قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأحد 14 أبريل/نيسان 2024، إن إيران أبلغت جيرانها بهجومها على إسرائيل قبل 72 ساعة، وفق رويترز. وأضاف الوزير، في مؤتمر صحفي، الأحد: "قبل نحو 72 ساعة من عملياتنا، أبلغنا أصدقاءنا وجيراننا في المنطقة، أنَّ رد إيران على إسرائيل مؤكد ومشروع ولا رجعة فيه".
وخلال اجتماع مع سفراء أجانب في طهران، الأحد، قال وزير الخارجية الإيراني، إن "إيران أبلغت الولايات المتحدة أن هجماتها ضد إسرائيل ستكون "محدودة" و"للدفاع عن النفس".
إيران لا تنوي مواصلة الهجمات ضد إسرائيل
في وقت سابقٍ الأحد، قال عبد اللهيان، في منشور على منصة "إكس"، إن بلاده لا تنوي مواصلة هجماتها ضد إسرائيل، لكنها لن تتردد في الرد على أي هجوم محتمل. وقال: "ممارسة إيران حقها في الدفاع عن النفس يدل على النهج المسؤول الذي تتبعه تجاه السلام والأمن الإقليمي والدولي".
وأشار عبد اللهيان إلى أن الهجمات المباشرة ضد إسرائيل انتهت، وأضاف: "إيران ليست لديها نية لمواصلة العمليات الدفاعية في هذه المرحلة، لكنها لن تتردد إذا لزم الأمر في حماية مصالحها المشروعة ضد أي هجوم جديد".
ونفّذت إيران هجوماً بمسيّرات وصواريخ، ليل السبت/الأحد، أعلنت إسرائيل "إحباطه"، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنّها طهران ضد إسرائيل، بعد نحو أسبوعين على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.
ويأتي الهجوم في خضم الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.
استدعاء سفراء أجانب
في سياق موازٍ، ذكرت وكالة العمال الإيرانية للأنباء، شبه الرسمية، أن وزارة الخارجية استدعت، الأحد، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا؛ لسؤالهم عما وصفته بـ"مواقفهم غير المسؤولة" في ما يتعلق بالهجوم الإيراني على إسرائيل.
ونددت الدول الأوروبية الثلاث بالهجوم الإيراني بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، الذي استمر من ليل السبت حتى صباح الأحد، والذي جاء رداً على هجوم إسرائيلي مشتبه فيه على قنصليتها بسوريا في الأول من أبريل/نيسان 2024.
واتهم المدير العام لشؤون أوروبا الغربية بوزارة الخارجية الإيرانية، الدول الثلاث بـ"الكيل بمكيالين"، لأنها عارضت في وقت سابق من هذا الشهر، بياناً صاغته روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كان سيدين الهجوم الإسرائيلي على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا.
وأضاف أن "العملية العسكرية الإيرانية ضد قواعد النظام الصهيوني (إسرائيل) تقع ضمن حق الدفاع المشروع المنصوص عليه في المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة، وهي ردٌّ على سلسلة من الجرائم، منها الهجوم الذي وقع مؤخراً على مجمع السفارة في سوريا".
دفاع مشروع
في سياق موازٍ، وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، هجوم بلاده على إسرائيل بأنه "دفاع مشروع".
وبحسب وكالة "إرنا" الرسمية، ذكر رئيسي في بيان، الأحد، أن إسرائيل "عوقبت على استهدافها القنصلية الإيرانية في دمشق بالهجوم الذي نفذه الحرس الثوري".
وقال إن العملية التي نفذتها بلاده ضد إسرائيل جزءٌ من "الدفاع المشروع" ضد الهجوم على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في سوريا. وأوضح أن أي عملية تنفذها إسرائيل ضد بلاده "ستقابَل بردّ فعلٍ أقوى".
بدوره أفاد قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، بأن بلاده ستستهدف إسرائيل "إذا استهدفت المصالح والعناصر الإيرانية".
وفي السياق، أعلنت سلطات مطار مهرآباد في العاصمة الإيرانية طهران، تمديد إلغاء الرحلات الجوية لغاية الساعة الـ06:00 صباح الإثنين بالتوقيت المحلي (ت.غ+3:30).
وأشارت في بيان نشرته وكالة "إرنا"، إلى أن المطار كان مغلقاً أمام الرحلات الجوية بين الساعة الـ02.30 والـ07.30، وتم تمديد الإغلاق لاحقاً لغاية الساعة الـ12:00 ظهراً، قبل أن يعلن عن التمديد الأخير.
وفي أعقاب الرد العسكري الإيراني على إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيرة، ليل السبت، تم إغلاق المجال الجوي لطهران أمام جميع الرحلات الجوية التجارية.
يأتي الهجوم الإيراني رداً على تعرُّض القسم القنصلي بالسفارة الإيرانية في دمشق، مطلع أبريل/نيسان 2024، لهجوم صاروخي وصفته طهران بأنه "إسرائيلي"، وأسفر عن مقتل 7 من "الحرس الثوري"، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي، ولم تعترف إسرائيل رسمياً باغتيال زاهدي، لكنها لم تنفِ مسؤوليتها عن الاغتيال أيضاً.