أنهى المحقق روبرت مولر تحقيقاته بشأن الصلات المزعومة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وروسيا دون ملاحقة المزيد من مساعدي الرئيس، وقدم تقريره للمدعي العام الأمريكي ويليام بار.
وقال بار في خطابٍ إلى الأعضاء البارزين في الكونغرس، بعد ظهيرة أمس الجمعة 22 مارس/آذار 2019، إنَّه تلقّى تقريراً من المحقق الخاص مولر، وتوقَّع أن يتمكَّن من إبلاغهم بالاستنتاجات النهائية الواردة بالتقرير "بحلول عطلة نهاية هذا الأسبوع".
وقال المدعي العام إنَّه سيتشاور مع مولر ورود روزنشتاين، نائب المدعي العام، لتحديد أي المعلومات الواردة في التقرير يمكن نشرها على الملأ.
وكتب بار: "ما زلتُ ملتزماً بأكبر قدرٍ ممكن من الشفافية"، مضيفاً أنَّه مُتقيِّد بالقانون وقواعد وزارة العدل، ودعا كبار الديمقراطيين والجمهوريين بار لنشر التقرير كاملاً.
مولر يضع حداً للتكهنات
وأخبر مسؤولون بوزارة العدل الصحفيين أنَّ مولر لم يُوصِ بأية إداناتٍ أخرى استناداً إلى نتائجه، واضِعاً حداً للتكهُّنات الكثيرة بشأن ملاحقة المزيد من الأفراد ضمن دائرة ترامب، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.
وحثَّت نانسي بيلوسي وتشاك شومر، قائدا الديمقراطيين بالكونغرس، المدعي العام على عدم منح ترامب "نظرةً مُسبَقة" على نتائج مولر، أو السماح للبيت الأبيض بالتدخل في القرارات المتعلقة بتحديد المعلومات التي يجب نشرها.
وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إنَّ ترامب لم يتلقَّ إحاطةً بخصوص التقرير. وأضافت: "الخطوات التالية أمرٌ يعود للمدعي العام بار، ونحن نتطلع إلى أن تأخذ العملية مجراها".
وأنهت خطوة مولر تحقيقاً جنائياً واستخباراتياً طويلاً هيمن على السنتين الأوليين من رئاسة ترامب، وأدَّى إلى هجماتٍ غاضبة من ترامب وحلفائه.
وقاد التحقيق إلى إداناتٍ جنائية لمدير حملة ترامب الانتخابية، ونائب مدير الحملة، والمحامي الشخصي للرئيس، واثنين من مستشاريه في شؤون السياسة. وأُدين كذلك روجر ستون، مستشار الرئيس وصديقه القديم.
وتسبَّب فريق مولر في إداناتٍ جنائية لآخرين، من بينهم أكثر من 24 روسياً متهمين بالتورط في تدخُّل موسكو في الانتخابات الأمريكية لعام 2016، وهو التدخل الذي خلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أنَّه كان يهدف لمساعدة ترامب على الفوز بالانتخابات.
وقد تزايد الانتظار المحموم لـ "تقرير مولر" طيلة أشهر. فكان منتقدو ترامب يأملون في روايةٍ رسمية كاملة عن أي علاقةٍ بين فريق حملته الرئاسية والعملية الروسية، في حين ادَّعى حلفاء الرئيس أنَّ التقرير سيُثبت أنَّه "لم يكن هناك تواطؤ".
القرار الآن لدى بار
ويعود الأمر في النهاية إلى بار -الذي لم يُؤكَّد تعيينه مُدَّعياً عاماً للولايات المتحدة إلا الشهر الماضي فقط- لتقرير أي قدرٍ من المعلومات التي اكتشفها مولر يمكن الكشف عنها للكونغرس والجمهور.
وكان بار مُلزَماً فقط بإبلاغ أعضاء الكونغرس أنَّ مولر أنهى عمله، وأن يخطرهم بأي إجراءاتٍ اقترحها مولر ورفضها بار. وقال بار في خطابه إنَّه لم يكن هناك رفضٌ من هذا القبيل من جانب المدعي العام.
وخلال جلسات تأكيد تعيين المدعي العام، في يناير/كانون الثاني الماضي، قال بار لأعضاء مجلس الشيوخ إنَّه في حين يؤمن بأنَّه "من المهم للغاية" إبلاغ الجمهور بنتائج تحقيق مولر، فإنَّه سيهدف لـ "الالتزام بأكبر قدرٍ ممكن من الشفافية بما يتسق مع القانون".
لا تكشف وزارة العدل الأمريكية عادةً عن هُويات الأشخاص الذين خضعوا للتحقيق دون أن تُوجَّه لهم اتهامات. لكن من المعروف أنَّ جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) السابق، خرج عن هذا العرف في عام 2016 لينبئ الجمهور بأنَّ هيلاري كلينتون لن تُلاحق قضائياً على خلفية استخدامها لخادم بريدٍ إلكتروني خاص إبَّان توليها منصب وزيرة الخارجية.
وأبلغ بار أمس الجمعة الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين البارزين باللجنتين القضائيتين بمجلسي الشيوخ والنواب بصدور التقرير، وهم السيناتور ليندسي غراهام من ولاية ساوث كارولينا، والسيناتورة ديان فاينشتاين من ولاية كاليفورنيا، إلى جانب النائب جيرولد نادلر من ولاية نيويورك، والنائب دوغ كولينز من ولاية جورجيا.
وقال كولينز إنَّه ينتظر من بار نشر التقرير أمام اللجنة والجمهور "دون تأخير".