قالت صحيفة عبرية يوم الاثنين 15 يوليو/ تموز 2024، إنه عقب محاولة الاغتيال المزعومة للقائد العسكري بحركة حماس محمد الضيف، تضررت الاتصالات الخاصة بالتوصل إلى صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
جاء ذلك وفق ما نقلته صحيفة "هآرتس"، مساء الاثنين، عن مصادر سياسية لم تسمها وقالت المصادر إنه "منذ محاولة اغتيال الضيف يوم السبت تضررت الاتصالات الخاصة بالدفع نحو الصفقة".
وقال أحد المصادر: "لقد أعلنت حماس بالفعل أنها لن تجمد المحادثات، لكن التقدم فيها تأخر، وليس كما كان من قبل".
قصف إسرائيلي على خان يونس
أدى قصف جوي طال خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، السبت، إلى مقتل 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين، بينهم العشرات من الأطفال والنساء، وفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وعقب القصف، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي، أنه "استهدف محمد الضيف (القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس) ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات على مقتلهما".
فيما نفت حماس صحة الادعاءات الإسرائيلية بأن هذا القصف استهدف الضيف وسلامة، وقالت في بيان: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وأن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
وبشأن مؤشرات تضرر محادثات صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى، قالت "هآرتس" إن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع لم يتوجه إلى قطر الأحد لاستكمال المفاوضات بشأن الصفقة، كما كان مقررا.
وأضافت: "في الوقت الحالي، تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن زيارة برنياع ستتم في نهاية الأمر"، دون ذكر موعد لها.
وبحسب الصحيفة، فإن "المناقشة الأمنية" التي عقدها نتنياهو بشأن الصفقة مع رئيسي الموساد والشاباك (جهاز الأمن العام) رونين بار، الأحد، كان هدفها "حل الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأن مطالب رئيس الوزراء بمنع مرور المسلحين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، والسماح بالتواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا كشرطين لتنفيذ الصفقة" مع حماس.
نسف الصفقة مع حماس
كانت وسائل إعلام عبرية ومعلقون إسرائيليون اعتبروا أن إصرار نتنياهو على هاتين الشرطين من شأنه نسف الصفقة مع حماس.
ونقلت "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي مسؤول آخر قوله: "الكثير من المناقشات الداخلية جرت في الأيام الأخيرة، بعضها بقيادة رئيس الوزراء، من أجل الاستعداد للدفع نحو الصفقة وتعزيز موقف إسرائيل بشأن القضايا التي لا تزال مفتوحة بين الطرفين"، دون تقديم توضيحات بشأنها.
وأضاف المصدر: "في الوقت نفسه يجري ممثلون إسرائيليون محادثات مع الولايات المتحدة والوسطاء، ونفترض أن الأمور ستتضح في غضون أيام قليلة".
كما نقلت الصحيفة عن مصدر أجنبي مطلع على سير المفاوضات لم تسمه قوله إنه "منذ العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي يوم السبت، كانت هناك صعوبة في دفع الصفقة إلى الأمام".
وأضاف: "من الطبيعي أن تتشدد حماس في مواقفها، وتعرب عن غضبها بعد مثل هذا الحدث. لكن توقعات جميع الأطراف هي رؤية تقدم قريبا". ولم يتم تحديد موعد لعقد اجتماعات إضافية بين أطراف الصفقة والوسطاء.
مواصلة المفاوضات
من جانبها، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، مساء الاثنين، عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه قوله إن إسرائيل "تجري اتصالات مع الوسطاء من أجل إرسال وفد لمواصلة المفاوضات"، مشيرا إلى أنه "لم يتحدد بعد ما إذا كان سيتم إجراء المزيد من المحادثات في مصر أو قطر. لكن التقدم إيجابي".
وزعم المصدر أن "إصرار نتنياهو على الخطوط الحمراء (وفق وصفه) يخدم غرضين هما إعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة) وتحقيق الأهداف العسكرية، وهذا هو الوقت المناسب لزيادة الضغط العسكري لأن هذا هو ما سيسمح لنا بإعادة أكبر عدد ممكن من المختطفين على قيد الحياة وبثمن لا يُعرض إسرائيل للخطر".
وفي السابع من شهر يوليو/ تموز 2024، زعم مكتب نتنياهو في بيان، أن "موقف رئيس الوزراء الثابت ضد محاولة وقف عمليات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح (جنوب) هو الذي دفع حماس إلى الدخول في المفاوضات".
وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادل للأسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 127 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.