قال رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل، الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، "إن العدو يتبجح" بإعلانه استهداف سيارة أبناء أبو العبد، في إشارة إلى رئيس مكتب الحركة السياسي إسماعيل هنية، وهذا دليل إفلاسهم، وأن العدو عاجز عن كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وعاجز كذلك عن كسر إرادة المقاومة، بعدما "غرق في وحل خان يونس بعد الشمال".
كان جيش الاحتلال قد سبق أن أقر قبل أيام باغتيال 3 من أبناء هنية وبعض أحفاده، بغارة استهدفت سيارة في غزة، زاعماً "انتماءهم لكتائب القسّام، وأنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ ما سماه "نشاطاً إرهابياً".
خالد مشعل ينعي أولاد هنية
خالد مشعل خلال كلمة له في مجلس عزاء أولاد وأحفاد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية قال: "في حرب 2008-2009 عندما اغتال الاحتلال الشيخ نزار ريان، والوزير سعيد صيام، قلت بأن الحرب انتهت؛ لأن اغتيال القائدين علامة إفلاس الاحتلال، وأنه يبحث عن مخرج، وكانت نهاية تلك الحرب".
وأوضح: "رغم أن هذه المعركة منذ ستة أشهر ويزيد، ترجل فيها شهداء عظام من القادة والكوادر والعوائل الكريمة فوق 35,000 شهيد حتى الآن، غير الذين تحت الركام، أقول إن استشهاد أبناء أخي الحبيب أبو العبد وأحفاده، أظنها علامة فارقة في هذه الحرب، وقد تعجل بنهايتها بإذن الله".
وتابع: "الله أكرم الأخ إسماعيل هنية بصحبة الشيخ المؤسس أحمد ياسين، وقد قال لي الشيخ نزار ريان في دمشق بعد اغتيال ياسين، إن الأخ أبو العبد هنية ليس أقدمنا في الحركة، ولا أكبرنا سناً، لكن الله جمع عليه القلوب، فالله اختاره لهذه القيادة في غزة، ثم قيادة الحكومة، وهو اليوم على رأس هذه الحركة، ثم اصطفى الله من عائلته الكريمة العشرات، إلى أن توَّجها الله بشهادة ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده، عليهم رحمة الله وعلى كل الشهداء".
وأكد أنه من الفخر "لحركة حماس أن قيادتها كما الكوادر والأبناء كلهم يتسابقون إلى الشهادة، وكلهم على طريق رضا الله وبيع الأنفس والدماء في سبيل الله، ومن أجل القدس والأقصى، ومن أجل تحرير فلسطين، فهذا فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء".
ومضى قائلاً: "نحن وشعبنا صف واحد، وقدرنا واحد، وندفع الثمن معاً، وأقول لإخواني الجرحى كما قال أخي أبو العبد: الشهادة وسام وهذه الجراح وسام، ودماؤكم عند الله إن شاء الله غالية، وهي أوسمة شرف، وسبقكم بعضكم إلى الجنة، والله يلحقنا جميعاً إلى الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى، والتاريخ سيسجل في صفحاته القادمة أن طوفان الأقصى ربما هي أعظم معركة في تاريخ الأمة المعاصر، الأمة خاضت معارك شديدة كبيرة في القرن العشرين".
وبيّن مشعل "أن طوفان الأقصى أعظم معركة في تاريخنا المعاصر، بطول مدتها أولاً، ستة أشهر متواصلة، والله أعلم كم تستمر، وإن شاء الله ستكسر شوكة العدو عما قريب، وبعدد الشهداء في هذا الوقت القصير، وبهذا الصمود الأسطوري للحاضنة في قطعة صغيرة هي بقعة النور، بقعة غزة أرض العزة الطاهرة، التي خاضت حرباً عالمية تقودها (إسرائيل) والولايات المتحدة وبعض العواصم الغربية".
وأوضح أن "هذه معركة غير متكافئة، لكنها معركة سجّل الله لنا فيها شرفاً عظيماً وانتصارات عظيمة، فهنيئاً لكم أيها الجرحى الأحباب، أنكم شهداء على معركة تاريخية، وهنيئاً لمن كان في قلب هذه المعركة شهيداً أو جريحاً أو مصاباً أو أسيراً، أو داعماً لها، أو مجاهداً بماله، ومجاهداً بصوته، ومجاهداً بكل جهد يستطيعه، سواء كان في قلبها أو كان على التخوم".
ونوه إلى أن "هذه ليست الجولة الختامية، بل هي جولة مهمة إن شاء الله في طريق تحرير فلسطين وهزيمة المشروع الصهيوني، والتاريخ سيسجل أن الانحدار الأشد في زوال الكيان الصهيوني المجرم كان منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع فجر هذه المعركة".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول محاصرة تبرعات أمتنا بأن يجرّموها، لكن أمتنا الأصيلة تدفع بملايين، وهو إسهام منها في المعركة؛ جهاداً بالمال، بانتظار لحظة قريبة أن تنخرط فيها الأمة بجهادها بنفسها ودمائها".
وبيّن أنه "عندما تختلط الدماء المسلمة والعربية مع الدماء الفلسطينية على أرض فلسطين في غزة، وفي ساحات القدس والأقصى، أبشروا بالنصر النهائي، وبإنهاء هذا الاحتلال، وبعودة فلسطين إلى عمقها العربي الإسلامي بإذن الله".
وأكد مشعل أن "العدو بعد حرب 67، رقص جنوده وقادته متشفّين في هزيمة أمتنا في حرب الأيام الستة، لكن معركة طوفان الأقصى وما قبلها من المعارك، وهؤلاء الجرحى والشهداء والأبطال يقولون: محمد عليه الصلاة والسلام، في ليلة الصلاة عليه، ليلة الجمعة، خلَّف رجالاً وترك أبطالاً، هم إن شاء الله على طريق النصر والتحرير".
حماس تنعى أولاد هنية
كانت حركة حماس قد سبق أن نعت قبل أيام 7 من أبناء وأحفاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، الذين استشهدوا في "غارة إسرائيلية غادرة وجبانة"، استهدفت سيارتهم في قطاع غزة. جاء ذلك في بيان للحركة عقب غارة جوية إسرائيلية، استهدفت سيارة كانت تقل أفراداً من عائلة هنية في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
وقالت الحركة إن الضحايا "كانوا يتجولون لتهنئة سكان المخيم وأقاربهم بحلول عيد الفطر، ما أدى لتدميرها بالكامل ومقتل وإصابة جميع من كان فيها".
وأضافت: "نبارك لرئيس المكتب السياسي للحركة ارتقاء 7 من أبنائه وأحفاده، وهم الشهداء: حازم وأمير ومحمد وأولادهم: منى وآمال وخالد ورزان، إثر غارة غادرة وجبانة استهدفتهم في مخيم الشاطئ، في أول أيام عيد الفطر المبارك".
وأوضحت أن إسرائيل استهدفتهم "وهم ملتحمون مع شعبهم في خندق واحد، ليلتحقوا بركب نحو 60 شهيداً من شهداء آل هنية الكرام الأبطال، وقوافل شهداء شعبنا الميامين الأبرار في معركة طوفان الأقصى".
وفي سياق متصل، أشارت حماس في بيانها إلى أن استهداف إسرائيل لقادة الحركة وأبنائهم وعائلاتهم "ما هي إلا محاولات يائسة من عدو فاشل في الميدان، ومذعور من ضربات المقاومة وبسالتها".
ونوهت بأن هذه الممارسات "لن تفلح في كسر إرادة الصمود لدى كل أبناء الحركة والشعب الفلسطيني، ولن تزيدهم إلا ثباتاً وإصراراً على مواصلة المعركة".
وتابعت: "يتوهّم الاحتلال (الإسرائيلي) حالِما أن تصعيد إرهابه وحرب الإبادة الجماعية وقصفه الهمجي ضد المدنيين العزّل من أبناء شعبنا، سيحقق له إنجازاً في مسار المفاوضات بعد فشله الذريع في تحقيق أي من أهدافه العدوانية".
ومنذ أشهر، تتوسط مصر وقطر والولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار وتبادل أسرى.
وتعليقاً على اغتيال أبنائه وأحفاده، أكد هنية في تصريحات مصورة أدلى بها لقناة الجزيرة، بعد تلقيه النبأ، الأربعاء، أن دماء أبنائه "ليست أغلى" من دماء غيرهم من الشهداء الذين سبقوهم بالحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت شهرها السابع.
وحلّ عيد الفطر هذا العام بينما تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".