من المقرَّر نشر كتاب جديد خلال الأسبوع الجاري يحكي تفاصيل 43 حكاية عن تصرفات غير لائقة بدرت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منها 26 حالةً مزعومةً عن سلوك جنسي غير مرغوب فيه.
تصرفات ترامب غير اللائقة معروفة، ولكن هناك قصة واحدة لا أحد يعرفها
ووفق موقع The Daily Beast الأمريكي، فإن هناك الكثير من المزاعم المذكورة في كتاب All the President's Women: Donald Trump and the Making of a Predator، للمؤلفين باري ليفين ومونيك الفايزي تم الكشف عنها من قبل، ولكن هناك على الأقل حكايةً واحدةً من ماضي ترامب السحيق لم يسبق الحديث عنها.
ترامب دخل بعلاقة ثلاثية مع نجمة أفلام جنسية ومراهقة
القصّة التي لم يسبق لأحد أن عرفها هي أنه في الثمانينيات كان يتردَّد على نادٍ جنسي لكبار الشخصيات، تديره عصابة المافيا في ميدان التايمز، وطالب ذات مرةٍ بعلاقة جنسية ثلاثية مع نجمة أفلام جنسية وفتاة شابة.
ويرتكز هذا الزعم على مقابلاتٍ أُجرِيت مع شخصٍ يدَّعي أنه شاهد عيان، وهو عضو سابق بعصابة المافيا يحمل اسم جون تينو.
ولكن هل الرواية صحيحة؟
لم يستطع مؤلِّفا الكتاب باري ليفين ومونيك الفايزي العثور على أي من المرأتين المفترَض اشتراكهما في تلك الواقعة، مما يترك الاتهام بين يدَي رجلٍ يحوي سجله الجنائي إداناتٍ بالسرقة والاحتيال والتزوير.
وحتى مؤلفا الكتاب يقران بأن روايتهما ليست دليلاً دامغاً، ولكنهما يدافعان عن عملهما رغم ذلك.
إذ صرَّح باري ليفين أحد المؤلِّفين لموقع The Daily Beast الأمريكي قائلاً: "هناك كثير من الناس الذين يلقِّبون تينو بالكذاب ويقولون إن مزاعمه زائفة، لكني شعرت من حديثي معه أن مزاعمه صادقة".
البيت الأبيض لم يعلق
ولم يرد البيت الأبيض على طلب موقع The Daily Beast للتعقيب على هذا المقال، لكن سبق أن أنكر ترامب بقوةٍ أية مزاعم عن صدور سلوك جنسي غير لائق منه.
وعلَّقت ستيفاني غريشام، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في تصريحٍ لموقع Business Insider على كتاب "All the President's Women"، قائلةً: "هذا الكتاب هراء، وقد تم الرد كثيراً على تلك الاتهامات التي تعود إلى 20 سنةً خلت".
شاهد العيان يقسم بأن القصة صحيحة
ويقسم تينو أنه يذكر ترامب بصفته "رجل العقارات" في أثناء سنوات عمله حارساً للوكر الجنسي، الذي يقول إنه كان تابعاً لزعيم عصابة سيئ السمعة.
وفي الكتاب المقرر نشره قريباً يكتب ليفين وشريكه المؤلِّف مونيك الفايزي أن النادي السري كان يرتاده -كما يُزعَم- رجال أثرياء ونافذون، من ضمنهم ترامب.
رجل العقارات كما سمّوه كان يطلب نجمة الأفلام نفسها كل مرة
ويضيف المؤلِّفان: "كان معظم النساء العاملات هناك نجمات أفلام جنسية، لكن ليس كلهن. وفضَّل ترامب امرأةً سبق لها أداء عروض جنسية حية مع زوجها، لكنها ظهرت كذلك أحياناً في أفلام للكبار فقط".
ويتابع تينو في "All the President's Women" قائلاً إن ترامب كان دائماً "يرتدي ربطة عنق ولم يشرب الكحول قط". ويُزعَم أن ترامب -الذي كان متزوجاً آنذاك بزوجته الأولى إيفانا- كان يطلب دائماً المرأة نفسها، التي أطلق عليها تينو لقب "تري".
ووفقاً لتصريحات تينو، في خريف 1982، هاتفه رئيسه وطلب رؤيته. وقصَّ تينو على لسان رئيسه: "رجل العقارات قادم. يريد تري ويريد فتاةً أخرى… لعلاقة ثلاثية".
تينو: لا أعرف ما إذا كانت الفتاة الصغيرة فوق السن القانونية
وكشف تينو أن دوره في النادي كان مشاهدة الكاميرات الخفية الراصدة لكل غرفة، لضمان عدم "الاعتداء" على أي من النساء إبان تأدية خدماتهن الغرامية. ثم كان يجمع الشرائط المسجَّلة بالأبيض والأسود.
ويزعم الكتاب أن امرأةً يافعة المظهر قد ظهرت ذات ليلة. وكما قال تينو، "سألت تري الفتاة عن عمرها. وقالت إنها مراهقة"، دون توضيح إذا كانت فوق سن الرشد القانونية. ويوضِّح الكتاب أن "رجل العقارات" أمضى ساعةً داخل الغرفة.
تسريبات أخرى تشير لتحرش ترامب بكارين جونسون
ويحتوي الكتاب أيضاً على مزاعم من امرأةٍ تُدعى كارين جونسون عن أن ترامب قد تحرش بها عنوةً خلال إحدى حفلات رأس السنة بمنتجع مارالاغو في أوائل الألفية الجديدة، ثم قبَّلها ضد إرادتها.
ويتوافق ذلك الادعاء مع تعليقات ترامب على شريط برنامج Access Hollywood سيئ السمعة، حيث تباهى أمام بيلي بوش عن أنك "حين تكون نجماً، يسمحن لك بفعلها. يمكنك فعل أي شيء. كأن تتحرش بهن".
إلى جانب ذلك، تزعم ممثلة الأفلام الجنسية ألانا إيفانز في الكتاب علمها بثلاث نجمات أفلام جنسية سابقات يقلن إنهن تقاضين أجراً مقابل ممارسة الجنس مع ترامب. (صرَّحت ألانا إيفانز أولاً لموقع The Daily Beast في خريف 2016 بأن ترامب راودها هي وستورمي دانييلز لأجل علاقة جنسية ثلاثية).
مؤلفا الكتاب يعترفان بصعوبة العثور على أدلة حقيقية
ويقرُّ مؤلفا الكتاب بأن قصة ميدان التايمز المزعومة أصعب في التحقُّق من صحَّتها.
فقد قُتِل زعيم المافيا سيئ السمعة المذكور في "All the President's Women" عام 1986، ولا يقدِّم الكتاب سوى أدلة محدودة على وجود النادي الجنسي لكبار الشخصيات في ميدان التايمز.
ولم يُعثَر قط على شرائط الفيديو المشار إليها في الكتاب. ورغم الجهود المضنية التي بذلها محقِّقون خواصّ وصحفيون على مدار السنوات الماضية، لم يُعثَر على أي من "تري" ولا "المراهقة".
ويعترف ليفين بأن عدة صحفيين حاولوا دون نجاحٍ التأكد من صحة مزاعم تينو الخطيرة في أثناء انتخابات 2016 الرئاسية، وفشلوا مثله في محاولاتهم للعثور على نجمة الأفلام الجنسية المذكورة.
ونقل The Daily Beast عن ليفين قوله: "حتى يومنا هذا لا نعرف إن كانت نجمة الأفلام الجنسية المشتركة في هذه الواقعة المزعومة لا تزال على قيد الحياة أم تُوفِّيت".
وأعرب ليفين عن علمه بأن أنصار ترامب لن يصدِّقوا أجزاء معينة من الكتاب.
تأكدنا من عمل تينو بالوكر السري.. لكننا لم نصل للممثلة والمراهقة
وعلى هامش مزاعم ميدان التايمز، كتب المؤلفان تعليقاً طويلاً يتحدث فيه ليفين عن جهوده التي بذلها لإثبات رواية تينو.
وتابع: "على مر الشهور، أجريت عشرات المكالمات الهاتفية التي لم تُرشدني سوى إلى أن معظم الأشخاص المرتبطين بتينو قد ماتوا -إما لأسباب طبيعية وإما ضحايا لعنف المافيا هم الآخرون- وقد استطعت العثور على شخصَين أكَّدا العمل في الوكر الجنسي السري. وتذكَّره كلا هذين الشخصين تحديداً بلقبه في المافيا: (أزرق العينين)".
وأكمل: "تحدث أحد الشخصَين -وهو في أواخر الثمانينيات من عمره- عن تينو قائلاً: "أذكر أزرق العينين من المكتب، كان يعمل لحسابنا، كان يأتي، وكلَّفناه بالعمل في مكانٍ داخل ميدان التايمز".
لكن أضاف ليفين أنه "رغم الجهود التي بذلتها أنا ومحقِّقان خاصَّان -إلى جانب صحفيين آخرين تحدثت إليهم وكانوا يعملون على القصة- لم أستطع العثور على (تري) ولا التأكد من إن كانت على قيد الحياة.
وأجريت أيضاً مقابلات مع أشخاص في قطاع الأفلام الجنسية المرتبط بالمافيا المختص بعالم الجنس في ميدان التايمز خلال أوائل الثمانينيات، ولم يعلم أي منهم حقيقةً ما حلَّ بهذه المرأة".
من المؤكد أن المزاعم المنشورة في "All the President's Women" ستثير كثيراً من الجدل، لأسبابٍ على رأسها أن ترامب لطالما أنكر بشدةٍ جميع مزاعم سوء السلوك الجنسي ونعت النساء اللائي يخرجن بهذه المزاعم بـ "الكاذبات".
وقد أخبر تينو -الذي شُخِّص بسرطان مزمن- مؤلِّفَي الكتاب أنه لا يريد أن يأخذ ما يزعم أنه قد شهده ليلتذاك بين ترامب ونجمة الأفلام الجنسية "تري" و "المراهقة" معه إلى قبره. ويقول في الكتاب: "لهذا أخبركما بهذا الآن.. إنه الرئيس".