قالت صحيفة Washington Post الأمريكية إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، يريد الحصول على جائزة نوبل للسلام شأنه في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعتقد بدوره أنه يستحق الجائزة، لجهوده في تحقيق السلام مع كوريا الشمالية.
وأوضحت الصحيفة، الأربعاء 27 فبراير/شباط 2019، نقلاً عن إذاعة Radio Free Asia الأمريكية، أنه بعد قمة سنغافورة في العام الماضي (2018)، وقبل القمة التي عُقدت هذا الأسبوع بالعاصمة الفيتنامية هانوي، ركزت وسائل الإعلام المحلية في كوريا الشمالية على ترويج فكرة أن كيم يستحق جائزة.
ترويج إعلامي لأحقية زعيم كوريا الشمالية بجائزة نوبل
وصرّح مسؤول حكومي في كوريا الشمالية، لإذاعة RFA الناطقة بالكورية، قائلاً: "بعد انعقاد القمة الأولى بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، بدأت السلطات الترويج خلال المحاضرات الدعائية لفكرة أن كيم جونغ أون هو المرشح الأوفر حظاً لجائزة نوبل للسلام".
وقال المسؤول: "منذ ذلك الحين، أصبحت جائزة نوبل للسلام الموضوع الرئيس في المناقشات هنا بكوريا الشمالية". وصرح مسؤول آخر في مقاطعة هامغيونغ الشمالية، لإذاعة RFA، بأن الدعاية أصبحت مكثفة الآن قُبيل انعقاد القمة الثانية.
وقال المسؤول لإذاعة RFA: "حظيت الجائزة فجأة بكثير من الاهتمام قُبيل انعقاد القمة الثانية. وتروج السلطات لفكرة تمجيد كيم جونغ أون، قائلة إن هناك ثناءً عالمياً على الرجل الأعظم في العالم. وتضيف الدعاية أنه حتى وسائل الإعلام الغربية واليابانية تبالغ في تمجيد القائد الأعلى، قائلين إنه الفائز المحتمل بجائزة نوبل للسلام".
ربما يكون تقرير إذاعة RFA غير مؤكد من جانب أي مصادر مستقلة. وحتى لو كان صحيحاً، فربما يمثل ببساطة تملقاً لا معنى له بحق كيم. وقد يرى المتفائلون أن ذلك يمثل إشارة إلى أن كيم جاد بشأن عملية السلام، ومستعد لتقديم تنازلات بشأن برنامجه النووي والصاروخي.
وقال كيم ميونغ تشول، المدير التنفيذي لمركز السلام الكوري-الأمريكي والمتحدث غير الرسمي باسم حكومة كوريا الشمالية في اليابان، لصحيفة Telegraph البريطانية، إنه يعتقد أن ترامب يستحق الجائزة، ولكن "كيم لن يرفض هذا الشرف إذا مُنحت الجائزة لكليهما".
وأضاف تشول: "سيكون شرفاً عظيماً ومؤشراً على أن الأمور في شبة الجزيرة الكورية تسير في الاتجاه الصحيح".
بعد أن عبَّر ترامب عن أحقيته في الحصول على جائزة نوبل
وكان ترامب قد قال في مطلع الشهر الجاري (فبراير/شباط 2019)، إن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، قد سلمه شخصياً "أجمل نسخة" من خطاب ترشحه للجائزة، لفتحه محادثات مع زعيم كوريا الشمالية .
ولم يؤكد آبي الرواية أو يُنكرها، رغم أن مسؤولين حكوميين -لم يُكشف عن أسمائهم- صرحوا لوسائل إعلام محلية بأن رئيس الوزراء الياباني سلَّم بالفعل خطاب ترشُّح، في العام الماضي (2018).
وكان ترامب قد ظهر مغتماً، بسبب فوز الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بالجائزة عام 2009.
وقال ترامب: "لقد أعطوها لأوباما! إنه لا يعرف حتى لماذا أعطوها له. كان هناك لمدة 15 ثانية وحصل على جائزة نوبل. وقال: (يا إلهي لماذا حصلت عليها؟!)، أما بالنسبة إليّ ربما لن أُدرك ذلك".
ولكن بعض الناس يعتقدون أنه ينبغي أن يحصل عليها، أو يحاولون إرضاء غروره وجعله مهتماً بالحوار مع كيم.
وهناك من الرؤساء من يدعم الرئيس الأمريكي
ويعتقد رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه-إن، أن ترامب "يستحق الجائزة عن جدارة"، وفقاً لما ذكره مكتبه، مطلع هذا الشهر (فبراير/شباط 2019). وأثنى مون كثيراً على ترامب منذ ذلك الحين.
وقال مون في بيان، الإثنين 25 فبراير/شباط 2019: "إذا نجح الرئيس ترامب في إنهاء آخر نزاع متبقٍّ من الحرب الباردة، فإن ذلك سيُعَد إنجازاً عظيماً يُحفر في سجل تاريخ العالم".
وبرغم تاريخ جائزة نوبل للسلام المختَلف عليه والمثير للجدل، فإن زعيم كوريا الشمالية أكثر دول العالم قمعاً لن يبدو بالطبع فائزاً محتملاً بالجائزة.
وفاز رئيس كوريا الجنوبية الأسبق، كيم داي جونغ، بالجائزة عام 2000، بعد فترة قصيرة من عقده لقاء قمة مع رئيس كوريا الشمالية حينها الزعيم كيم جونغ إيل. ولكن لجنة جائزة نوبل لم تعترف بجهود نظيره الكوري الشمالي.
القمة الفاشلة.. لماذا أخفق كيم وترامب في التوصل لاتفاق في اللقاء الثاني بينهما؟