قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الإثنين 29 أبريل/نيسان 2024، إن الولايات المتحدة تناشد جميع الدول، بما في ذلك الإمارات، التوقف عن تقديم الدعم لطرفي الحرب في السودان، محذرةً من أن "أزمة بأبعاد هائلة تتشكل" حالياً.
واندلعت الحرب في السودان قبل عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية؛ ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم.
وعبَّرت الأمم المتحدة في الأيام الماضية عن قلقها من هجوم وشيك محتمل لقوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دافور السودانية.
ويقول سكان ووكالات إغاثة ومحللون إن القتال من أجل السيطرة على الفاشر، وهي العاصمة التاريخية لمنطقة دارفور، قد يطول ويؤجج التوترات العرقية التي ظهرت على السطح خلال الصراع الذي دار في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في المنطقة.
وقالت غرينفيلد للصحفيين: "كما قلت من قبل، فإن التاريخ يعيد نفسه في دارفور بأسوأ طريقة ممكنة"، وأضافت أن الفاشر "على شفا مذبحة واسعة النطاق".
وفي مطلع القرن الجاري، قدرت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص قُتلوا في دارفور عندما ساعدت ميليشيا "الجنجويد" – التي تشكلت منها قوات الدعم السريع – الجيش في سحق تمرد قامت به جماعات غير عربية بشكل رئيسي.
وتطلب المحكمة الجنائية الدولية قادة سودانيين في تهم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، كما حذر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي من أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرَّضون "لخطر شديد ومباشر" مع تفاقم أعمال العنف والتهديد "بإطلاق العنان لصراع طائفي دموي في جميع أنحاء دارفور".
الإمارات ترفض الاتهامات
وقالت غرينفيلد للصحفيين: "نعلم أن كلا الجانبين يتلقَّى الدعم، سواء بالأسلحة أو غيرها، لتعزيز جهودهما لمواصلة تدمير السودان. نعم، تواصلنا في هذا الصدد مع الأطراف، بمن فيهم زملاؤنا من الإمارات".
ووصف مراقبون لعقوبات الأمم المتحدة الاتهامات الموجهة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع بأنها "ذات مصداقية".
وتنفي الإمارات تقديم أي دعم عسكري لأي من طرفي الصراع، حيث كتب سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة محمد أبوشهاب إلى مجلس الأمن في 25 أبريل/نيسان قائلاً إن "الإمارات العربية المتحدة… لا تقدم أي أسلحة أو ذخيرة لأي فصيل منخرط في الصراع الدائر في السودان".
أضاف أن الإمارات "ترفض بشكل قاطع أي تلميح إلى أنها قدمت مساعدات مالية أو لوجستية أو عسكرية أو دعماً دبلوماسياً لأي جماعة مسلحة في السودان".
وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات.
والفاشر هي آخر مدينة كبرى بإقليم دارفور الشاسع بغرب السودان لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، حيث اجتاحت قوات الدعم السريع وحلفاؤها أربع عواصم ولايات أخرى بدارفور العام الماضي.
وتواجه تلك القوات اتهامات بالضلوع في حملة من عمليات قتل ذات دوافع عرقية بحق جماعات غير عربية وغيرها من الانتهاكات في غرب دارفور.
وتسببت الحرب في نزوح نحو ثمانية ملايين شخص، ودعت هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائي تدعمها الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية "لمنع وفيات على نطاق واسع وانهيار تام لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان".