دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، خلال مؤتمرها الصحفي السنوي الذي تتناول فيه معظم القضايا الساخنة المحلية والإقليمية والدولية، الجمعة 28 أغسطس/آب 2020، دول الاتحاد الأوروبي إلى دعم اليونان، في نزاعها المتوسطي مع تركيا.
ميركل أعربت في تصريحات تعد تحولاً كبيراً في مسار الدبلوماسية الألمانية التي لطالما لعبت دور الوسيط بين أنقرة وأثينا، عن ضرورة مساندة اليونان، العضو في الاتحاد، لكنها جددت في الوقت ذاته التأكيد على ضرورة عقد حوار بينها وبين تركيا، بشأن الصراع على موارد الطاقة في البحر الأبيض المتوسط.
كما أكدت المستشارة الألمانية أنها على تواصل كثيف مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
مناورات شرق المتوسط: وتأتي تصريحات ميركل بعد أن قالت تركيا، الخميس 27 أغسطس/آب 2020، إنها ستُجري تدريبات تتضمن إطلاق النار في شرق البحر المتوسط في أول يومين من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك في أحدث حلقة في سلسلة من التدريبات العسكرية التي أججت التوتر مع اليونان.
كما أصدرت البحرية التركية الإخطار الأخير اليوم الخميس فقالت إنها ستجري تدريبات تتضمن إطلاق النار في شرق البحر المتوسط قبالة ساحل الإسكندرونة الواقعة إلى الشمال الشرقي من قبرص.
تهديد تركي: بدوره قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مخاطباً اليونان: "إذا انتهكتم حدودنا فردّنا معروف"، مؤكداً أن بلاده تدعم الحوار دائماً ولا ترغب في حدوث ذلك.
إذ أفاد أكار بأن تركيا منفتحة على الحوار لحل المشاكل العالقة في بحر إيجة، وأنها تريد السلام والرخاء، ولكنها في الوقت نفسه لا تفرط بحقوقها، موضحاً أن حل المشاكل العالقة بين تركيا واليونان يكون عبر اللقاء والحوار، وليس باللجوء إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي كما أشار أكار إلى أن بلاده ستكون سعيدة بكل قرار إيجابي من الجانب اليوناني.
كما أكد أن بلاده لن تسمح باغتصاب قطرة واحدة من مياهها الإقليمية.
وحذر من اختبار قوة تركيا، مشدداً على أن بلاده مصممة على صون حقوقها وحماية مصالحها.
فيما أبدى أكار استغرابه من منح جزيرة ميس مناطق صلاحية بحرية بمساحة 40 ألف كيلومتر مربع وهي تبعد عن تركيا 2 كم فقط وعن اليونان نحو 600 كم.
من جانب آخر، أشار إلى أن سفينة "أوروتش رئيس" تقوم بأعمال البحث والتنقيب بشكل سلمي وداخل المياه التركية، في إطار حقوق بلاده المشروعة، لافتاً إلى أن عرقلة أعمال القوات التركية عبر إجراء مناورات شرقي البحر الأبيض المتوسط، حلم بعيد المنال، وأضاف: "ما نفعله هو إجراء مسح سيزمي بشكل سلمي للغاية".
تساءل أكار قائلاً: "ما معنى إجراء مناورات عسكرية والإتيان بالطائرات والسفن لمواجهة ذلك؟"، مؤكداً أن التصعيد لا يخدم أحداً.