وافق ائتلاف من 156 دولة على اتفاقية "تاريخية"، ستُمكن من ضمان التوزيع العالمي السريع والعادل لأي لقاحات جديدة لفيروس كورونا، بنسبة 3% من سكان الدول المشاركة، لحماية الأنظمة الصحية الضعيفة، والعاملين في القطاع الصحي في خط الدفاع الأول، والموجودين في أماكن الرعاية الاجتماعية.
وفق تقرير لصحيفة "The Guardian" البريطانية، الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول 2020، فإن خطة تحالف لقاح كوفيد 19، التي تشارك في قيادتها منظمة الصحة العالمية، والتي تعرف باسم "كوفاكس"، تهدف إلى ضمان تقسيم عمليات البحث والشراء والتوزيع الخاصة بأي لقاح جديد، بالتساوي بين الدول الأغنى والدول النامية.
مليارا جرعة: انضم إلى كوفاكس بالفعل 64 اقتصاداً من الاقتصادات ذات الدخل المرتفع، من بينها التزامات من 35 نظاماً اقتصادياً للدول، بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية، التي سوف تشتري جرعات لصالح 27 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النرويج وأيسلندا، في ظل توقعات بانضمام 38 دولة أخرى في الأيام القادمة.
يهدف المخطط في النهاية لتوصيل ملياري جرعة من اللقاحات الآمنة والفعالة حول العالم قبل نهاية عام 2021.
خصصت الحكومات ومصنعو اللقاحات، والمنظمات، والأفراد 1.4 مليار دولار لصالح البحث والتطوير في اللقاح حتى الآن.
وبالنظر إلى أن أول لقاحات مفيدة ستظهر بكميات محدودة، فإن اللقاحات التي سوف تُعتمد ستُتاح لنسبة 3% من سكان الدول المشاركة، على أن تزيد مع الوقت لتصل إلى 20% من أشد السكان عرضة للإصابة في كل بلد من البلاد المشاركة.
لمواجهة "قومية اللقاح": أثناء الكشف عن الاتفاقية في إحاطة إعلامية بمدينة جنيف، الإثنين 21 سبتمبر/أيلول، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن كوفاكس مثَّل "المجموعة الأكثر تنوعاً والأكبر في العالم من لقاحات كوفيد"، وفيها سوف تُمنح الأولوية للأكثر عرضة للخطر.
بينما ستخضع النقاشات بشأن توزيع اللقاحات التي ستُوفر في البداية بموجب هذا المخطط لتقديرات كل دولة على حدة، قالت وثيقة تفصّل الاتفاق إنها تشجع الدول على: "التفكير في هذه التوصيات والشفافية في عمليات اتخاذ القرار وفي الاستخدام النهائي للمصل".
تستعد منظمات مثل كوفاكس بقيادة منظمة الصحة العالمية، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين Gavi، وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي Cepi لمواجهة ما يُدعى بـ"قومية اللقاح" في وسط الوباء الحالي، لضمان "وصول وتوزيع عادل للمنتجات الصحية المتعلقة بكوفيد-19" ومن أهمها اللقاح.
لحظة تاريخية: فـGavi رحبت بدخول كوفاكس "في العمل"، إذ قال الدكتور سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لـGavi: "اختارت حكومات من جميع قارات العالم العمل معاً ليس فقط لتأمين اللقاحات لسكانها، لكن أيضاً للمساعدة في تأمين أن اللقاحات ستكون متاحة للمجموعات الأكثر عرضة للإصابة في كل مكان".
كما أضاف: "في ظل الالتزامات التي نعلن عنها اليوم لصالح مؤسسة كوفاكس، بالإضافة إلى الشراكة التاريخية التي نؤسسها مع هذه الصناعة، فإننا نقف الآن في موقف أفضل لإنهاء المرحلة الحادة لهذا الوباء، بمجرد وجود لقاحات فعالة وآمنة".
من جانبه، صرح الدكتور ريتشارد هاتشيت، المدير التنفيذي لمؤسسة Cepi: "إنها لحظة تاريخية في تاريخ الصحة العامة، يتحد فيها المجتمع الدولي للقضاء على هذه الجائحة".
وأضاف: "الانتشار العالمي لكوفيد-19 يعني أن الوصول العادل والمتزامن للقاحات كوفيد-19 جديدة تنقذ الأرواح هو الأمل الوحيد لإنهاء هذا الوباء".
كما أوضح قائلاً "يظهر اتحاد الدول معاً بهذه الطريقة وحدة الهدف، والعزم على إنهاء المرحلة الحادة من هذه الجائحة، وأننا لابد أن نعمل معاً الآن مع مصنعي اللقاحات، الذين يؤدون دوراً تكاملياً في الاستجابة العالمية، لنضع الاتفاقات المطلوبة لتلبية الهدف الأساسي لكوفاكس، وهو توفير ملياري جرعة من اللقاح قبل نهاية عام 2021. اليوم قفزنا قفزة كبيرة في اتجاه هذا الهدف، لصالح الجميع".