قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبيزي، إن هناك إمكانية لإراقة الدماء في فنزويلا إذا اشتعل فتيل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ فترة.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها السفير الروسي، مساء الثلاثاء، من مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وتطرق خلالها إلى آخر التطورات السياسية في فنزويلا.
وقال نيبيزي في تصريحاته: "أنا قلق من إراقة الدماء في فنزويلا، والأكثر من ذلك أنني قلق من اشتعال فتيل الأزمة بها، فإن لم يكن هناك تحريض لن تكون هناك إراقة للدماء".
وتعليقاً على مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة لمجلس الأمن، والذي يدعو لإجراء انتخابات بفنزويلا تحت إشراف مراقبين دوليين، قال السفير الروسي: "أغلبية كبيرة من المجتمع الدولي لا تتفق مع الولايات المتحدة في هذا الاتجاه".
والإثنين قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار يدعو لتنظيم انتخابات رئاسية في فنزويلا، وفي المقابل قدمت موسكو مشروعاً يدعو للتنديد بـ "محاولات التدخل في مسائل تتعلق أساساً بالشؤون الداخلية" للبلاد.
وطالبت واشنطن في مشروعها بتقديم الدعم الكامل لغوايدو، وإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، وموثوقة تحت إشراف مراقبين دوليين، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها في فنزويلا.
وينص مشروع القرار الروسي على أن مجلس الأمن يبدي "قلقه" تجاه "التهديدات باستخدام القوة ضد سلامة أراضي فنزويلا واستقلالها السياسي"، ويندد أيضاً بـ "محاولات التدخل في مسائل تتعلق أساساً بالشؤون الداخلية" لهذا البلد.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن موسكو، الداعمة للرئيس نيكولاس مادورو، لن تتوانى عن استخدام حق النقض "الفيتو" لمنع صدور أي قرار يطعن بشرعيته ويدعو لتنظيم انتخابات رئاسية في فنزويلا.
وترى المصادر ذاتها أن مشروع القرار الأمريكي لن يحصل على الدعم اللازم لتمريره من مجلس الأمن.
وتشهد فنزويلا توتراً متصاعداً منذ 23 يناير/كانون الأول الماضي، إثر زعم غوايدو، رئيس البرلمان، زعيم المعارضة، حقه بتولي الرئاسة مؤقتاً إلى حين إجراء انتخابات جديدة.
وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ "غوايدو" رئيساً انتقالياً لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا.
في المقابل، أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، الذي أدى في 10 يناير/كانون الثاني المنصرم، اليمين الدستورية رئيساً لفترة جديدة من 6 سنوات.
وعلى خلفية ذلك، أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.