اضطر الآلاف للهروب من منازلهم في جنوبي هولندا، الجمعة 16 يوليو/تموز 2021، بعدما اخترقت المياه الآخذة في الارتفاع أحد السدود واجتاحت عدداً من المدن.
إذ أعلن رئيس الوزراء، مارك روته، حالة الكارثة الوطنية في إقليم ليمبورغ بالجنوب، والذي يقع بين منطقتين تضررتا بشدة من الفيضانات في غربي ألمانيا وبلجيكا.
إخلاء مناطق كبيرة
في المقابل استعدت السلطات لإخلاء مناطق كبيرة من مدينة فينلو يوم الجمعة، وطلبت من سكان بلدة ميرسين الأصغر مغادرة منازلهم.
جدير بالذكر أن معظم أراضي هولندا دون مستوى سطح البحر، وتعتمد على شبكة معقدة من السدود القديمة والحواجز الخرسانية الحديثة في الحماية من مياه البحر والأنهار.
في حين تمكن الجيش لاحقاً من تدعيم السد القريب من ميرسين، وفق ما ذكرته هيئة أمنية إقليمية لإذاعة (إل1)، لكن أمر الإخلاء لا يزال سارياً.
في سياق متصل نشرت السلطات مئات من رجال الإطفاء والجنود؛ للمساعدة في تعزيز عديد من السدود وإجلاء السكان.
أما في فالكنبورغ القريبة من الحدود البلجيكية والألمانية، فاجتاحت مياه الفيضانات وسط البلدة؛ مما أدى إلى إخلاء عديد من دور رعاية المسنين وتسبَّب في تدمير جسر واحد على الأقل.
مصرع العشرات بسبب الفيضانات
يأتي هروب الآلاف في هولندا بسبب الفيضانات، في الوقت الذي لقي فيه 42 فرداً على الأقل بألمانيا حتفهم، وفُقد العشرات يوم الخميس إثر أمطار قياسية في غربي أوروبا أسفرت عن فيضان الأنهار لتجتاح المنازل وتغمر الأقبية.
حيث قالت الشرطة إن 18 لقوا حتفهم، فيما اعتُبر عشرات آخرون في عداد المفقودين بمنطقة آرفيلر، التي تشتهر بزراعة العنب بولاية راينلاند بالاتينات بعد أن فاض نهر آر الذي يصب في نهر الراين على ضفتيه ودمر ستة منازل.
كما قالت السلطات إن 15 آخرين لقوا حتفهم في منطقة أوسكيرشن جنوبي مدينة بون. وفي بلجيكا قُتل شخصان بسبب الأمطار الغزيرة، وفُقدت فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً بعدما جرفها فيضان أحد الأنهار.
فيما ساعد مئات من جنود الجيش أفراد الشرطة في جهود الإنقاذ، مستخدمين الدبابات لإخلاء الطرق من الانهيارات الأرضية والأشجار المتساقطة، بينما نقلت طائرات الهليكوبتر أولئك الذين تقطعت بهم السبل فوق أسطح المنازل إلى مناطق آمنة.
في حين تسببت الفيضانات في أسوأ خسارة جماعية للأرواح بألمانيا منذ سنوات. وأدت فيضانات عام 2002 إلى مقتل 21 شخصاً في شرقي ألمانيا وأكثر من 100 بمنطقة وسط أوروبا الأوسع. وعبَّرت المستشارة أنجيلا ميركل عن انزعاجها.
ميركل قالت أيضاً: "صُدمت من الكارثة، التي على كثيرين في مناطق الفيضانات تحمُّلها. قلبي مع أُسر المتوفين والمفقودين".
انهيار عشرات المنازل
أما في بلجيكا فانهار نحو عشرة منازل في بيبنستر بعدما فاض نهر فاسدري وأغرق البلدة الواقعة بشرقي البلاد. وتم إجلاء السكان من أكثر من ألف منزل.
كما تسببت الأمطار في اضطراب النقل العام بشدة، إذ توقفت خدمة القطارات السريعة إلى ألمانيا. وتم تعليق الحركة بنهر موز، أهم ممر مائي في بلجيكا، إذ ينذر بالفيضان على ضفتيه.