أعلنت أذربيجان مقتل 7 من مواطنيها وإصابة 33 آخرين، في هجوم صاروخي أرميني على مدينة كنجة الأذربيجانية، صباح الأحد 11 أكتوبر/تشرين الأول 2020، كما أكدت صدَّها هجوماً ليلياً نفذته القوات الأرمينية على عدة محاور، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين الطرفين، بعد المباحثات التي جرت بينهما في موسكو، والذي دخل حيز التنفيذ في منتصف نهار السبت.
وزارة الخارجية الأذربيجانية أكدت في تغريدة على تويتر، الأحد، أن 7 مدنيين قتلوا وأصيب 33 آخرون، بينهم أطفال دون سن الـ18 عاماً.
كما أشارت النيابة العامة الأذربيجانية في بيان أن القصف الصاروخي أدى إلى تدمير عدد من المباني السكنية، وأن فرق الإنقاذ تُواصل أعمال البحث تحت الأنقاض.
هجوم مباغت: من جانبه، أعلن الجيش الأذربيجاني تمكنه من صدّ هجوم ليلي، شنته قوات أرمينية، رغم إعلان وقف إطلاق النار.
قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان الأحد، إنَّ القوات الأرمينية شنَّت هجوماً على مدار ليل السبت- الأحد، من عدة محاور على جبهة هدروت وجبرائيل، لإعادة احتلال مناطق تم تحريرها في وقت سابق.
فيما أكدت الوزارة من جانبها تدمير 6 دبابات من طراز تي-72، و6 مدافع من طراز دي-20، ومدفع من طراز دي-30، و5 شاحنات ذخيرة، و11 مركبة عسكرية، و3 منصات إطلاق صواريخ غراد، و5 مدفعيات من طراز فوزديكا، و8 منظومات دفاع جوي، ومحطة رادار للجيش الأرميني.
استهداف محطة الكهرباء: كما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية إسقاط طائرة مسيرة أرمينية أثناء تحليقها في سماء مدينة مينغتشيفير.
أوضحت الوزارة في بيان، أن عملية إسقاط المسيّرة الأرمينية من قِبل الدفاعات الجوية الأذربيجانية جرت في ساعات الصباح الباكر ليوم الأحد.
كما أعلنت النيابة العامة الأذربيجانية أن الجيش الأرميني أطلق صواريخ باتجاه محطة توليد الطاقة الكهرومائية في المدينة نفسها، ولكن المضادات الأذربيجانية تصدت للصواريخ الأرمينية ودمرتها في الجو.
قصف عنيف: في تصريح للأناضول، قال علي محمدوف، أحد الناجين من القصف، إنه تمكّن من الخروج من تحت الأنقاض وحده، وتابع قائلاً: "سمعت دوي انفجار ضخم، ومن ثم تهدم المنزل فوق رؤوسنا، ظننت أن زلزالا قد وقع، وبعد ذلك خرجت من تحت الأنقاض".
محمدوف أكد لوكالة الأناضول أن الصاروخ لم يُصب منزله بشكل مباشر، بل أصاب منزل جيرانه، لكن داره تهدمت من شدة الانفجار، وأردف قائلاً: "سارعت لمساعدة الجيران، وابتعدنا بعد ذلك عن المكان المُستهدف".
من جانب آخر، قالت امرأة تقطن المنطقة المستهدفة، إن القصف أسفر عن إصابة ولديها وأمها بجروح في الرأس والأقدام، واستطردت: "أولادي الآن في المستشفى يتلقون العلاج، لأول مرة في حياتي أعيش مثل هذه الصدمة، ما ذنبنا نحن كي نتعرض لمثل هذه المأساة".
هدنة لم تكتمل: بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية فإن الاشتباكات مع أرمينيا على خط الجبهة استمرت حتى اللحظات الأخيرة من دخول اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين الطرفين من موسكو حيز التنفيذ، ظهر السبت، حتى إن أذربيجان قد أعلنت أن الجيش الأرميني انتهك الهدنة الإنسانية بين البلدين بشكل "سافر".
حيث أكدت في بيان آخر، أن الجيش الأرميني استمر بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ في شن قصف عنيف على المناطق السكنية في مدن غورانبوي، وترتر، وآغدام، وأغجة بدي، وفضولي.
حرب تصاعدت وتيرتها: يشار إلى أنه تم التوصل إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، بعد اجتماع ثلاثي مطول عُقد في موسكو بين وزراء خارجية أذربيجان وأرمينيا وروسيا.
إعلان وقف إطلاق النار جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، فجر السبت، وذلك بعدما وافق الطرفان، الجمعة، على المشاركة في محادثات دعا إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة موسكو.
وضع الاتفاق حداً لحرب انطلقت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، تواصلت فيها الاشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، وخلّفت وراءها المئات من القتلى والجرحى والمناطق المدمرة جراء القصف.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992 نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".
أدى إعلان قره باغ انفصالها عن أذربيجان إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينيات، أودت بحياة نحو 30 ألف شخص، ولم يعترف المجتمع الدولي باستقلال الإقليم.