أعلن البيت الأبيض أن القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ستُعقد أواخر فبراير/شباط 2019، دون أن يحدد مكانها، في مؤشر على احتمال تحقيق تقدُّم في القمة الثانية بين ترامب وكيم بملف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وقالت المتحدثة ساره ساندرز، الجمعة 18 يناير/كانون الثاني 2019، بعد اجتماع استمر 90 دقيقة في المكتب البيضاوي بين ترامب والجنرال كيم يونغ شول، الذراع اليمنى للزعيم الكوري الشمالي، إن "الرئيس يتطلع الى لقاء الرئيس كيم بمكان سيعلن عنه في وقت لاحق".
أول مسؤول كوري يمضي ليلة في واشنطن
وعقد الجنرال الكوري الشمالي محادثات مع القيادة الأمريكية، الجمعة، بعد أكثر من عام على تهديد ترامب بشطب شبه الجزيرة الكورية عن الخريطة.
وكانت ساندرز قد صرحت بأن ترامب وكيم يونغ شول "سيناقشان العلاقات بين البلدين والمضي قدماً باتجاه نزع السلاح النووي بشكل نهائي وتام يمكن التحقق منه".
وقبل ذلك، التقى كيم يونغ شول وزيرَ الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ووصف الأخير اللقاء بأنه كان إيجابياً. وكيم يونغ شول هو أول مسؤول كوري شمال يمضي ليلةً في العاصمة الأمريكية منذ نحو عقدين.
ولم تعلن الخارجية الأمريكية عن الزيارة إلا قبل وقت قليل، إذ تتعامل واشنطن مع الملف بحذر، بعدما ألغى كيم يونغ شول فجأةً محادثاته التي كانت مقررة مع بومبيو في نيويورك مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وبعدما خفّت حدة التوتر، عقد كيم وترامب أول لقاء بسنغافورة في يونيو/حزيران 2018، حيث وقَّعا وثيقة تعهَّد فيها كيم بـ "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".
لكن، لم يسجَّل تقدُّم حول ما يعنيه "نزع السلاح النووي" منذ ذلك الحين، مع تبايُن تفسير بيونغ يانغ وواشنطن التي تنشر 28500 جندي في كوريا الجنوبية.
فيتنام جاهزة لاستقبال القمة الثانية بين ترامب وكيم
وكان مصدر حكومي فيتنامي صرح لوكالة فرانس برس، بأنه تجري حالياً "استعدادات لوجيستية" لاستضافة القمة، التي من المرجح أن تُعقد في هانوي أو مدينة دانانغ الساحلية، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد.
وصرح رئيس وزراء فيتنام، نغوين شوان فوك، بأن بلاده مستعدة لاستقبال القمة الثانية بين ترامب وكيم ، مشيراً إلى أن هانوي تقيم علاقات متطورة مع الولايات المتحدة رغم ذكريات الحرب.
وأكد في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ: "نحن لا نعرف القرار النهائي. ولكن إذا حدثت القمة هنا، فسنبذل كل ما في وسعنا لتسهيل الاجتماع".
ويأمل كيم، المدعوم من حليفته الصين، أن يتم تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. لكن الولايات المتحدة تصر على ممارسة أقصى درجات الضغوط، حتى تحقق بيونغ يانغ تقدماً في مسألة التخلي عن أسلحتها النووية.
دبلوماسية يحرّكها القادة
وتعهد كيم في سنغافورة بـ "الالتزام الثابت بالنزع التام للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية". لكن يبدو أن لدى الطرفين تفسيرات متباينة لذلك، إذ تتوقع الولايات المتحدة من كوريا الشمالية التخلي عن أسلحتها النووية، التي عملت على مدى عقود لتجميعها، في حين تسعى بيونغ يانغ لدفع الولايات المتحدة لإنهاء ما تعتبره تهديدات لها.
وقالت مديرة تحرير موقع "38 نورث" حول سياسة كوريا الشمالية جيني تاون: "أعتقد أن هناك نوعاً من التوافق العام بشأن معنى نزع الأسلحة النووية. أعتقد أن الواضح هو عدم الاتفاق بشأن كيفية تحقيق ذلك، إن كان نزع الأسلحة النووية نهاية العملية أو هو العملية بحد ذاتها".
وقالت: "واقعياً، بإمكانهم التحدث عن الأمر بقدر ما يرغبون في القمة الثانية بين ترامب وكيم ، وبإمكانهم تحديد الهدف النهائي. لكن إن لم يكن هناك فهم مشترك لكيفية التوصل إلى ذلك، فلن يكون من الممكن الوصول إلى هذا الهدف المشترك".
وأِشارت إلى أن الأمريكيين يفضلون تقليدياً مناقشة تفاصيل الاتفاقات قبل القمم الكبرى، في حين تعد الدبلوماسية التي يفضلها ترامب مألوفة أكثر في آسيا. وقالت: "كثيراً ما يشكك الناس في نهجه، لكننا لن نعرف (إن كان جيداً أو لا) حتى نقوم باختباره".