كشف المدير التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية إنَّ نظام منع التوقف المفاجئ كان مفعلاً في طائرة بوينغ Max 737 والتي تحطمت خلال شهر مارس/آذار وتسببت في مقتل 157 شخصاً في أديس أبابا.
نظام منع التوقف المفاجئ موجود في طائرة بوينغ Max 737
ووفقاً لتحقيق سابق، تناول حادث سقوط طائرة من نفس الطراز في بحر جاوة قبالة السواحل الإندونيسية بعد 12 دقيقة من الإقلاع وتسبب في مقتل 189 شخصاً، وهو نفس طراز طائرة الحادث الإثيوبي، فإن نظام تعزيز خصائص المناورة موجود في هذه النوع من الطائرات، حسبما قالت صحيفة The Guardian البريطانية.
تيوولد جيبرماريام، المدير التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية، كشف لصحيفة The Wall Street Journal الأمريكية أنَّه يعتقد أنَّ نظام تعزيز خصائص المناورة كان "على حد علمنا" مُفعَّلاً أثناء الفترة الوجيزة التي حلَّقت فيها الرحلة رقم 302 المُغادِرة من أديس أبابا.
وهو نظام يساهم في إنقاذ الطائرات إذا ما واجهت مشاكل في الجو
ووفقاً للصحيفة، فإن هذه النظام يدفع زاوية انحراف مقدمة الطائرة تلقائياً نحو الأسفل لتجنُّب توقف المحرك، وكان النظام قد قُدِّم لتحقيق التوازن مع الموضع الجديد للمحركات في طراز 737 Max.
وأشار تقريرٌ مبدئي عن حادث تحطم الطائرة التابعة لشركة Lion Air إلى أنَّ مزيجاً من القراءات الخاطئة لأجهزة الاستشعار ونظام تعزيز خصائص المناورة قاد الطائرة للسقوط في البحر.
وتُعَد تصريحات جيبرماريام المذكورة هي الأولى من مسؤولٍ رفيع مُقرَّب من رحلة الطيران التي تؤكِّد أنَّ نظام تعزيز خصائص المناورة كان مُفعَّلاً، ولو أنَّه قال إنَّ التحقيق وحده سيُقدِّم الأدلة القاطعة. ويوجد الصندوقان الأسودان في باريس من أجل تحليلهما من جانب مكتب تحقيقات حوادث الطيران الفرنسي.
ولذلك فهناك تساؤلات بلا إجابات عن أسباب سقوط الطائرة الإثيوبية
تيوولد جيبرماريام، المدير التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية قال في بيانٍ صادر عن الخطوط الجوية الإثيوبية الإثنين 25 مارس/آذار إنَّه "لا يريد إصدار تكهُّنات بشأن المسألة"، لكنَّ "الكثير من التساؤلات بشأن الطائرة 737 Max لا تزال بلا إجابات".
وأكَّد مجدداً على حداثة أنظمة السلامة والتدريب الخاصة بشركته، والتي تشمل جهاز محاكاة مُخصَّصاً لطائرة 737 Max، مضيفاً: "على عكس ما تشير إليه بعض التقارير الإعلامية، فإنَّ طيَّارينا الذين يُحلِّقون بالطراز الجديد كانوا مُدرَّبين على كل أجهزة المحاكاة المناسبة. وكانت الطواقم مُدرَّبة جيداً على هذه الطائرة".
وعلى الرغم من الحادث، قال: "دعوني أكن واضحاً: الخطوط الجوية الإثيوبية تثق في شركة بوينغ".
ويُرجَّح أن يكون هذا التصويت على الثقة محل ترحيب من شركة بوينغ، التي تهاوت أسهمها بعد حادثي التحطم. وستُطلِع الشركة أكثر من 200 من طياري خطوط الطيران العالمية والخبراء الفنيين والمُنظِّمين على تحديثاتٍ في البرامج والتدريبات المتعلقة بطراز 737 Max.
وستسعى بوينغ لتحديث أنظمة الإنذار لديها
ومن المتوقع أن تُجهِّز الشركة أجهزة إنذار مُعزَّزة وفقاً للمعايير في كل طائرة. وقبل الحادثين، كانت الشركة قد ثبَّتت إشارة ضوئية في قمرات قيادة عددٍ كبير من الطائرات للتحذير من القراءات الخاطئة لأجهزة الاستشعار –بما في ذلك أسطول الخطوط الجوية الأمريكية- لكنَّ أيَّاً من شركة Lion Air الإندونيسية أو الخطوط الجوية الإثيوبية لم تشترِ هذا النظام.
وباتت شركة الطيران الإندونيسية Garuda الجمعة 22 مارس/آذار هي أول خطوط طيران تلغي طلبيتها من الطراز، مُشيرةً إلى أنَّ السبب هو الفقدان العام للثقة. وكانت قد استلمت طائرةً واحدة فقط من طلبيتها البالغة 50 طائرة من طراز 737 Max، والتي تصل قيمتها إلى 6 مليارات دولار وفق أسعار الشركة المُصنِّعة.
ولا يزال الأسطول العالمي الحالي من هذا الطراز البالغ 387 طائرة ممنوعاً من التحليق في ظل تواصل التحقيقات. وأظهر التسجيل الصوتي لقمرة القيادة الذي جرت استعادته من طائرة شركة Lion Air أنَّ الطيارين لجأا إلى كتيب تعليمات لفهم سبب استمرار الطائرة في الانحراف نحو الأسفل في الدقائق الأخيرة قبل تحطمها في البحر.