قالت مجلة "نيوزويك" إن اثنين من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، قاما بجمع القمامة من المتنزهات الوطنية وإرسالها إلى البيت الأبيض، لتذكير الرئيس دونالد ترامب بشأن عواقب الإغلاق الجزئي للحكومة ، الذي يصر الديمقراطيون على إلقاء لومه على الرئيس.
وبحسب نيوزويك، الأربعاء 9 يناير/كانون الثاني 2019، فإنه في فيديو مباشر على فيسبوك، ظهرت جاكي سبيس وجاريد هوفمان، النائبان من ولاية كاليفورنيا، وهما يحملان سلالاً تحمل اسم "مهملات ترامب" إلى البيت الأبيض، قبل مخاطبة المراسلين الصحافيين.
Because President Trump is ignoring the consequences of his ridiculous shutdown, @JackieSpeier and are taking garbage we picked up at our national parks last weekend and delivering it him at the White House. Our message is simple: President @DonaldTrump, open the government.
Gepostet von Congressman Jared Huffman am Dienstag, 8. Januar 2019
وقال هوفمان للصحافيين أمام البيت الأبيض: "يوم السبت الممطر في سان فرانسيسكو، انضممنا إلى متطوعين لإزالة القمامة التي كانت تنتشر في منطقة جولدن جيت الترفيهية الوطنية بسبب إغلاق الحكومة".
وذهب هوفمان إلى حث الرئيس على إنهاء إغلاق الحكومة، مشيراً إلى القمامة باعتبارها إحدى العواقب الملموسة التي يواجهها الأمريكيون حالياً.
وقال: "نحن نقوم بذلك لنوفر فحصاً واقعياً لرئيسنا، حتى يدرك أن حيلته السياسية وإغلاق الحكومة بسبب الجدار الحدودي له عواقب عالمية حقيقية". "مثل هذه المهملات من حفاضات وأغلفة البوريتو وفناجين القهوة، تتراكم في الحدائق وفي المتنزهات الوطنية في جميع أنحاء البلاد".
جمعيات شبابية نظفت الحدائق بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة
جمعت مجموعة شبابية مسلمة القمامة ونظفت الحدائق الوطنية في أرجاء الولايات المتحدة، يومي السبت والأحد 5 و6 يناير/كانون الثاني، في مسعى لتقليل الأضرار التي لحقت بها في ظل الإغلاق الحكومي، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Hill الأمريكية.
ووفقاً لشبكة CNN الأمريكية، أزال عشرات من الأفراد التابعين لـ "جمعية شباب مسلمي الأحمدية"، وهي أكبر منظمة وطنية للشباب المسلم، القمامة، وأفرغوا صناديق المهملات ونظّفوا الأراضي في بعض الأماكن مثل حديقة إيفرغلاديس الوطنية في ولاية فلوريدا، وحديقة شجرة جوشوا الوطنية في ولاية كاليفورنيا.
كذلك قام أكثر من 10 شبان مسلمين، السبت الماضي، بتنظيف القمامة من موقع إندبندنس مول في ولاية فيلادلفيا، حيث توجد قاعة الاستقلال وجرس الحرية.
ونُشِر مقطع فيديو على الإنترنت يعرض مجموعة من الرجال يتجولون بالمنطقة، حاملين أكياس قمامة وجرّافات ولاقطات قمامة.
وكتبت إحدى المُراسِلات بصحيفة Philly Daily News في فيلادلفيا في حسابها بتويتر: "ينظف أكثر من عشرة شباب مع جمعية شباب مسلمي الأحمدية موقع إندبندنس مول اليوم، تحت الأمطار الغزيرة. ويقولون إنَّهم يضطلعون بدورهم في المساعدة في ظل الإغلاق الجزئي للحكومة ".
بينما يتواصل تبادل الاتهامات بين الرئيس دونالد ترامب والديمقراطيين
وأغلقت الحكومة الأمريكية جزئياً منذ 18 يوماً، فيما لا يزال الرئيس الأمريكى فى خلاف مع الديمقراطيين بشأن مطالبته تخصيص مبلغ قدره 5.7 مليار دولار أمريكي لإقامة جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، لمواجهة مشكلة المهاجرين غير الشرعيين وعصابات المخدرات.
ويتبادل كل من ترامب والقادة الديمقراطيين، الذين يهيمنون على مجلس النواب، الاتهامات بشأن تحمل لوم استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة .
وفى خطابه أمس من البيت الأبيض للشعب الأمريكي، دعا ترامب الديمقراطيين إلى حل وسط، غير أنهم متمسكون بموقفهم بشأن رفض تمويل الجدار.
ويعد توقف الحكومة الأمريكية عن العمل أمراً محيراً بالنسبة لكثير من الدول، إذ أوضح موقع WorldViews، في وقتٍ سابق من العام (2018)، أنَّ احتمالية تسبُّب أزمة سياسية في عدم دفع رواتب عدد كبير من موظفي الحكومة تعد أمراً لم تسمع به معظم الأنظمة السياسية الأخرى. وحتى الآن، وقع الإغلاق الجزئي للحكومة في الولايات المتحدة 22 مرةً منذ عام 1979، منها 3 مراتٍ في العام (2017) وحده.
وكتب لورنس مارتن، وهو كاتب عمود بصحيفة Globe and Mail الكندية، في يناير/كانون الثاني 2018، بعد حدوث إغلاق حكومي: "يعتقد الكنديون أن نظام حكمهم أفضل من نظام الحكم الأمريكي. وإذا أرادوا أدلةً أكثر، فلينظروا إلى ما يحدث في أمريكا حالياً -حيث أُعلِن الإغلاق الحكومي- ليُقدِّروا قيمة نظامهم الذي لا يسمح بحدوث هذه الحالة من التخبُّط".