قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن حادث قتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، "كان له الفضل في لفت انتباهنا للطريقة التي يدير بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبلاده".
جاء ذلك في مقالة نشرتها الصحيفة تحت عنوان "الموقف الوحشي للسعودية تجاه الإصلاحيات من النساء كان يجب أن يوقظنا منذ زمن بعيد"، للكاتبة سارة عزيزة التي سلطت الضوء من خلال مقالتها على الممارسات التي تستهدف الناشطات.
وتابعت موضحة أن "هذه الجريمة (قتل خاشقجي) ما هي إلا امتداد فقط لنموذج قمعي شكله محمد بن سلمان".
انتهاكات لا تزال تمارس في سجون المملكة ضد النساء
ما ركزت عليه عزيزة في مقالتها هو المعلومات الواردة من السعودية من مصادر متعددة، والتي وصفتها بالمروعة، وتفيد بأن نساء محتجزات داخل السجون السعودية يتعرضن للتعذيب بدءاً من الصعق بالكهرباء والجلد، وصولاً للاعتداءات الجنسية مثل التقبل القسري.
تقول الكاتبة: "إذا كان هذا صحيحاً، فإن هذه الإجراءات ستقع ضمن انتهاك صارخ للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب، التي وقعت عليها المملكة العربية السعودية".
وشددت المقالة على أنه "كان ينبغي على المجتمع الدولي أن يوبخ محمد بن سلمان قبل جريمة قتل خاشقجي بكثير، على خلفية تقارير حول وجود حالات تعذيب تقشعر لها الأبدان، تمارس ضد الناشطات والمعارضين".
وأوضحت أن "هناك ناشطات سعوديات يتعرضن للحبس والتعذيب بالمملكة السعودية، وإن معظم الإعلام الغربي لا يولي اهتمامه بهذا الموضوع".
وتضيف: "القتل الكابوسي لخاشقجي قام بإيقاظنا لطبيعة ولي العهد، وهو أن قتل الكاتب السعودي لم يكن سوى امتداد لنمط وحشي راسخ للأمير الشاب".
وفي ظل هذه الأدلة المتزايدة ضد محمد بن سلمان، والثقة العالية من جهاز المخابرات الأميركية لتورطه بمقتل خاشقجي، أصبح مستقبله كزعيم عالمي شرعي موضع شك.
العالم يتغاضى عما يحدث
ولفتت المقالة إلى أنه "رغم تحذيرات منظمات حقوق الإنسان المختلفة، فإن العديد من القادة الغربيين يركزون على (النهضة السعودية) لولي العهد محمد بن سلمان الإصلاحي الشاب بدلاً من تركيزهم على الظلم الذي تشهده المملكة".
وذكرت أنه "بالرغم من رفع الحظر الذي كان مفروضاً على قيادة المرأة للسيارة، إلا أنه من السخرية أن يتم اعتقال ناشطات كافحن لسنوات من أجل حقوق المرأة، والزج بهن خلف قضبان السجون".
إذا ما بقي ولي العهد مقتنعاً بأنه لن يواجه أي عواقب ذات مغزى لوحشيته، يمكننا أن نتوقع المزيد من الدماء في المملكة العربية السعودية وفي اليمن وحتى في أماكن أخرى.
وأثارت جريمة قتل خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غضباً عالمياً ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان الجثة، ومن أمر بقتله.
وبعدما قدمت تفسيرات متضاربة، أعلنت الرياض أنه تم تقطيع جثة خاشقجي، إثر فشل "مفاوضات لإقناعه" بالعودة إلى المملكة.
وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، مؤخراً، أنها توصلت إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من محمد بن سلمان".
لكن ترامب، المرتبط بعلاقات وثيقة مع الرياض، شكك في تقرير الوكالة، وتعهد بأن يظل "شريكاً راسخاً" للسعودية.