قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين خلال عمليته العسكرية المستمرة بمحيط مجمع الشفاء الطبي غربي غزة، في حين قتل كذلك مدير لجنة الطوارئ بمنطقة غرب غزة (حكومية) أمجد هتهت، بينما كان يشرف على تأمين وصول المساعدات للمدينة من "دوار الكويت"، مساء الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024.
يأتي ذلك بينما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الشهداء جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 31 ألفاً و923 شهيداً، إضافة إلى إصابة 74 ألفاً و96 مصاباً.
استهداف منسقي وصول المساعدات
إضافة إلى أمجد هتهت، استشهد العشرات من أعضاء اللجان الشعبية المشرفة على تأمين وتوزيع المساعدات في غزة، والتي تعمل بالتنسيق مع العشائر ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، على تأمين وصول المساعدات إلى مناطق شمال القطاع، وتوزيعها بشكل عادل على مختلف المناطق.
ومساء الثلاثاء، استشهد 23 فلسطينياً وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للجان شعبية، شكَّلها الوجهاء والعشائر لتأمين نقل المساعدات من دوار الكويت إلى مدينة غزة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وخلال اليومين الماضيين استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي شخصيات مرتبطة بتأمين ووصول المساعدات إلى شمال القطاع، كان من أبرزهم رئيس مديرية العمليات بجهاز الأمن الداخلي بحكومة غزة التي تديرها "حماس"، فايق المبحوح.
حيث أعلن جيش الاحتلال، الإثنين 18 مارس/آذار، اغتيال المبحوح داخل مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بينما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن المبحوح هو منسق إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع مع العشائر والأونروا.
وأمس الثلاثاء، قالت "حماس" إن استهداف إسرائيل للجان الشعبية التي كانت تؤمّن المساعدات جنوب مدينة غزة "دليل سادية الاحتلال"، بهدف تهجير الفلسطينيين من غزة.
وأوضحت الحركة في بيان أن "الاحتلال يقصد ضرب أية هياكل محلية أو عشائرية وطنية تقوم بتنظيم وتوزيع المساعدات، بهدف نشر الفوضى والفلتان الأمني، تنفيذاً لمخططه الخبيث الرامي لدفع شعبنا للنزوح عن أرضه".
وسابقاً استهدفت إسرائيل عدة مرات قوافل مساعدات في غزة، ففي فبراير/شباط، أطلقت النار على مئات الفلسطينيين، أثناء تجمعهم في شارع الرشيد جنوب غرب غزة بانتظار الحصول على مساعدات، فيما يعرف بـ"مجزرة الطحين"، ما خلَّف 118 شهيداً و760 جريحاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
استشهاد 90 فلسطينياً
في سياق متصل، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته بمحيط مجمع الشفاء الطبي، حيث أعلن الأربعاء 20 مارس/آذار، قتل 90 فلسطينياً والتحقيق مع 300 في مجمع مستشفى الشفاء الطبي بمدينة غزة، فيما اعتَقَل 160 آخرين ونقلهم إلى إسرائيل للتحقيق.
والإثنين 18 مارس/آذار، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي للمرة الثانية خلال الحرب المتواصلة على القطاع، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله، وقال في بيان: "تخوض قوات الجيش وجهاز الأمن العام القتال في منطقة مستشفى الشفاء".
وزعم أن "قوات تابعة للوحدة 13 للكوماندوز البحري ومجموعة القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162، قضت على مدار آخر 24 ساعة على مسلحين، وعثرت على وسائل قتالية".
حصيلة الشهداء تقترب من 32 ألفاً
إلى جانب ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 31 ألفاً و923 قتيلاً، و74 ألفاً و96 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة في القطاع، بالتزامن مع اليوم الـ166 للحرب على قطاع غزة.
وقالت الوزارة: "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 104 شهداء، و162 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية".
وذكرت أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم"، وأوضحت أنه بذلك "ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 31923 شهيداً و74096 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة، رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة، وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.