طالب سناتور أميركي جمهوري معارض للرئيس دونالد ترامب بأن يُجري الحزب الجمهوري انتخابات تمهيدية لاختيار مرشّحه للاستحقاق الرئاسي المقبل في 2020، وذلك خلافاً لما دأب عليه الحزبان من اعتبار الرئيس المنتهية ولايته المرشّح الطبيعي لحزبه إذا ما كان يرغب بتولّي ولاية ثانية، وهو ما ينطبق على ترامب.
وقال جيف فليك السناتور عن ولاية أريزونا، الأحد 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إنّ "على أحدهم الترشّح عن الحزب الجمهوري، على الأقلّ لتذكير الجمهوريين بما يعنيه أن تكون محافظاً (…) وما يعنيه أن تكون محترماً أيضاً".
وردّاً على سؤال بشأن إمكانية أن يترشّح هو نفسه ضدّ ترامب قال فليك "لا أعتقد ذلك"، مضيفاً "هناك مرشّحون أفضل".
سناتور أميركي جمهوري يرشح بدائل للرئيس دونالد ترامب
وحذّر فليك، الذي يغادر منصبه في كانون الثاني/يناير 2019، من أنّ الناخبين في ولايته التي كانت في السابق معقلاً للجمهوريين يرفضون المرشّحين "الملتصقين بالرئيس". وتابع "أعتقد أنّنا نشهد ذلك أيضاً في أجزاء أخرى من البلاد. نحن نفقد الضواحي".
وكشف فليك سناتور أميركي جمهوري اسمي مرشّحين محتملين لمنافسة ترامب هما السناتور عن ولاية نبراسكا بن ساسي، وحاكم أوهايو جون كايسك، المرشح الخاسر في الانتخابات التمهيدية الأخيرة للحزب.
وأكّد ترامب خلال حملة انتخابات منتصف الولاية أنّه واثق بنسبة "مئة بالمئة" من أنّه سيخوض السباق الرئاسي في 2020 للفوز بولاية ثانية.
ويُعتبر فليك أحد أبرز معارضي ترامب في الحزب الجمهوري، وقد انتقد الأربعاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني، قراره إرسال آلاف الجنود الأميركيين إلى الحدود مع المكسيك للتصدّي لقافلة مهاجرين متوجّهين من أميركا الوسطى إلى الولايات المتحدة.
وقال "من المؤسف أن نرى جنوداً هناك"، مضيفاً "لا يمكن إلاّ أن نرى في الأمر حيلة سياسية".
لكن ترامب بدأ "فعلاً" حملة إعادة انتخابه
يخطط الرئيس دونالد ترامب للتركيز بسرعة على حملة إعادة انتخابه، بعد انتخابات التجديد النصفي التي جرت الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، معتقداً أنَّ سياسته التي تتسم بالتقسيم والمواجهات سوف تحشد مؤيديه وتقوده إلى الفوز بولايةٍ ثانية.
وقال اثنان من مستشاري الرئيس الأميركي، لصحيفة Washington Postالأميركية، إنَّ الرئيس دونالد ترامب الذي انتهى لتوّه من الحملة الدعائية لانتخابات التجديد النصفي، التي شملت 11 حشداً انتخابياً على مدار ستة أيام في أرجاء الولايات المحافظة الرئيسية، بدأ يتحدث عن تنظيم تجمعاتٍ تحت شعار "لنجعل أميركا عظيمةً مرة أخرى" في أوائل العام المقبل.
ويستمر دونالد ترامب في الحكم على نجاحه من خلال حجم الحشود، التي كانت كبيرةً طوال الحملة الانتخابية الأخيرة، وتصفيقهم له أثناء حديثه.
وحتى بينما كانت مشاركته في تلك الحملة الدعائية من أجل الجمهوريين الآخرين، ركَّز ترامب على نفسه في كثيرٍ من الأحيان، وأشاد بإنجازاته، وهاجم المنافسين الديمقراطيين المحتمل ترشحهم للانتخابات الرئاسية.
خاصة وأنه يثق في قدرته على "حشد الناس"
لكن تظل مسألة استطاعة الرئيس دونالد ترامب إعادة حشد الناخبين والفوز بالولايات المتأرجحة غير أكيدة، وخاصةً إن حاول فعل ذلك بنفس الخطاب المتشدد الذي اعتمد عليه خلال حملة 2016 والسنتين الماضيتين من رئاسته.
لم يقم ترامب بحملةٍ دعائية في جميع أنحاء البلاد قبل التجديد النصفي، وقضى الجزء الأكبر من وقته في الولايات المحافظة، التي لا يزال يتمتع فيها بشعبيةٍ كبيرة، وظلَّ بعيداً عن ولايات الضواحي التي ساعدت في فوز الديمقراطيين في مجلس النواب.
وقال مايكل ستيل، الذي كان مستشاراً لرئيس مجلس النواب السابق جون بوينر (النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو) ولحملة جيب بوش الرئاسية: "هناك شريحة معينة من المواطنين اقتنعت بالكامل بالحجج التي يقدمها وطريقة طرحها، لكنَّها ليست غالبية المواطنين".