لجأ مرشح للرئاسة في أوكرانيا إلى جعل البحث عن زوجةٍ محور برنامجه الانتخابي، وأوضحت صحيفة Washington Post الأمريكية أن إيهور شيفتشينكو حوَّل حملته إلى برنامج لـ "تلفزيون الواقع".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه فكَّر في الأمر باعتباره النسخة السياسية من برنامج "The Bachelor". فقد حوّل إيهور شيفتشينكو، المرشح غير المُرجَّح على الإطلاق في السباق الرئاسي، الأحد 24 مارس/آذار 2019، حملته حرفياً إلى برنامج مواعدة.
كان اسم إنتاج البث الشبكي صريحاً، إن لم يكن متفائلاً بشكل متبجح: "هل تريدين أن تصبحي زوجة رئيس؟". الجملة تعني ما تقول.
300 امرأة يرغبن في الزواج من مرشح للرئاسة في أوكرانيا
يخطط شيفتشينكو، البالغ من العمر 48 عاماً، ذو المظهر الصبياني، الحاصل على شهادة الحقوق من جامعة مينيسوتا، لاختيار زوجة من بين 300 امرأة تقدمن بطلبات على الإنترنت.
صُوِّرَت العملية بأكملها وقُطِّعَت إلى مقاطع مدتُها 12 دقيقة. نشر المرشح مقطعاً دعائياً على يوتيوب وفيسبوك. ويخطط الفريق السياسي لشيفتشينكو لنشر أولى الحلقات الكاملة في نهاية هذا الأسبوع، ومواصلة حملة الانتخابات الأحد 24 مارس/آذار 2019.
ستُقلَّص المجموعة لتقتصر على 10 إلى 15 مشارِكة، في التصفيات النهائية، خلال المقاطع التي ستضم "مناظرات" بين المشارِكات. ستتنافس آخر المتنافسات على جذب مشاعر شيفتشينكو في مناظرات فردية.
ومن اللافت للنظر أن شيفتشينكو قد لا يكون الأجرأ في السباق بما يؤهله للإطاحة ببترو بوروشينكو الرئيس الحالي.
ومن أحد أبرز المرشحين، فلاديمير زيلينكسي، وهو فنان كوميدي، عزاؤه الوحيد في تجربته السياسية هو أنه يؤدي دور الرئيس الأوكراني في مسلسل تلفزيوني شهير.
شارك مرشحٌ آخر تحت اسم يوري تيموشينكو، في محاولة واضحة لسحب الأصوات من يوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء السابقة التي قادت الثورة البرتقالية المؤيدة للديمقراطية والتي اندلعت في أواخر 2004.
وهي تسعى للعودة بعد إطلاق سراحها من السجن عام 2014. صدرت أحكام ضدها في 2011 بتهم الاختلاس وإساءة استخدام السلطة، وأدانتها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأنها "غير ملتزمة بالقوانين وغير مبررة".
وهناك من اعتبرها "فكرة عبقرية" لجلب مزيد من الأصوات
لم يصدر رد فعل عنيف شعبي واضح من جانب الجماعات النسائية أو غيرها، تجاه تلك الجرأة التي أبداها شيفتشينكو والمتجلية بالبرنامج الواقعي، ويظهر في ملصق حملته مرتدياً بدلة توكسيدو ومعه وردة حمراء.
قالت أوريسيا لوتسيفيتش، رئيسة منتدى أوكرانيا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية، إنها في البداية لم تصدق التقارير المتعلقة ببرنامج شيفتشينكو الواقعي.
وأضافت: "ثم ظننت أنه يقلل من شأن المرأة، لكن اعتقدت أنه في أوكرانيا، حيث تقل الحساسية تجاه هذه القضايا، إنها فكرة عبقرية".
قالت: "أظن أن الأمر يلعب على مقربة من الناخب، لا حاجز بين السياسة والحياة الخاصة. في أوكرانيا، تقع النخبة السياسية بمكان مرتفع على الجبل. وهي محاولة لسد هذه الفجوة".
تبدو فرص فوز شيفتشينكو مرشح للرئاسة في أوكرانيا بعيدة للغاية. لا تزال أرقام التصويت لديه أقل من 1% من بين 39 مرشحاً، وهو أكبر عدد مرشحين للرئاسة في تاريخ أوكرانيا. لكن لو كان بناء السمعة التجارية هو هدفه، فقد قطع بعض الخطوات فيه.
إذ لم يكن معروفاً نسبياً من الناحية السياسية، وكان يشغل سابقاً منصب وزير البيئة في البلاد، ويبني شركة قانونية ناجحة. لكن الوضع الحالي صار أن البرامج الحوارية تستضيفه.
وقال: "لم يكن اسمي مشهوراً، لذا احتجت ترقية هويتي السياسية".
بينما يصر على أنه يبحث عن حبه الحقيقي
علاوة على ذلك، يزعم أندري شيفتشينكو مرشح للرئاسة في أوكرانيا أنه ليس مجرد أداة للتلاعب على الانتخابات. ويُقسم أنه يبحث عن حبه الحقيقي. وأردف قائلاً: "أتعرف، لا يمكنك أبداً معرفة أين تلتقي تلك السيدة. وتلك طريقة لمقابلة الأشخاص في عصر وسائل الإعلام الإلكترونية".
مع ذلك، تواجه الانتخابات تحديات مهمة، إذ تواصل القوات الأوكرانية الاشتباك مع المتمردين الذين يدعمهم الكرملين بشرقي البلاد. وفي تلك الأثناء، يتذمر كثير من الأوكرانيين مما يرونه وتيرة بطيئة للنمو الاقتصادي والإصلاحات السياسية بعد 5 أعوام من الإطاحة بالقيادة التي تدعمها موسكو.
يخفي النهج المرح لشيفتشينكو مرشح للرئاسة في أوكرانيا أجندة سياسية تنمُّ عن خبث أكبر. إن كان ذلك ممكناً، فهو يودُّ تطبيق حكم استبدادي على غرار حاكم سنغافورة، لي كوان يو، للتصدي للفساد المتفشي والجمود السياسي في أوكرانيا.
وقال: "لا ننعم بديمقراطية حقيقة في أوكرانيا. إنها موجودة فقط على الورق، بل هو حكم الأقلية، الأقلية الفاسدة التي تشتري كل شيء، حتى الناخبين والسياسيين". وأضاف: "لو أن ما نعيشه يدعونه ديمقراطية، فعلينا إذن أن نغيّرها. ففي سنغافورة، ينعمون بديمقراطية أكثر بكثير مما لدينا في أوكرانيا".
وَردةٌ لكل امراة من المرشح للانتخابات الرئاسية في أوكرانيا
ويوم السبت 9 مارس/آذار 2019، اليوم التالي لليوم العالمي للمرأة، ذهب شيفتشينكو مرشح للرئاسة في أوكرانيا إلى تجربة أداء لنحو 20 متقدمة لبرنامجه الواقعي، حاملاً باقة من الورود الحمراء طويلة الساق بين ذراعيه. أهدى وردة إلى كل امرأة، وتحدث معهن عما يأمل أن يجده في زوجته.
وقال: "أبحث عن شخصية جذابة وذكية، ويمكنني التحدث معها حول مسائل مهمة، وبإمكانها أن تسدي لي النصح". وبالطبع كل شيء كان مصوَّراً.
ومن بين المتسابقات كانت إينا مارشيشين، وهي مديرة مبيعات تبلغ 27 عاماً. قالت إن عدم نجاحها حتى الآن في "تدبير شؤون حياتها الشخصية" هو ما ألهمها المشاركة في تلك المسابقة.
وقالت ضاحكة: "قبل الآن، لا يمكنني أن أطلق كلمة (عمل) على ما كنت أفعله، لذا قررت تجربة شيء آخر. ويبدو أنه يستحق الترشيح، سواء للانتخابات أو لعلاقة حب".
مع أن شيفتشينكو مرشح للرئاسة في أوكرانيا هو من ابتكر هذا الشكل الواقعي لبرنامجه، فإنه يصر حقاً على أنه ضد هذا الشكل.
وقال: "أنا شخصياً لا أحب هذا. لكن لو تحدثنا بجدية، فهذا كله هباء، إنه شيء مؤسف!". وأردف قائلاً: "إن أردت النجاح، يجب أن تلعب بالقواعد المطبقة. والسياسة صارت عرضاً الآن".