أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الجمعة 5 أبريل/نيسان 2024، توقيف 8 أشخاص على خلفية الاشتباه بعملهم لصالح المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، بحسب بيان نشره على حسابه في "إكس".
وأوضح الوزير التركي، أن العملية تمت بمشاركة مختلف الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن توقيف المشتبهين جرى على خلفية قيامهم بجمع معلومات عن أفراد وشركات في تركيا تستهدفها المخابرات الإسرائيلية، وبنقل المعلومات والوثائق إلى عناصر المخابرات الإسرائيلية.
وأشار كايا إلى أن السلطات القضائية التركية قررت حبس اثنين من المشتبه بهم، ووضع 6 منهم تحت المراقبة العدلية.
وأفاد كذلك بأن الوزارة تتعقب مختلف أنشطة التجسس داخل تركيا، مشدداً بالقول: "لن نسمح أبداً بأنشطة التجسس التي يراد القيام بها ضد وحدتنا الوطنية وتضامننا داخل حدود بلادنا".
إيقاف شبكة على صلة بالموساد
يُذكر أن السلطات التركية أوقفت 7 أشخاص في 5 مارس/آذار الماضي، على خلفية الاشتباه بجمعهم وبيعهم معلومات لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، في عملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات التركي ومديرية أمن إسطنبول، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن مصادر أمنية.
وأوضحت آنذاك أن التحقيقات الأولية أظهرت أن المشتبه حمزة تورهان آيبرك، موظف حكومي سابق، ويتواصل مع "الموساد" عبر سيدة تدعى فيكتوريا.
"آيبرك" الذي ظهر لمرات عدة في برامج حوارية تلفزيونية على قنوات تركية، تبين أنه يعمل بصفة "مُخبر" لصالح الموساد مستعيناً في أنشطته بمجموعة من الموظفين الحكوميين ممن قام بتشكيل شبكة منهم مقابل المال.
وفقاً للتحقيقات فقد كُلّف "آيبرك" بجمع معلومات حول أشخاص وشركات من منطقة الشرق الأوسط لصالح "الموساد".
يأتي ذلك بينما تواصل تركيا محاكمة مجموعة من الأشخاص بتهم التعاون مع الموساد الإسرائيلي، حيث أحالت السلطات التركية، شهر فبراير/شباط الماضي، 9 أشخاص إلى المحكمة بإسطنبول، على خلفية الاشتباه في بيعهم معلومات لـ"الموساد" الإسرائيلي.
عقب استجوابهم، أحال المدعي العام المشتبه بهم إلى محكمة صلح جزاء مع طلب حبس 7 منهم وإخلاء سبيل المشتبه بهما الآخريْن، شريطة وضعهما تحت الرقابة القضائية. كما صدر أمر من المحكمة بحبس 7 من المشتبه بهم رهن المحاكمة، والإفراج المشروط عن الآخرين.
عمليات أمنية متواصلة
كما أنه خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أوقفت السلطات التركية 33 شخصاً للاشتباه بتنفيذهم أنشطة "تجسس دولية" لصالح جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد".
جاءت التوقيفات بعملية أمنية في 8 ولايات، في إطار تحقيقات أطلقها مكتب الإرهاب والجرائم المنظمة في النيابة العامة بإسطنبول ضد 46 مشتبهاً بهم.
كما كشفت التحقيقات أن جهاز "الموساد" كان يهدف إلى القيام بأنشطة مثل المراقبة والتتبع والاعتداء والاختطاف ضد مواطنين أجانب مقيمين في تركيا لأسباب إنسانية.
خلال شهر يوليو/تموز 2023، فككت الاستخبارات التركية خلية تجسس أخرى تابعة للموساد الإسرائيلي، ضمت عدداً من الأتراك والعرب، كانت تستهدف عدداً من الأجانب الذين يقيمون في تركيا.
وسائل إعلام تركية أوضحت وقتها أن عناصر من وحدة "مكافحة التجسس" التابعة للاستخبارات التركية المعنية بدول الشرق الأوسط، هم الذين تولوا مهمة الكشف عن خلية التجسس، التي مارست عملها بتوجيه عن بُعد عبر شبكة الإنترنت.
إذ جمعت الخلية معلومات عن الأشخاص الأجانب الذين استهدفتهم، وتعقبت مركباتهم باستخدام أجهزة تحديد الموقع "جي بي إس" GPS، كما راقبت أجهزة الاتصال اللاسلكي "الواي فاي" الخاصة بهم، واخترقت أرقامها السرية، وحددت عناوين إقامتهم.