شهدت العاصمة الألمانية برلين، الأحد 27 مايو/أيار، تظاهرة لليمين المتطرف، ضد ما أسموه "أسلمة البلاد"، وأخرى لنشطاء يساريين، وسط أجواء أمنية متوترة.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن المشهد كان يمكن أن يتحول إلى مواجهات بين الطرفين، لولا الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة.
وطوال بعد ظهر الأحد، سار نحو 5 آلاف متظاهر من أنصار حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف، وسط برلين، وهم يحملون الأعلام الألمانية، في حين تجمع بالمقابل نحو 25 ألف شخص في تظاهرة مضادة، حسب تقديرات الشرطة.
وظهراً انطلق المتظاهرون من حزب "البديل لألمانيا" من محطة برلين المركزية إلى بوابة "براندبورغ" التاريخية، مرددين شعارات تطالب المستشارة أنجيلا ميركل بالرحيل، وإيقاف "أسلمة البلاد".
وتفرق المحتشدون نحو الساعة 16:00 (14:00 تغ) بهدوء وسط انتشار أمني مكثف، بسبب تخوف الشرطة من مواجهات مع المجموعات "المناهضة للفاشية"، التي توعدت بتخريب تظاهرة اليمين المتطرف.
"الحرية في مواجهة الأسلمة"
وكانت "بياتريكس فون ستورك"، من قيادات اليمين المتطرف، وحفيدة أحد وزراء الزعيم النازي "أدولف هتلر"، ألقت كلمة أمام الحشود لدى انطلاق التظاهرة أمام محطة القطارات المركزية ركزت فيها على العنوان المفضل لحزبها: التنديد بما تعتبره "التهديد الذي يشكله الإسلام".
وشددت "فون ستورك" على أن "الرهان هو الحرية في مواجهة الأسلمة"، في إشارة إلى تزايد أعداد المسلمين في البلاد منذ عام 2015، بسبب موجة اللجوء.
وفي نهاية التظاهرة ألقى أحد رئيسي حزب البديل من أجل ألمانيا ألكسندر غولان كلمة أمام بوابة براندبورغ قال فيها "نحن نحب بلادنا ونريد أن نسلمها إلى أولادنا على غرار ما فعله أجدادنا معنا".
من جانبه، ندد كريستيان نوبر (47 عاماً) بقرار ميركل استقبال المهاجرين.
وقال: "لم يعد الوضع مقبولاً مع ميركل إذ تنفق الحكومة مبالغ هائلة على اللاجئين وتترك مسنين يعيشون في ظروف بائسة".
وكان حزب "البديل لألمانيا" فاز في الانتخابات التشريعية في 24 أيلول/سبتمبر الماضي بحوالي 13 بالمئة من الأصوات ودخل إلى البرلمان. ويؤكد هذا الحزب أنه يريد تعبئة الشارع ضد المستشارة الألمانية، خصمه اللدود.
وأعلنت قيادة الحزب للشرطة قبلاً أنها تتوقع مشاركة عشرة آلاف شخص لكنها خفضت توقعاتها هذا الأسبوع. وبرر الحزب هذا التراجع بخوف الكثيرين من التعبير علناً عن مواقفهم المؤيدة خشية تعرضهم لإجراءات انتقامية في محيطهم أو مكان عملهم.
عدم ترك الشارع لحزب البديل لألمانيا
وتحرك المتظاهرون من الأحزاب المعارضة منذ أيام على شبكات التواصل الاجتماعي لـ"قطع الطريق أمام مناصري حزب البديل لألمانيا وعدم ترك الشارع لهم". ويؤكد معظمهم أنه يجب منع حزب اليمين المتطرف سلمياً من إيصال رسالته.
وما يثير قلق الشرطة هو إعلان المناهضين لحزب البديل لألمانيا على الإنترنت "إنهم يفضلون الفوضى على هذا الحزب".
وأصبح حزب اليمين المتطرف، الذي أسس في 2013، ثالث قوة سياسية في ألمانيا.
ويشغل هذا الحزب في الوقت الحالي أكثر من 90 مقعداً في البرلمان وهو أول أحزاب المعارضة، بفعل الائتلاف الحكومي الذي تم التوصل إليه بصعوبة بين محافظي ميركل والاشتراكيين الديمقراطيين.
وفي حين شددت الحكومة سياسة الهجرة بشكل كبير في العامين الماضيين، يستمرّ تقدّم "البديل لألمانيا" في استطلاعات الرأي وقد قلّص الفارق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.