعد أيام على موافقة الإمارات على شراء 80 مقاتلة رافال من فرنسا، في صفقة بقيمة 14 مليار يورو (15.8 مليار دولار) خلال زيارة أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤشر على وجود بدائل لدى الإمارات الغنية بالنفط. 

إلا أن المصدر نفسه شدد على أن الولايات المتحدة "تبقى المزود المفضل للإمارات العربية المتحدة" بالمعدات المتطورة. وعلى الرغم من تعليق المحادثات في إطار الصفقة، سيزور وفد إماراتي واشنطن؛ لإجراء محادثاتٍ هذا الأسبوع.

من جانبه، أعرب متحدث باسم الخارجية الأمريكية عن أمله في أن يتمكن الجانبان من "حل أي مسائل عالقة". وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، إن مناقشة المتطلبات أمر اعتيادي قبل نقل التكنولوجيا، مضيفاً: "متطلبات المستخدم النهائي وحماية معدات الدفاع الأمريكية ذات طابع عالمي، وهي غير قابلة للتفاوض وليست خاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة".

وقف الصفقة الأمريكية 

في المقابل سعى أعضاء ديمقراطيون بالكونغرس إلى وقف الصفقة، مبررين موقفهم بمشاركة الإمارات في "الحملة العسكرية الدموية" التي تقودها السعودية في اليمن، ودعم أبوظبي للمشير خليفة حفتر في ليبيا. ويبدي المشرعون الأمريكيون تخوفاً متزايداً إزاء الشراكة بين الصين والإمارات، حليفة واشنطن، وضمن ذلك أعمال يتم إنجازها في ميناء قرب العاصمة أبوظبي.

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من أفاد بوصول المحادثات إلى مأزق، مشيرة إلى أن واشنطن تصر على شروط لضمان عدم تعرض أنظمة المقاتلة إف-35 لتجسس صيني. تمتلك هذه المقاتلة قدرات هائلة تُمكنها من الالتفاف على أجهزة الرادار وجمع معلومات استخباراتية وضرب العدو في عمق أراضيه والانخراط في اشتباكات جوية.

كانت إسرائيل اعترضت على استحصال الإمارات على مقاتلات إف-35؛ حماية لتفوقها الإقليمي، لكنها عادت وأعطت موافقتها على الصفقة بعدما اعترفت أبوظبي بالدولة العبرية في عام 2020.

تتشارك الدولة العبرية والإمارات الهواجس بشأن إيران، لكن على الرغم من ذلك زار مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، طهران تلبية لدعوة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني. والزيارة هي الأولى منذ قطع العلاقات الإيرانية السعودية في 2016، بعد إعدام الرياض معارضاً شيعياً نافذاً. وقد أعرب مسؤولون إيرانيون عن أملهم في أن تسهم الزيارة في فتح صفحة جديدة مع الدولة الخليجية.

تحميل المزيد